عقائد لا تعيش لكنها عاشت
مدحت القصراوي
صدق رسول الله: «سُحْقًا، سُحْقًا، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي بعدي» رواه البخاري ( 6212 ) ومسلم ( 2290 ).
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
من المنطقي ألا يكون للروافض الشيعة بعقائدهم المخرفة دورٌ ولا أن يقيموا دولة، بل إن عقائدهم تَنهى عن وجود دولةٍ حتى يأتي منتظَرهم.!
لكنهم كادوا أن يفْنَوا، فغيروا عقائدهم واخترعوا نصوصًا واجتهادات حديثة بما يقيم لهم دولةً ويحفظ وجودهم وتخطوا الحاجز العقدي المخرف، وأقاموا في دولتهم نوعًا من التمثيل للناس، فقامت دولتهم وعاشت، ووثق الناس في عقيدتهم المخرفة، وتقدمت وامتلكت القوة، وتهدد أهل السنة في زحفٍ سرطانيٍ خطير! وأهل السنة فقط يصرخون!!
وللمفارقة فإن غالب علماء أهل السنة صادروا نصوص رسول الله صلى الله عليه وسلم بمواجهة الظلم وعدم الركوع للظالمين، وصادروا كلام أبي بكر بالتحذير من عدم الأخذ على يد الظالم، ورَكّعوا الأمة فركعت وسجدت وخنعت وهانت لكل ظالمٍ تنتظر أن يمتطيها بمباركة اللِحى والشال وطول السواك وقصر الجلباب، لأنه ولي الأمر!
فتراجعت بلادنا ولم يقم للمسلمين دولةٌ تقيم شرع الله وتحمي هوية الإسلام وتواكب تقدم الدنيا وتمتلك القوة التي تحمي بها أهلها، وفرّط الناس، ووهنت ثقة الناس في دينهم، ولم يجدوا حريةً ولا احترامًا لآرائهم وشوراهم في دين هؤلاء، ووجدوا حريتهم وشوراهم في الليبرالية والديمقراطية بل والاشتراكية الثورية والشيوعية؛ فذهب الدين وذهبت الدنيا، ويصرخ الناس أننا في خطرٍ من كل جهة، فقط يصرخون لأنهم لا دور لهم بل قد تمرنوا فقط على أن ينتظروا ليفعل بهم العدو ما يريد، بلادًا وجغرافيًا وأعراضًا وأموالًا، وثروات ومقدرات، بل وهويةً وثقافة!
عقائد لا تعيش لكنها طُورت وعاشت، وعقائد جاءت لتحيا فوأدها أهلها؛ وأدها علماء وأمراء وشعوبٌ لا تنكر على من انحرف بل مكبلةٌ بقيود وضعها أيضا العلماء والأمراء.!
صدق رسول الله: «سُحْقًا، سُحْقًا، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي بعدي» رواه البخاري ( 6212 ) ومسلم ( 2290 ).