الكنيسة تتمدد وتنكمش
محمد جلال القصاص
لم يتفق النصارى على حلالٍ أو حرام، فالحلال عند هؤلاء حرام عند أولئك
والعكس، وداخل كل كنيسة رئيسية عشرات الطوائف، فلا توجد قضية واحدة
محل اتفاق عندهم، ابتداءً بألوهية المسيح المكذوبة ومروراً بالفداء
والصلب وانتهاءً بقضايا الأسرة ..
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية -
لم يتفق النصارى على حلالٍ أو حرام، فالحلال عند هؤلاء حرام عند
أولئك والعكس، وداخل كل كنيسة رئيسية عشرات الطوائف، فلا توجد قضية
واحدة صغرت أو كبرت محل اتفاق عندهم، ابتداءً بألوهية المسيح المكذوبة
ومروراً بالفداء والصلب وانتهاءً بقضايا الأسرة والأفراد كالطلاق
والزواج. حتى الشذوذ الجنسي، خرج أحد قساوسة الغرب يفاخر بأنه شاذ
جنسياً وحين حدثوه أجابهم بأن إيتوني بنصٍ واحد من (الإنجيل) يحرم
الشذوذ، وأحرجهم فلم يجدوا نصّاً يحرم الشذوذ، بل وجد هو وأشباهه ممن
يمارسون الشذوذ أو يزوجون الشاذين في الكنائس نصوصاً تؤيدهم.!!
ما فائدة هذا الكلام ؟!
حتمية النص.. أو حتمية الدلالة للنص عند النصارى معدومة بدليل اختلافهم في كل شيء، وكلهم يرجعون لفهومات خاصة لكتابهم، والفهم الخاص يخضع للظرف السياسي، فإن واجه "رجال الدين" ضغطاً انكمشوا وإن وجدوا مساحة من الحرية تمددوا، فيوماً يتنادون :" دع مال قيصر لقيصر وما لله لله " ولا تراهم خارج صوامعهم، ويوماً كما تراهم الآن يشكلون دولة بكل معانيها.. لها قانوها الخاص بها، وله نظام خاص في الثواب والعقاب والتشريع ( المجلس الملي عند أرثوذكس مصر على حد تصريح بيشوي في حواره مع المصري اليوم ) فتحاكم وتعتقل وتحلل وتحرم، ويتعدون على مَن معهم في وطنٍ واحد، تجد رؤس الكنيسة التي مهمتها الأصلية التبشير ( الكرازة) حركيون، ولا تكاد تسمع منهم بشارة أو كلام في الدين، وإنما كأنك تتحدث مع سياسي أو تنصت لسياسي.
تمدد الكنيسة لا يكون فقط على المخالفين، وإنما أيضاً على
الأتباع ( شعب الكنيسة)، كلما وجدوا مهيناً ركبوه وإن تصادموا مع
عزيزٍِ خشنٍ أناخوا مطاياهم ليركب غيرهم، وحال الكنيسة في القرون
الوسطى في أوروبا وحالها اليوم بعد سيطرة العلمانية شاهد على
هذا.
وحال الكنيسة المصرية قبل ثلاثين عاماً وحالها اليوم مع أتباعها وبعض رهبانها ممن خالفوها شاهد على ذلك، تُضيِّق عليهم في أمورهم الشخصية باسم (الإنجيل) فبالأمس ـ على سبيل المثال ـ كان الطلاق مباحاً لعديدٍ من الأسباب واليوم ضيقوا على الناس (باسم الرب) وأججوا البيوت ناراً، وباتت الكنيسة تحاكم وتحبس في الأديرة البعيدة.
تركت حياة الرهبنة ونزلت للشارع حتى صار ذكرها يتردد في مفردات عامة الناس يومياً، وإن اشتد "شعب الكنيسة" وكثر فيهم من ينادون بعودة الكنيسة إلى مكانها الأول، تهتم بالكرازة وتتقي التصادم مع مَن غرتهم غفلتهم وقد استيقظوا، إن ظهر هؤلاء واشتد حديثهم عادت الكنيسة سيرتها الأولى، وإن لم يظهروا تمددت الكنيسة أكثر.
وحال الكنيسة المصرية قبل ثلاثين عاماً وحالها اليوم مع أتباعها وبعض رهبانها ممن خالفوها شاهد على ذلك، تُضيِّق عليهم في أمورهم الشخصية باسم (الإنجيل) فبالأمس ـ على سبيل المثال ـ كان الطلاق مباحاً لعديدٍ من الأسباب واليوم ضيقوا على الناس (باسم الرب) وأججوا البيوت ناراً، وباتت الكنيسة تحاكم وتحبس في الأديرة البعيدة.
تركت حياة الرهبنة ونزلت للشارع حتى صار ذكرها يتردد في مفردات عامة الناس يومياً، وإن اشتد "شعب الكنيسة" وكثر فيهم من ينادون بعودة الكنيسة إلى مكانها الأول، تهتم بالكرازة وتتقي التصادم مع مَن غرتهم غفلتهم وقد استيقظوا، إن ظهر هؤلاء واشتد حديثهم عادت الكنيسة سيرتها الأولى، وإن لم يظهروا تمددت الكنيسة أكثر.
ما كنا نسمعه من متطرفيهم أمس هو ما يقوله الرجل الثاني في
الكنيسة اليوم، ولا ندري ماذا سيكون غداً، فعلينا الآن أن نقف بوجه
هذا التمدد، وأن نعي جيداً أنهم لن يرجعوا إلا بعد الضغط عليهم.
ورجعوهم سهل ميسور جداً إن وجدوا خشناً يصدق الأقوال بالأفعال. وقد
رأينا في الأزمة الأخيرة كيف لحس شنودة كلامه، فقد كان يطالب بتسليم
أخرى بعد كامليا، ويعلن أنها لن تخرج، وبعد قليل لحس كلامه وراح
يستنجد بالجهات الرسمية ونسي مَن كان يطالب بها.
إن تمدد الكنيسة ليس له سبب مقنع سوى غفلة الأكثرية عن حقهم، وإن
تمدد الكنيسة يمكن السيطرة عليه بقليل من الجهد،والخطوة الأولى توعية
"شعب الكنيسة" والمسلمين بخطر هؤلاء إن تمددوا. وقد رأينا المظاهرات
السلمية من بضعة آلاف فقط ماذا فعلت.
محمد جلال القصاص
شوال 1431 هـ
شوال 1431 هـ
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام