كيف تزرعون شوكًا، فتجنون عنبًا؟!
عبد العزيز مصطفى كامل
الزمان لم يطل كثيرًا حتى أراكم الله آياته في الآفاق وفي أنفسكم حتى تبين لكم أين كان الحق، ونرجو ألا يطول الزمان أكثر حتى يتبين لكم كيف تعودون إلى الحق أو تعيدونه.
- التصنيفات: الواقع المعاصر - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
انزعجت بلاد الخليج وتعجبت! حكوماتٌ وشعوبٌ وعلماء ومثقفون ودعاة (وحق لهم الانزعاج) من موقف مندوب الحكومة المصرية "الصادم" في التصويت المنحاز المنفرد للقرد السوري الحقير، ومن ورائة الدب الروسي الخطير، وبينهما الثعلب الإيراني الحقود المكير!! وهو تصويتٌ مستنكرٌ من كل حرٍ يحب الخير لبلاده وشعوب المسلمين.
غير أننا - نحن الإسلاميون في مصر - كنا قد سبق لنا أن انزعجنا (وحق لنا الانزعاج ) منذ أكثر من ثلاث سنوات، من موقفٍ - بل مواقف - صادمةٍ متتابعةٍ كان العجب نفسه يتعجب منها، مواقف جعلتنا نقف اليوم متعجبين من تعجبكم بعد نتائج طبيعيةٍ سبقتها مقدماتٌ غير طبيعية؟!
نعيد صياغة تعجبنا في صورة سؤال - بلسال الحال قبل المقال - وأمام ذاك السؤال الطويل مئاتٌ، بل آلافٌ، بل ربما ملايين من علامات الاستفهام والاستعجام والاستهجان والاستغراب والاستعجاب (بقدر عدد المتعجبين) الذين تساءلوا ولايزالون يتساءلون:
كيف ساغ أو جاز أو حل لحكومات الخليج العربية أن تدخل حربًا باهظة التكاليف المادية والبشرية، لما يزيد عن عام ونصف(عاصفة الحزم) تحت عنوان (تحالف "دعم الشرعية" في اليمن) كان قد سبقها محاولاتٌ مستميتةٌ لإعادة المخلوع (على عبد الله صالح) رئيسًا "شرعيًا" لليمن بعد ثورة شعبه عليه، وذلك في الوقت تعاونت فيه بلدان التعاون تلك باستثناء قطر على الخروج على (الشرعية) بعد ثورة ينايرالمصرية، والتي اجتمع بعدها علماء مصر ومفكروها وسائر مخلصيها - لأول مرة في اختيار حر - على رجلٍ رأوا فيه شخصًا يحمل صلاحيات ومؤهلات (ولاية أمرٍ شرعية) طالما ناديتم في بلادكم بتحريم وتجريم الخروج عليها من الداخل فضلًا عن الخارج؟!
الزمان لم يطل كثيرًا حتى أراكم الله آياته في الآفاق وفي أنفسكم حتى تبين لكم أين كان الحق، ونرجو ألا يطول الزمان أكثر حتى يتبين لكم كيف تعودون إلى الحق أو تعيدونه.
بين الشرعيتين: التي دافعتم عنها، والتي تنكرتم لها، تسمرت بضع "شرعيات" فوق كراسيها المتمايلة، بعد أن راحت في سبيل بقائها آلاف الأرواح، وشرد وسجن مئات الآلاف، و ضاع مستقبل شعوب، وتبددت آمال أمةٍ وغاب أمانها!! فلماذا وبماذا صنفتم "شرعياتٍ" ذات مشروعية، وأخرى منزوعة الشرعية؟
أي محصول جنيتم؟ بل أي جناية حصدتم؟ غير أميالٍ من أرتال الأشواك السامة في حقول العنب الميتة!