الأزمات الاقتصادية
محمد علي يوسف
كلما تفاقمت الأزمات الاقتصادية في مصر وانخفضت قيمة الجنيه المأسوف على شبابه وتدهورت الظروف المالية أكثر
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
كلما تفاقمت الأزمات الاقتصادية في مصر وانخفضت قيمة الجنيه المأسوف على شبابه وتدهورت الظروف المالية أكثر، انقسم المصريون إلى قسمين رئيسين تبعًا للتوجه الأيديولوجي والسياسي:
قسم مبرر مدافع يرى أن هذا من تمام العبقرية ومن مقدمات بلوغ المكانة الموعودة والأحلام المنشودة أو يجعل كل همه البحث عن أي شماعاتٍ وأسبابٍ يعلق عليها هذه الأزمات.
وقسم فرحٌ وربما شامتٌ يسارع إلى إظهار سعادته بما يحدث وبيان صحة توقعاته بالانهيار وشعاره المرفوع دوما.... مش لنا لكم... اشربوا بقى.
يسارع كل صاحب موقفٍ وتوجهٍ لتوظيف أي حدثٍ لصالح موقفه وتوجهه وفي خضم ذلك يطالب كل منهم المتأثر الأكبر بالأزمة الاقتصادية - الفقير والمسكين أعني- أن يحتمل ما يحدث وسيحدث له.
إما يحتمل لأن هذا واجبه لتحقيق أحلام السادة، واجبه أن يتحمل الجوع والشظف وقلة أو انعدام ذات اليد فتأمل...
وإما أن يحتمل لأنه في نظر الآخرين يستحق ما يجده الآن من آلام العجز ذلك لأنه أيد وهلل وطبل فليذق إذاً ما كسب، هكذا بنفس الإطلاق والتعميم وكأن عشرات الملايين من الفقراء والمساكين قد بصموا ووقعوا جميعًا على وثيقة تأييدٍ معلنٍ وكأن ليس منهم ملايين لا تدري شيئًا عن أي شيء سوى سد أفواه جائعة في غرفٍ وعششٍ بالية!
أما أن تجد من يحمل هم المساكين حقًا ويرى بوضوح أثر كل قرش ينقص من قيمة دخلهم الهزيل، فقليلٌ ما هم
قليلٌ بل نادرٌ، فسل الله أن يرزقك حب المساكين والاعتناء بأمرهم حقًا قبل النظر لأي اعتبارات فإن الله سائلك عن حقٍ معلوم لهم في مالك وليس عن امتحانك لهم ودرجات تقييمك لاستحقاقهم قبل سد فاقتهم.