الحرب العالمية الثالثة

ممدوح إسماعيل

الغرب لامصلحة له مطلقًا في أي حربٍ إلا ضد المسلمين لإنهاء الإسلام السني والمصيبة أن المسلمين غير منتبهين وغارقين في تغييب عن أعدائهم ومايُخطط لهم

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -

البعض يتخيل ان الصراع الأمريكي الروسي سيؤدى إلى حربٍ عالميةٍ ثالثة بين الأمريكان والروس وكل معه حلفائه وهو تخيل قائمٌ على معطيات الحرب الباردة في الستينات والصراع الكوبي الروسي الأمريكي والحرب الباردة.
ولكن الحقيقة أن الطرفان يختلفان ويتصارعان على النفوذ ولكنهما يرفضان أن يتواجها ولو كان هذه التحليل صحيح لوقعت الحرب في البؤر الملتهبة في صربيا أو جورجيا وأوكرانيا أو في القرم مؤخرًا.
أمريكا تعودت أن تستخدم غيرها في الصراع كما سبق في المناطق السابق ذكرها أو التدخل المحدود عسكريًا مع عمل تغطيةٍ سياسية وروسيا تدخل المواجهة بحساب لايتعدى حربًا مباشرة مع أمريكا، إنه توزان قوى الردع الذى لايملكه العرب مطلقًا.
بعد تفكك الإتحاد السوفيتي عقب إنسحابه من افغانستان بهزيمةٍ مدوية وصعود الإسلام الجهادي خاصة بعد   11سبتمبر إتفق الطرفان على الإتحاد ضد الإسلام وتقسيم المصالح في مناطق المسلمين وعدم المواجهة
ويدل على ذلك إحتلال أمريكا للعراق لم يتدخل الروس، وإحتلال الروس لسوريا الآن لم يتدخل الأمريكان، والآن تدور رحى الاستعداد للحرب على الموصل وتكتفي روسيا بالمشاهدة كما تكتفي أمريكا بمشاهدة التدمير الروسي لحلب، إنهم يقتلوننا ويدمروننا فقط ويقسمون أراضينا بينهما، وإتفق الروس والأمريكان على إعطاء دور أكبر لإيران والشيعة في المنطقة لمواجهة المسلمون السنة وهذا واضحٌ من وجود إيران الشيعة مع الروس في سوريا ومع الأمريكان في العراق والموصل الآن بإتفاق بين الجميع.
يبقى ان الامريكان يعملون على طمأنة دول الخليج بالحفاظ على كراسيهم مقابل عدم تفاعلهم بأي دور مع الحدود الدموية التي يجرى وضعها بواسطة الروس والأمريكان وبقية الدول العربية في افريقيا تطمئن أنها بعيدة عن الجزء العربي الآسيوي المشتعل، ولكن نظام الحكم في مصر يتطلع لدورٌ لم يجد قبول من الأمريكان الذين يرون تحجيمه مع إسرائيل فسعى نظام العسكر لروسيا على أمل أن تحفظ وجوده كما تحفظ بشار ونظامه، والعالم كله يتفرج وفرنسا والمانيا وبريطانيا والصين يحددون مصالحهم من خلال المشاهدة ولايتدخلون، التخوف الذى يثير قلق الامريكان والروس هو الخوف من تصاعد الغضب الإسلامى وتحوله لحركاتٍ تهدد مصالحهم في العالم مما يشعل حربًا في مناطق مختلفة، لذلك يعملون على دعم المستبدين القابعين على حكم بلاد المستبدين وتخدير الشعوب وإستمالة علماء المسلمين وتغيبهم عن دورهم بالوعي من خلال حصارهم بالمغريات والسيف والذهب.
ويبقى أنهم يعلمون أن تغَوُل دور إيران الشيعي في المنطقة سيشعل حربًا ونارًا كبيرة في المنطقة فيعملون على تحديد مكان النار والحريق في المنطقة العراقية السورية والجزيرة العربية ولايمانعون إذا إمتدت لتركيا كدولة غسلامية كترسيمٍ جديد بحدود الدم في أراضٍ شهدت بداية ومجد وتاريخ الإسلام ولكنهم يجهلون أن النار تتطاير الى ما لايعلمه إلا الله، وهو مادفع البعض كوزير الخارجية التركي للتخوف من شبح حربٍ عالميةٍ ثالثة
ولكنهم الأمريكان وروسيا يمنعون ذلك لأن الحرب العالمية الثالثة تعني لهم خطرًا عليهما رغم قوتهما وليس لهما أي مصلحةٍ مطلقًا في حربٍ بينهما، وإذا وقعت حربٌ ستكون حربًا كبيرةً فقط بين السنة أهل الإسلام والشيعة عملاء الأمريكان والروس ومشكلتها أنها ستقع فى أكثر من مكان، ممكن أن تمتد لباكستان والجمهوريات الغسلامية ودول إفريقية وتتطاير لتركيا.
فالغرب لامصلحة له مطلقًا في أي حربٍ إلا ضد المسلمين لإنهاء الإسلام السني والمصيبة أن المسلمين غير منتبهين وغارقين في تغييب عن أعدائهم ومايُخطط لهم.
{وَاللَّـهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف جزء من الآية: 21]

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام