قبضةٌ مِن أثَرِ الرسول صلى الله عليه وسلم
علي فريد
الفعل من العبد والفاعلية من الله
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
لا السلفية سلفية..ولا الصوفية صوفية..ولا الأشاعرة أشاعرة!، (الثلاثة يشتغلوننا)!
ولا يكتفون بذلك، بل يضربوننا في خلاط التفاصيل لننشغل بتفاصيل الخلاط!، لو عاد ابن تيمية ورأى أدعياء السلفية لَتبرّأ منهم أو كاد، أو عاد العز بن عبد السلام ورأى أدعياء الأشاعرة لباعهم- كما باع الأمراءَ- أو كاد،
أو عاد إبراهيم بن أدهم ورأى أدعياء الصوفية لأوتر قوسه -التي مات قابضاً عليها في سبيل الله- ورماهم بسهامه، أو كاد.
لم تكن المعركةُ- يوماً- معركةَ سلفيةٍ أو صوفيةٍ أو أشعرية؟، بل كانت- منذ الأزل- معركةَ توحيد!
وليس التوحيد أن تعرف أسماء الله وصفاتِه حَسْبْ، بل عماد التوحيد أن تُفْرِدَهُ بالعبادة، وليست العبادة أن تصوم وتصلي حَسْب، بل عماد العبادة ألا تُشرك في عبادته غَيرَه، وليس الشرك أن تسجد لصنم حَسْب، بل أكبر الشرك أن تعتقد منهجاً يُعبِّدُ الناسَ للناسِ بدلاً من تعبيد الناس لرب الناس!، وما أفردَ اللهَ بالعبادةِ من اتخذ مع شَرْعِهِ شَرْعَاً، أو مَعَهُ سبحانه مُشرِّعاً.
وقد قرن اللهُ الحكمَ بالعبادةِ حين قال: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [يوسف جزء من الآية: 40] ، فمن صرف شيئاً من الحكم لغيره فكأنما صرف شيئاً من العبادة لغيره، يستوي في ذلك من نَصَبَ في معبده صنماً اعتقده؛ فسجد له، ومن نصب في (برلمانه) قانوناً فرنسياً أو ياسقاً تترياً اعتقده؛ فحكم به، كلا الرجلين عَبَدَ غير معبود حين قصد غير مقصود.. والحكم في برلمانٍ بغير ما أنزل الله كالسجود في معبد لغير وجه الله، لا فرق بينهما إلا كالفرق بين الحَرَقِ والغَرق!
ومنذ رفع الشيطانُ رأسَه أمام ربه قائلاً: {لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا} [النساء جزء من الآية: 118]، بدأت المعركة، فمن اتخذ سبيلاً غير سبيل الله صار- في معركة التوحيد- فرضاً للشيطان ونصيبا، وإن ظن نفسَه ولياً للرحمن وحبيباً.
تكمن الكارثة في الانحراف الأول!
والانحراف الأول يأتيك دائماً مغلفاً بمصلحةٍ دينيةٍ أو دنيوية، بل ويُسَوّقُ لكَ- عادةً- على أنه درع يحمي المنهجَ من السقوط والذوبان، ومع تتابع الأزمنة وتناسل الأجيال، تتناقص المصلحة شيئاً فشيئاً حتى لا يبقى بين يدي الجيل الأخير سوى الانحراف خالصاً، ذهبَ عمرو بنُ لُحَي الخزاعي إلى الشام؛ فرأى الأصنام؛ فأعجبته؛ فجلبها معه إلى مكة، كم جيلاً احتاجته الأصنامُ لتصبح أمراً واقعاً لا يعترض عليه العرب، ثم عقيدةً راسخةً يقاتلون في سبيلها؟!، هل قاوم المكيون- آنذاك- دعوةَ الشرك كما قاوموا- بعد ذلك- دعوةَ التوحيد؟!
كيف تسرب إلى عقل العاقل أن الحجرَ الأصَمَّ يمكن أن يصبح رَبَّاً، والبقرةَ العجماء يمكن أن تصبح إلهاً؟!
تلك اللحظة المجنونة العاقلة أو العاقلة المجنونة، كيف نرصد حركتها في العقل وتموجاتها في الروح؛ لنعرف متى وكيف ولماذا يُقنع العاقلُ نفسَه بغير المعقول؟، لم يجد العرب سبباً يعقلون به ما لا يُعقل سوى أن يقولوا: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى!.
هكذا يتفلسف السامريُّ عادةً!
هو لا يأتيك- ابتداءً- بالكفر العاري؛ بل يأتيك بالكفرِ مستوراً بضغثٍ من الإيمان، شيءٌ ما يحدث في عقله؛ فيظن نفسَه الأحكم والأفضل!، تماماً كما حدث مع الشيطان: {أَنَا خَيْرٌ مِّنْه} [الأعراف جزء من الآية: 12] يكمن في كل سامريّ شيطان، إنه يرى ما لا يرى الآخرون: {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} [طه جزء من الآية: 96]، فيقبض قبضةً من أثر مقدّسِك، ثم يُخرج لك مقدساً جديداً مُغلّفاً ببعض مقدسك الأصلي؛ فيسحر عينيك ويخدعك عن نفسك؛ لتسيطرَ عليكَ- بعد ذلك- ذاتُ اللحظة التي سيطرت عليه (تلك المجنونة العاقلة أو العاقلة المجنونة)؛ ليصبح المعقولُ في عقلك غيرَ معقول، وغيرُ المعقولِ في عقلكَ معقولاً!، ثم تكتشف- بعد فوات الأوان- أنه لا فرق بينك وبين السامريّ الأول سوى أن لحظتَه أصابته قبل أن تصيبَكَ لحظتُك، وإذ أنت سامريٌّ كاملٌ مع نصف شيطان!
هكذا تبدأ الأشياء!
فكرةٌ تنبت في رأس سامريٍّ من أكابر مجرميها، يتلقفها العامة والغوغاء، ثم تتجذر في التربة تَجَذُّرَ العامة والغوغاء (ولا جذر أثبتَ منهم!) حتى إذا جاء من يُذكِّرهم بالأصل الذي طال عليه الأمد؛ قالوا: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} [الزخرف جزء من الآية: 23]، قد يتجسد الشيطان في فَردٍ أو أمة، كما يتجسد في فكرة أو منهج!، وقد يظهر لك في الإيمان المشوب كما يظهر في الكفر المحض!، وقد يخطر أمامك في جبة صوفي يتمايل في حضرة، أو عمامة أشعري يتفلسف في حلقة، أو لحية سلفي يُحَدِّث في محراب!.
والطامة الكبرى أن يتراءى لغيركَ فيك، كما يتراءى لكَ في غيرك؛ فيراكَ الآخرون شيطاناً وتراهم أنت شياطين.
في أحد الأفلام الأمريكية وعلى مدار تسعين دقيقة، كانت البطلة تحارب الأشباح حِفاظاً على بيتها وأسرتها، في الدقائق العشر الأخيرة اكتشفنا، واكتشفت البطلة أنها وأبناءها وخدمها ليسوا سوى أشباح، وأن أولئك الذين يصارعونهم هم البشر الحقيقيون! وأنها في لحظة ذهانٍ حادة في حياتها الحقيقية خنقت أطفالها حِفاظاً عليهم ثم قتلت نفسها، ما حدث للأمة الإسلامية قريبٌ من هذا:حالة (تيه ذهاني) أو (ذهان تيهي) سيطرت عليها منذ ما يزيد على مائتي سنة؛ فخنقت أبناءَها، ثم تحولت إلى شبحٍ تحارب ما تظنه شبحاً!
ضَرَبَنَا أخطبوطُ السامرية العلمانية بأذرعه المتعددة : قومية، وطنية، ديمقراطية، ليبرالية.. وكان مع كل ذراعٍ سامريّ يؤزه الشيطان لينثر عليه وحوله قبضةً من أثر الرسول فيسحر أعين الناس ويسترهبهم!.
قَبَضَ سامريٌّ (قوميٌّ) قبضةً من أثر الرسول منطلقاً من قوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران جزء من الآية: 110]، {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا} [الرعد جزء من الآية: 37] ثم انتهى به الحال إلى قول الشاعر:
آمنتُ بالبعث رَبّاً لا شريك له***وبالعروبة ديناً ما له ثاني
وقبض سامريٌّ (وطني) قبضةً من أثر الرسول منطلقاً من قوله صلى الله عليه وسلم عن وطنه مكة: « » (رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه) ، ثم انتهى به الحال إلى: {أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف جزء من الآية: 82].
وقبض سامري (ديمقراطي) قبضةً من أثر الرسول منطلقاً من قوله تعالى : {وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ} [الشورى جزء من الآية: 38] ثم انتهى به الحال إلى: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} غافر جزء [من الآية: 29].
وقبض سامري (ليبرالي) قبضة من أثر الرسول منطلقاً من قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} [البقرة جزء من الآية: 256 ]، {لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} [الغاشية: 22]، {وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّار} [ق جزء من الآية:45]. ثم انتهى به الحال إلى: {لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} [ابراهيم جزء من الآية: 13]، وإذِ الأسماء لا مسميات لها، والمصطلحات لا معاني لها، وإذ القومي سامري يحارب دينه، والوطني سامري يحارب قوميته، والديمقراطي سامري يحارب وطنه، والليبرالي سامري يحارب الحرية، واتحد النقيض مع نقيضه لضرب مثيله؛ فصرنا نرى قومياً عروبياً يتحد مع فارسي أو عبري لضرب مثيله العروبي، وإسلامياً أصولياً يتحد مع الصليبي والقومي والديمقراطي لضرب مثيله الإسلامي، وديمقراطياً ليبرالياً يتحد مع أعتى الدكتاتوريات العسكرية والقبلية لضرب الجميع!
ولم يسلم الإسلامُ ذاته من السامرية التي تسربت إليه فأنجبت فرقاً وطوائف خرج بعضُها من دائرة الإسلام بالكلية، ثم تلاعب سامريون آخرون بما بقي داخل الدائرة؛ فحرفوا الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذُكِّروا به، وتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون!
وكان أن حَصَرَ سامِريُّو السلفية وسامريو الأشعرية وسامريو الصوفية ابنَ تيمية، والعزَّ بن عبد السلام، وإبراهيمَ بن أدهم في العقيدة والكلام والزهد، وتناسوا فيهم ما عدا ذلك، فإذا قيل لهم إن هؤلاء الأفذاذ لم يضعوا أيديهم في يد طاغوت قط، ولم يرضخوا لمتجبر قط، ولم يداهنوا في العقيدة قط، ولم يتهاونوا في الولاء والبراء قط، ولم يتوانوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قط.. نفروا ونخروا كالحُمُر المستنفرة فرت من قسورة!!
وإذِ الأمرُ (إرجاءٌ محض) لا سلفية فيه ولا أشعرية ولا صوفية!!
تساوى الثلاثة في الأكل بالدين، والتلاعب بالعقيدة، والتمكين للمتجبرين، والمشاركة في سفك الدماء المعصومة، وتوهين أمر الأمة.. حتى قال قائل حصيف: (كنا نظنهم ثلاثةً يتصارعون فإذا هم واحدٌ يحاول تكسير مرآته)!
فلا يشمخن أحدٌ على أحد، ولا يحتكرنَّ أحدٌ الإسلامَ دون أحد؛ فالثلاثة- رغم اختلاف أسمائهم المدّعاة- يمرحون في قِدِّ الطاغوت، ويدورون في فلك الأنظمة، ويتخبطون في صندوق النظام العالمي.. وما مَثَلُهم إلا كمثل ما رواه الزجاجي في أماليه عن تلك المرأة التي تزوجت رجلاً اسمه (حمار)؛ فحسُنَ موقعُها عندَه؛ فأرادته على تغيير اسمه؛ فقال: قد فعلت، إني تسميت (بغلاً)؛ فقالت: هو أحسن من ذاك، ولكنك بَعدُ في الاصطبل!!
جميعهم لا يزالون في الاصطبل.. اصطبل الطغاة.. والطغاة يبحثون دائماً عن ضعيفي المستوى، وقليلي القيمة، وعديمي القدرة؛ ليصنعوا منهم دوائر فاسدة مفسدة تحيط بهم بعد أن يُدخلوهم في (خلاط التلميع الإعلامي) ليخرجوهم حاملين: ألقاب مملكة في غير موضعها، كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسدِ، والناس تعرف- حين تُسلط الأضواء على شخص بعينه- أن لقباً ما قد خلا مكانُه ويُبحث له عن حامل، أو أن فارغاً ما قد أظل زمانه ويُبحث له عن لقب، ولا فرق- والحال هذه- بين مؤتمر جروزني الذي احتكر فيه (بعض السامريين) الإسلامَ وأخرجوا منه بقية المسلمين، وبين مؤتمرات جدة والدوحة والقاهرة والرباط التي يحتكر فيها (بعض السامريين) الإسلامَ ليُخرجوا منه بقية المسلمين، لا فرق بين الإسلام الروسي والإسلام الأمريكي الاصطبل واحد وإن سَكَنَهُ شركاءُ متشاكسون، ولئن أتاهم- حديثاً- بوتين ليعلمهم أمر دينهم؛ فقد أتاهم- قديماً- بوش وكلينتون وريجان وكارتر ونيكسون وروزفلت.. ولا يزال الحبل على الجرار.
لقد التقى منذ أشهر بابا الفاتيكان مع بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعد قطيعة دامت ألف عام.. ألف عام.. وكان التصريح الأبرز للقاء هو: وجوب استعادة الوحدة المسيحية لإنقاذ المسيحيين الذين يواجهون العنف في الشرق الأوسط! (وأنتم تعرفون بالطبع معنى هذا التصريح)!
وفي سبعينيات القرن العشرين أفتى الرافضيان: موسى الصدر، وحسن مهدي الشيرازي.. وغيرهما من مرجعيات الرافضة بإسلام الطائفة النصيرية (طائفة حافظ الأسد) وإدخالها ضمن الشيعة الاثني عشرية، بعد تكفير دام أكثر من ألف سنة. وما تجرأ رافضي قبلهما على إدخال هذه الطائفة- تحديداً- في دائرة الديانة الرافضية فضلاً عن إدخالها في دائرة الإسلام، ومنذ ذلك الحين بدأ البويهيون الجدد أو القرامطة الجدد- لا فرق- في بذر بذرة التنظيمات الرافضية المسلحة ابتداءً من حركة (أمل)- ذات الوجه العلماني والقلب الديني- وانتهاءً بحزب الشيطان، ويعرف الجميع ماذا فعلت حركة أمل في لبنان! كما يُعايش الجميعُ الآن مجازر حزب الشيطان للمسلمين في الشام والعراق ومعاونته للطائفة التي ظلوا يكفرونها ألف عام مضت!.
والخسة من معدنها لا تُستغرب!!
الجميع يتوحد.. والجميع يُدخِلُ معه مَن ليس منه.. والجميع ينسى أو يتناسى ثارات ألف عام في سبيل التأسيس لنظامٍ عالمي جديد يبقى مائة سنة أخرى قابعاً على أنفاس المسلمين وجثثهم وأشلائهم، وإني لأعجبُ والله أشد العجب من أولئك الذين يدّعون التزامهم- في نظامهم- بشرع الله وسُنّةِ نبيِّه، ثم يضربون- حتى الإسقاط- كلَّ تيارٍ (سني معتدل!) يصل إلى الحكم من حولهم؛ فيحاصرون أنفسَهم بأعدائهم؛ فإذا وقعت الواقعة لم يجدوا حولهم إلا القرامطة والصليبيين يتلمظون للانقضاض عليهم!!
ومن يدري.. لعلنا نكتشف في قابل الأيام أن أشد الجهات هجوماً على هذا المؤتمر السامري هي ذاتها الجهات الراعية له!!
***
لقد خرجنا من التيه.. أنا على يقينٍ من ذلك..
ولكننا لن ندخل الأرض المقدسة التي كتب اللهُ لنا إلا بعد دفع الثمن كاملاً!
خرجنا من تيه الأيدلوجيات السامرية التي تساقطت- واقعياً- أمام أعيننا؛ فَمَازَ غالبُ الناس بين الحق والباطل، وعرفوا أنهم كانوا يعيشون وهمَ الحرية ووهمَ العدالة ووهمَ المساواة!، بيد أن الحق- وإن ظهر أصلُه- فإن أهلَه أخفى على الناس من إبرةٍ في كومة قش، وكثرة المدَّعين له تزيد أهلَه خفاءً.. بل ربما تُعيد أصلَه إلى حالةٍ سامرية جديدة.. وما كُلُّ من رفع رايةً كان من أهلها.. فاحذروا أهلَ الباطل أن يُعيدوكم في ملتهم بضغث من الحق.. واعلموا أن المعركة معركة توحيد.. ولا يتجلّي التوحيدُ إلا في العبودية الخالصة.. وقد أتعب نفسه من بحث عن الحرية والعدل والمساواة في غير العبودية لله!!
ولا يهولنكم- مع التوحيد والعبودية- علوُ الباطل وكثرةُ أهله؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُعطَ مفاتيح الشام وفارس واليمن إلا وهو يضربُ بمعوله صخرة الخندق استعداداً لحصار الأحزاب له، وقد زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، بيد أن الفعل من العبد والفاعلية من الله!!