بيشوي دوبلير البابا
شريف عبد العزيز
البابا شنودة لم يصدق نفسه وهو يري لأول مرة المظاهرات العارمة وهي
تجتاح المدن المصرية من أقصاها لأدناها ، منددة بسياساته الطائفية
وحربه علي الإسلام والمسلمين ، ورأي شنودة لأول مرة مظاهرات تنادي
بعزله ومعاقبته وتأديبه مثلما فعل السادات !
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية -
في صناعة السينما هناك العديد من المهن الحساسة والخطيرة ، التي لا تري ولا يشعر بقيمتها أحد ، علي الرغم من أن نجاح أي منتج سينمائي يتوقف علي وجود هذه المهنة ، ومن أشهر هذه المهام والأعمال ، مهنة الدوبلير ، وهو نجم الظل كما يقولون ، وهو الذي يقوم بأداء المشاهد الخطرة التي فيها ضرر كبير علي حياة البطل ، كما أنه يتلقي اللكمات والضربات الموجعة نيابة عن البطل في خضم معارك الفيلم ، وعلي الرغم من خطورة المهنة إلا أن صاحبها يتلقي أجرا زهيدا وشهرة محدودة .
من السينما إلي السياسة إلي الكنيسة !!
ـ في أثناء الحرب العالمية الأولي انتقلت مهنة الدوبلير من السينما إلي السياسة علي يد الزعيم النازي هتلر ، والانجليزي تشرشل ، ثم توسعت دائرة عمل الدوبلير في السياسة ، حتى قيل أن معظم زعماء العالم يستعينون بدوبليرات شبيهة لهم للظهور في الأماكن العامة والمكشوفة التي عادة ما تكون محفوفة بالمخاطر ، أو للتورية علي تواجد الزعماء الأصليين في أماكن آخري أو اجتماعات سرية وهكذا ..
ــ ثم ما لبث دور الدوبلير أن اجتاح الحياة العامة ودخل في كثير من المجالات المعاصرة ، مثل التعليم والتدريس والسفر للخارج وحتى العلاقات الاجتماعية والممارسات اليومية ، وآخر المجالات التي دخلت فيها مهنة الدوبلير هي الكنيسة المصرية الذي تعيش حالة غير مسبوقة من الاحتقان والتحريض والتثوير بسبب سياسات البابا شنودة العدائية والصدامية والتي تدفع أكبر بلد إسلامي لحافة فتنة طائفية ستأكل الأخضر واليابس وتأتي أول ما تأتي علي من أشعل فتيلها ، ونفخ في أورها .
شنودة لم يصدق نفسه !
ــ البابا شنودة لم يصدق نفسه وهو يري لأول مرة المظاهرات العارمة وهي تجتاح المدن المصرية من أقصاها لأدناها ، منددة بسياساته الطائفية وحربه علي الإسلام والمسلمين ، ورأي شنودة لأول مرة مظاهرات تنادي بعزله ومعاقبته وتأديبه مثلما فعل السادات عندما أقاله من منصبه الأثير وحدد إقامته في أحد الأديرة ، والذي ظل حبيس بها طيلة خمس سنوات عاني خلالها دروبا من الإعراض والنسيان .
ولكن لماذا لم يصدق شنودة نفسه ؟
لأنه كان يضع نفسه فوق مرتبة رأس الدولة ، بل يضع نفسه فوق مرتبة البشر ! ، ويعتبر نفسه خطا أحمر لا يحل لأحد أن يقترب منه ، فضلا علي أن يتجاوزه أحد ، وقد أسكرته الهالة الإعلامية الكاذبة التي أطفتها عليه وسائل الإعلام ومؤسسات صناعة الرموز ، وخدعته وفود من يخطب وده من الساسة والقادة ورجال الأعمال ورؤساء الأحزاب ، فظل نفسه فوق النقد والمحاسبة ، وخارج نطاق المواطنة والمسائلة ، فراح يعلن صراحة أن فوق أحكام القانون ، وتحدي أحكام القضاء ، وحرض أتباعه علي تحديها ورفضها ، وأمر رهبانه وقساوسته في دير أبو فانا بالصعيد وغيرهم ، بحمل السلاح في وجه النظام ، وأصر منتشيا بسكوت النظام عليه ، علي تحدي مشاعر المسلمين والتحريض عليهم ، وخطف المؤمنات المهاجرات حديثات الإسلام ، و خطط ودبر لإنشاء كيان خاص بالأقباط داخل مصر ، وعمد إلي عزل النصارى عزلا حقيقيا لا شعوريا فقط عن دولتهم الأم ، فأنشأ مدن سكنية قبطية في الفيوم بأموال طاغية الأقباط ساويرس ، ووضع حجر الأساس لجامعة قبطية في أسيوط ، وحرض أصحاب رأس المال القبطي من كبار رجال الأعمال علي قصر الوظائف في مصانعهم وأعمالهم علي الأقباط فقط مثلما هو الحال في شركات الأدوية الشهيرة في مصر ، بل أطلق ما يسمي بدوري الكنيسة لكرة القدم اشترك فيه 700 فريق كروي من الأقباط من جميع أنحاء مصر وهكذا ، صاغ شنودة دولته ، وانتظر نظم خرز التاج حتى يعلنها ، ظنا أن جميع أهل مصر أما سذج مغفلين لا يعلمون مخططاته ، وأما مغلوبين مستسلمين للواقع المرير ، وسطوة الكنيسة وزعيمها شنودة .
ــ البابا شنودة أصيب بصدمة قوية وهو يري مخططاته تتهاوي ومكانته تنهار ، والهالة البراقة حوله تخبو شيئا فشيئا ، وقد تجرأ عليه الناس ، فسبوه وشتموه ، وتظاهروا ضده ونادوا بعزله وإقالته و تأديبه ، فلم يعد عند الناس صبر ، ولم يجدي معهم خداع و لا تهديد ، فقد انكشف الغطاء ، وعظم عليهم البلاء ، فانطلقت الجماهير الغاصبة تصب حم غضبها ولعناتها علي شنودة وتحمله المسئولية تجاه التوتر الكبير الحادث بين عنصري الشعب المصري .
ــ شنودة أفاق من غطرسته علي دوي حناجر الملايين وهي تنادي بعزله ومحاسبته ، فراح يستجدي المسئولين في النظام ويطالبهم بالتدخل لوقف المظاهرات ضده ، وتكميم الأفواه الشريفة المنادية بالتصدي لطموحاته الكنسية الجامحة ، بل طلب من شيخ الأزهر ومفتى البلاد التدخل لإقناع الجماهير المستفزة من غطرسته واستعلائه بوقف مجاهرتهم بالسوء من القول له ، فكان رد شيخ الأزهر والمفتي حاسما ، بأن يكف الأقباط عن استفزاز المسلمين والسماح بعودة المسلمات المختطفات .
الأنبا بيشوي دوبلير البابا
ــ وفي زمرة الغضب الشعبي المتصاعد ضد شنودة وسياساته ، تفتق ذهن القائمين علي السياسات الكنسية الاستفزازية ، عن فكرة جديدة يمتص بها الغضب الشعبي ، وهي فكرة الدوبلير الذي توجه إليه الضربات واللكمات الموجعة التي لم يعد البطل ـ شنودة ـ قادرا علي تحملها ، كما يقوم ببعض المهام الجريئة التي لا يجرؤ البطل علي القيام به ، وكان خير من يقوم بهذه المهمة هو الأنبا بيشوي .
ــ الأنبا بيشوي هو مطران كرسي دمياط و كفر الشيخ و دير القديسة دميانة وسكرتير المجمع المقدس ، والرجل الثاني في الكنيسة ، وأقوي المرشحين لخلافة شنودة ، وتلميذه المخلص الوفي لمخططاته والمؤمن بأفكاره وسياساته التحريضية بشدة ، ويعتبر عصا شنودة الغليظة التي يؤدب بها كل من خرج عن طاعته من القساوسة والرهبان ، فهو المسئول عن شلح وعزل وحجر العديد من كبار القساوسة أمثال القس إبراهيم عبد السيد ، والدكتور نظمي لوقا وغيرهم .
ــ وبعد خفوت صوت أقباط المهجر، ودخولهم في معارك شخصية مع بعضهم البعض ، والصدمة الجماهيرية القوية التي نالها شنودة ، كان لابد من ظهور الدوبلير الذي يمتص غضب الشارع ، وتلتفت الجماهير إليه ، وتكتب الصحف عنه ، وتهاجمه المواقع والمنتديات ، ومن ثم كان الظهور المفاجئ لبيشوي ، وهجومه غير العادي علي الإسلام والمسلمين والقرآن ، الأنبا بيشوي انصرف عن مهامه الدينية وراح يطلق تصريحاته النارية التي سب فيها المسلمين وطعن في الإسلام بل وحرض الأقباط على التأهب لتنفيذ عمليات "استشهادية" ضد المسلمين، حين قال: " ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية".
ولم تتوقف سقطات الكاهن الدوبلير عند هذا الحد بل أقدم علي التصريح بما لم يجسر عليه شنودة نفسه ، فوصف المسلمين "بالضيوف" القابلين للطرد في أي وقت، إن أراد الأقباط ذلك، طبعا حسب رؤيته الطائفية المحتقنة ، و قال أيضا : "الأقباط أصل البلد، ونحن نتعامل بمحبة مع "ضيوف" حلّوا علينا ونزلوا في بلدنا واعتبرناهم إخواننا ..كمان عايزين يحكموا كنايسنا".
ــ لم تتوقف تصريحات بيشوي المسيئة للمسلمين والشعب المصري قاطبة ، فصعد وتيرة الهجوم الشرس ليحبك دور الدوبلير لآخر الفيلم ، فصوب سهامه المسمومة تجاه الإسلام وعقيدته وأهم مصادره ـ القرآن الكريم ــ عندما تساءل عن توقيت نزول بعض الآيات التي قال أنها ضد المسيحية و زعم نزولها بعد وفاة الرسول " صلي الله عليه وسلم" بغرض فتح الباب أمام التشكيك والطعن في القرآن الكريم، وذلك في نص محاضرة له وزعت ضمن الكتيب الرسمي لمؤتمر تثبيت العقيدة عما إذا كانت بعض آيات القرآن الكريم قد قيلت وقتما "قال نبي الإسلام القرآن" أم أضيفت فيما بعد في عهد عثمان"، وفق كذبه.
ودعا بيشوي إلى مراجعة القرآن الكريم، وقال بزعمه: "الحوار والشرح والتفاهم يجعل الشخص المقابل لك يبحث داخل ذهنه ويفتش حتى يلغى آية تتهمنا بالكفر".
خطة بيشوي السرية
ــ بيشوي شخصية شديدة المكر والدهاء يعمل منذ فترة طويلة علي هدف أوحد ، وهو اعتلاء عرش الكنيسة المصرية بعد رحيل شنودة الوشيك ـ 83 سنة ومثقل بالأمراض ــ وقد خاض قبل هذه التصريحات المثيرة الكثير من المعارك الداخلية مع العديد من القساوسة والرهبان ، جعلته شخصية مكروهة بشدة داخل المجتمع الكنسي ، فهو كما قلنا عصا شنودة الغليظة التي أدب بها الكثير من معارضيه ، فبيشوي مشهورا بالقسوة والغلظة ، وأطلق عليه القساوسة لقب الرجل الحديدي ، فهو يحكم الكنيسة بالحديد والنار، و قد تعرض بسبب موقفه هذا إلي أكبر حملة من الهجوم والتشهير وصلت إلي درجة القذف في حقه، بل وصل الأمر لقيام أحد الرهبان المعاقبين منه ، وكان راهبا بكنيسة حلوان ، لأن يقوم بالاعتداء عليه ، ومثل هذه الشخصية بهذا الكم من العداء الشخصي ن يستطيع أن يكون رأسا للكنيسة المصرية أبدا .
ــ ومن ثم شرع بيشوي في بناء خطته السرية لاعتلاء كرسي البابوية ، فعمل علي ثلاث جبهات ، الأولي : توطيد علاقته مع طاغية الأقباط ساويرس الذي يميل إليه لاتفاقهما في نفس اللهجة العنيفة المتحدية للجميع، ففي نفس الأسبوع تقريبا صرح كل منهما بتصريحات رفضا من خلالها أي سيطرة للدولة علي الكنيسة ولو من باب أنهم مواطنون يحملون جنسية هذه الدولة، ظهرا علي موجة واحدة وكأنهما يخططان لإقامة دولة قبطية يحكمانها معا، كما أن ساويرس يرعي دار النشر التي تطبع كتب بيشوي وهي كتب كثيرة ومكلفة، والثانية : كانت رسالة بعث بها إلي النظام ، بأنه من أشد أنصار التوريث ، وسيعمل علي ضمان ولاء الأقباط تجاه الخلافة المتوقعة لجمال مبارك ، أما الثالثة : فهو ما يقوم به الآن من تصريحات نارية يستهدف بها الإسلام والمسلمين وثوابت الدين ، وذلك ليعيد بناء شعبيته المتداعية داخل المجتمع الكنسي ، وبين أوساط الرهبان والقساوسة ، ويجتذب بها أصوات الأقباط داخل مصر وخارجها ، الذين يعجبهم و تبهرهم أمثال هذه التصريحات النارية .
فبيشوي يخطط لاعتلاء كرسي البابوية ، وشنودة يتقي به غضب الشارع المصري المتصاعد ، ولكن مهما كانت المبررات لدي الطرفين ، فأنه لا يمكن السكوت أبدا علي تجاوزات هذا الكاهن الخبيث ، حتى لا تكون سنة ماضية ونهج ثابت يسير عليه الرهبان والقساوسة ، في أكبر بلد مسلم ووسط أكبر شعب مسلم في المنطقة .
المصدر: موقع مفكرة الإسلام