من البرازيل إلى الوطن العربي!

ياسمينة صالح

قرأت على أحد المواقع الفرانكفونية النشطة في فرنسا رسالة مفتوحة
وجهتها فتاة تونسية إلى العالم" المتحضر!" متسائلة فيها عن معنى
الحقوق المدنية و الديمقراطية و حرية الإنسان الشخصية إن لم يكن لها
حق في ارتداء الحجاب في دولتها؟

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -



قرأت على أحد المواقع الفرانكفونية النشطة في فرنسا رسالة مفتوحة وجهتها فتاة تونسية إلى العالم" المتحضر!" متسائلة فيها عن معنى الحقوق المدنية و الديمقراطية و حرية الإنسان الشخصية إن لم يكن لها حق في ارتداء الحجاب في دولتها؟ و حكت الفتاة كيف أنها تعرضت للضرب أمام باب الجامعة من قبل حارس الأمن الذي أهانها بألفاظ سوقية لأنها "ترتدي اللباس الطائفي!" و اللباس الطائفي في المفهوم الرسمي التونسي ( دستوريا و قانونيا) هو الحجاب..!


ما يبدو غريبا ليس أن تعتبر دولة عربية مثل تونس الحجاب زيا طائفيا، بل الغريب يكمن في الإصرار على إصدار اللوائح القانونية التي تجعل من منع الحجاب منعا باتا غير قابل للنقاش أو للمراجعة في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة " لوسوار" البلجيكية أن الإسلام سيكون الديانة الأقوى في بلجيكا بعد عشرين سنة، و أن نسبة البلجيكيات المقبلات على الحجاب في تزايد منذ حملة الرسومات المسيئة لأشرف خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، و أن العديد من الشباب المسلم في بلجيكا أصبح أكثر حرصا على الصلاة مما كان عليه في السابق، ليس هذا فقط، بل أن 500 فتاة ارتدت الحجاب في البرازيل منذ بداية السنة الحالية و هي نسبة معتبرة بالنظر إلى الموقع الجغرافي للبرازيل و سيطرة " الفكر الشيوعي" على أمريكا اللاتينية، ناهيك عن قلب أغلب الشيوعيين "الجاكيت" ليصبحوا يساريين بامتياز!


لكن المدهش أيضا أن البرازيل اليسارية كانت قد أصدرت في حكم "لولا دا سيلفا" قرارا يسمح للمرأة المسلمة بارتداء الحجاب سواء في العمل أو في الشارع العالم أو فيما يتعلق بصورتها على البطاقات الرسمية أو جواز السفر لمن تشاء، و كان هذا القرار مماثلا لذلك الذي اتخذه " شافيز" في فنزويلا باحترام الشعائر الإسلامية و احترام حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب على الأراضي الفنزويلية.


يحدث هذا في دول معروفة بتاريخها الشيوعي القديم و يساريتها الراهنة، في الوقت الذي تقول فيه أهم المواد القانونية التونسية أن الحجاب " عبارة عن زي طائفي غير مرغوب به في تونس"!و في الوقت الذي يتكالب فيه أيضا الهمجيين في العديد من الدول العربية ضد الحجاب إلى حد التفكير في قانون يمنع " الحجاب" بالنسبة لصور جواز السفر و بطاقات الهوية في دولة مغاربية أخرى، ناهيك عن الإجراءات القمعية الكثيرة التي يتعرض إليها المسلمين عموما، بكل الأشكال للنيل من كرامتهم في زمن العري و العار الذي يسمونه " التطور الحضاري" الذي بدل أن يفتح المدارس و الجامعات راح يفتح المواخير، و بدل شكر الوالدين على رعايتهما رموهما في بيوت المسنين، و بدل الاهتمام بالفكر و التعليم و الأخلاق و التربية السليمة من المهد إلى اللحد يتم الاهتمام بال"شطح" عبر تبذير الملايين من الدولارات على المهرجانات العربية الرسمية التي ترمى فيها المآكل في المزابل أمام أعين الشعوب الجائعة، و تستدعى فيه " الراقصات الماجنات" بملايين الدينارات على حساب الأسر التي تقتات من رغيف حاف لا تجده إلا بطلوع الروح!ألا لعنة الله على الظالمين.

25/7/1429 هـ
 

المصدر: موقع المسلم