المجموعة 70
أبو الهيثم محمد درويش
صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب.
وجلاؤه بشيئين: « بالاستغفار والذكر» [الوابل الصيب ص80].
- التصنيفات: تزكية النفس - أعمال أدبية -
قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: بتقوى الله نجى أولياء الله من سخطه، وبها رافقوا أنبيائه، وبها نضرت وجوههم، ونظروا إلى خالقهم.
يا أهل القرآن قد طال الليل لصلاتكم وقصر النهار لصومكم فإن أعياكم الليل أن تكابدوه وخفتم العدو أن تجاهدوه وبخلتم بالمال أن تنفقوه فأكثروا من ذكر الله عزوجل.
الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقام وقصر نهاره فصام.
لايصلح لمناجاة الملوك في الخلوات إلا من زين ظاهره وباطنه، وطهرهما خصوصاً لملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى.
قدم هارون الرشيد الرقة؛ فانجفل الناس خلف عبد الله بن المبارك، فقالت أُمُ ولدٍ لهارون كانت مشرفةً على ذلك: من هذا؟ فقالوا لها: عالم أهل خراسان قدم الرقة يقال له عبد الله بن المبارك، فقالت: هذا والله الملك! لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان. (الحديقة لمحب الدين الخطيب)
صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب.
وجلاؤه بشيئين: « بالاستغفار والذكر» [الوابل الصيب ص80].
قال صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح البخاري: 6044)
تفـقـد قــلبك:
فإن سلامته سلامتك.. وعافيته عافيتك.. وصلاحه صلاحك.. قال صلى الله عليه وسلم: «صحيح البخاري: 52) .
قربه من الذكر فإن فيه رِقَّته وسلامته وقوته وطمأنينته.. قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
قال ابن القيم رحمه الله: «ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، فجلاؤه بالذكر؛ فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء، فإذا ترك، صدئ فإذا ذكره جلاه.
قراءة القرآن
إن قراءة القرآن الكريم بتدبر وتأمل، من أعظم الأسباب في جلاء الأحزان وذهاب الهموم والغموم، فقراءة القرآن تورث العبد طمأنينة في القلوب، وانشراحاً في الصدور: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: أي تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره وترضى به مولى ونصيراً، ولهذا قال تعالى:{أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} أي هو حقيق لذلك.
فاحرص رعاك الله على الإكثار من تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، وسل ربك أن تكون تلاوتك له سبباً في شرح صدرك، فإن العبد متى أقبل على ربه بصدق، فتح الله عليه من عظيم بركاته: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57] ، {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء:82].