مفاهيم حول الحجاب

سهام علي

فى إحدى الجلسات قالت إحداهن بصوت تشوبه الحسرة عن إحدى الممثلات المعتزلات هنيئًا لها فعلت كل ما يحلو لها وهي الآن من أهل الجنة وعجبت جدا لمنطقها!

  • التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -

فى إحدى الجلسات قالت إحداهن بصوت تشوبه الحسرة عن إحدى الممثلات المعتزلات هنيئًا لها فعلت كل ما يحلو لها وهي الآن من أهل الجنة وعجبت جدا لمنطقها، ولا أقصد بذلك كونها قطعت بمصير حي من البشر أنه من أصحاب الجنة، لأن ذلك فعلًا علمه عند ربي؛ وإن كنت أطمع فعلًا لي و لتلك الممثلة المعتزلة وأتمنى  لي ولها دخول الجنة لأني أشعر الصدق فى توبتها، وهذا هو مربط الفرس كما يقولون، فالمتحدثة ترتدي الحجاب فعلا؛ وإن كان هناك مآخذ على حجابها فهي بحاجة إلى معرفة أمرين؛ حقيقة الحجاب وحقيقة التوبة، فحقيقة الحجاب هو حجب الزينة وليس ابداءها، لكن ما يحدث منها ومن سواها ممن يزعمن أنهن محجبات هو إظهار الزينة بل بعضهن يتبارى فى التبرج وإظهار المفاتن الذي يصل أحيانا إلى حد التدليس والتحايل على التجميل المصطنع الذى حدث فيه ثورة توازي الثورة العلمية الحديثة وأصبح فيه سباق إلى حد الهوس ونحن نشعر بالرثاء تجاه أولئك المفتونات المخدوعات اللائي جرفهن التيار دون وعي حقيقي بالأمر؛ فالفتاة أو المرأة التى عاشت أسيرة لحب الاستعراض بتحريض من وسائل الإعلام التي لا هم لها سوى جعل المرأة مجرد سلعة، أو بتحريض من رفقة غير صالحة فهذه لن تجني سوى الألم والحسرة إذا ما عبرت إلى الشطر الثاني من عمرها خاصة كلما قارنت بينها و بين من هن أصغر منها سنا، أما التي تجد لنفسها مبررا بأن التبرج حتى مع الحجاب المزعوم وسيلة لجذب زوج متوقع أو زوج موجود بالفعل فمثل هذا الزوج الذى تجذبه هذه الوجهة المبتذلة و يضعها في مقدمة اعتباراته فهذا شخص لا يؤتمن.

فعمر شباب المرأة و جمالها محدود وهذا يجعل مستقبل المرأة مع مثل هذا الرجل فى خطر، ونحن إذ بدأنا بالحديث عن تلك (المحجبة) التي تغبط الممثلة المعتزلة على كونها تمتعت على حد قولها بالتبرج سنين طويلة قبل التوبة واستدرجني الحديث عن حقيقة معنى الحجاب و مفهومه وعن المعنى الحقيقي للتوبة ومفهومها؛ فمجرد إقلاع المرء عن الذنب والقلب لا يزال متعلق به فمعنى أنه يكون غير آسف على ارتكاب هذا الذنب أو تلك المعصية فهذا ينقض أول شروط التوبة ألا وهو الندم الذىي يجعل القلب يعتصر كلما تذكر المرء ذنبه، وهذا كان هو ردي على تلك المرأة فلا يصح ولا يجوز للإنسان أن يعتريه أدنى شعور بالسعادة كما يحدث أحيانا لدى البعض، فبعض المتجحبات يذكرن الأيام الخوالي و كيف كن كالنجوم اللآلئ يتطلع الجميع للنظر إليهن أو التسابق على الفوز بأحداهن غير مدركة أن كل نظرة على ما لا يجوز للتطلع إليه إنما هو إثم على الناظر والمنظور ولنحص النظرات ولنحص عدد الآثام ومن هنا نشعر بالحزن والأسى والألم على من فرطت فى جنب الله، فالشعور الذى يجب أن يلازم ترك المعصية هو الاقتناع التام بفحشها والإقلاع عنها نهائيًا بل ومحاربة هذه المعصية، فمن المناظر التى تبين التناقض فى أفكار البعض من النسوة أن تكون المرأة محجبة حجابا شرعيا ومع ذلك لا تنكر على ابنتها ارتداءها حجابا بعيدا عن الحجاب الشرعي بحجة أنهن لازلن صغيرات على الحجاب متجاهلة أن بلوغ المرأة الحيض يفرض عليها الحجاب الشرعى؛ بل أن رأي بعض الفقهاء أصحاب الرأى الأشد عمقًا هو أن الحجاب يجب بمجرد تحول جسم الفتاة عن المظهر الطفولي لأنه يجعل منها مطمعا ولا يغيب عن أسماعنا حالات اغتصاب الأطفال و بديهيًا أن كلما كان جسم الطفلة نحو الأنوثة أقرب كلما كان احتمال اغتصابها أكبر فى حالة غفلة الأهل عنها، فكيف لطفلة صغيرة أن تحافظ على نفسها حتى لو كان جسمها جسم امرأة؟ ونحن نربأ ببناتنا عن التعرض لمجرد نظرة شهوانية فضلا عن كارثة الاغتصاب وفى هذا المقام لا يفوتنا الإشارة إلى ملحوظة هامة وهي أن الفتيات الصغيرات هن أولى بالحجاب من أمهاتهن فهن الأكثر حيوية ونضارة وجذبًا للأنظار وعموما فإن الحجاب هو مرآة حقيقة للإيمان عموما والحياء خصوصًا ورضي الله عن فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين التى وصل بها الحياء إلى التحسب والخشية من يوم موتها وتكفينها أن يصف الكفن جسدها الطاهر لعيون الرجال.

فماذا لو رأت اليوم  ما تفعل (الحيات) بأجسادهن؟