ضعفك سر قوتك
غادة النادي
إعلم أن محاور يقظتك وعملك لابد أن تستنفذ فيها وُسع طاقتك وأنت تعلم انك مُعانٌ مُؤيدٌ من ربٍ رحيمٍ عليمٍ كريم.
- التصنيفات: تربية النفس -
إبحث جيداً عن أشد و أعمق نقاط ضعفك، تلك التي تؤلمك و تحزنك، تشعرك دوماً بالنقص أو الحرمان، وتستنزف طاقتك وتقتل همتك، إبحث وثابر حتى تصل إليها، هل وجدتها؟ حسنا جداً.
الخطوة التالية: عَلمٌ و يقين، عِلم أن لك عدو أزلي متربص بك (الشيطان)، يقين أنه لن يدعك تعيش لحظة تصالح أو سلام أو رضا واحدة مع نقاط ضعفك، سوف يبدأ معك رحلةً طويلةً و معقدةً جداً إليك جزء يسير منها:
سيعملق كل نقطة ضعف فيك، سيضاعف لك الأعذار و الآلام، والمبررات والمسكنات حتى تحجب عنك الرؤية و تُنغص عليك جميع أيامك، فتقف "محلك سر" وتبني أنت وهو سجناً عملاقاً أغلاله أماني تنسيك نفسك ويومك وغدك، تمنيك بالمفقود كما قالوا لتنسيك الموجود وحلاوته وخيره والشكر عليه، سيأتيك اللعين الرجيم بصوت الحنون الشفوق موسوسا: (آهٍ يا مسكين لو أن لك كذا وكذا لكنت أسعد أهل الأرض لكنك محروم، مظلوم، محزون) وتدور أنت في دائرةٍ أولها في رأسك وآخرها في قبرك، ويمضي بك العمر بين عجزٍ وحسرةٍ وغفلة، فاستفق وإعلم أن نقاط ضعفك فيها قوتك، هي جزءٌ من بشريتك، إنها هناك لكي تذكرك أنك دائماً وأبداً بحاجةٍ شديدةٍ إلى خالقك، أما رأيت حال من جُمع لهم متاع الدنيا و نعيمها، قد طغوا وتجبروا؟ لذا فنقاط الضعف انطلاقٌ نحو التضرع والتذلل والتقرب لمن بيده الأمر كله، بضعفك ترتقي فوق بشريتك وخوفك لتقترب من مصدر القوة، والأمان، والنعم، وإعلم أن محاور يقظتك وعملك لابد أن تستنفذ فيها وُسع طاقتك وأنت تعلم انك مُعانٌ مُؤيدٌ من ربٍ رحيمٍ عليمٍ كريم.