أقدار المستضعفين

عبد العزيز مصطفى كامل

يا أمة النصف بعد المليار!

  • التصنيفات: السيرة النبوية - التاريخ الإسلامي -

● عِزةَ المسلم في الاستعلاء بإيمانه مهما كان مستضعفًا، سجينًا، أو طريدًا أو شريدًا، فعزته في قلبه مادام مع ربه وربه معه {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّـهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35] .
● رغم الفاقة والقلة، يتعالى المسلم عن الذلة، وحتى في بدر، رغم وصف الصحابة بأنهم كانوا أذلةً - بمعنى قلة العدد والعُدة- فقد جعل الله نصرهم فرقانًا بين العالمين ليوم الدين {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123].
● عندما أُصيب الصحابة بالانكسار والحرمان من الانتصار في غزوة أحد، وخافوا من عودة الاستضعاف تنزل الوحي يواسيهم بأن ايمانهم كفيل بردهم إلى عزهم {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [ آل عمران: 139].
● إرادة الله غالبة، بإمامة المؤمنين المستضعفين، وقيادتهم للعالمين بالإسلام ولو بعد حين
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5] .
● حديث (التمكين)الذي يتهكم به أكابرالمجرمين، قدرٌ إلهي مكتوب، وسنةٌ ربانيةٌ ماضية، كانت وتكون وستكون باقيةً للمؤمنين
{وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص: 6].
● استضعاف المؤمنين يتضاعف فيهم بتفريق الأعداء بينهم، واستجابة الناس لتحريشاتهم
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 4].
● المسلم لايستسلم للاستضعاف بل مُطالب شرعًا وعقلًا بالعمل للخروج منه بقدر وسعه، ولو بالخروج من أرضه الى حين
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء جزء من الآية: 97] .
● نصرة المستضعفين واجبةٌ على كل المسلمين، ليس فقط بالمال والدعاء، ولكن قد تتعين بالقتال والدماء
{وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} [النساء جزء من الآية: 75] .
● لن يتصور المستضعفون ما يفتح لهم به الله إن صدقوا فصبروا وصابروا ورابطوا:
{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأعراف: 137].
● زمان استعباد العبيد لأسيادهم سيولي حتمًا وسيزول - بنا أو بغيرنا - واستضعافنا ليس محض ظروفٍ وأقدار، بل:
{قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ} [آل عمران: 165]  يا أمة النصف بعد المليار!

 


 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام