اعمل ثم اطمئن إلى عدله
أبو الهيثم محمد درويش
اطمئن إلى عدله ورحمته سبحانه فلن يظلمك ولن يهضم حقك كما تهضم حقوق العباد من ملوك الدنيا وحكامها.
- التصنيفات: تزكية النفس -
الله سبحانه هو الحكم العدل. اعمل ما أمرك به، وانتهِ عما نهاك عنه، ثم اطمئن إلى عدله ورحمته سبحانه فلن يظلمك ولن يهضم حقك كما تهضم حقوق العباد من ملوك الدنيا وحكامها.
تعلق بملك الملوك واربط حبالك برب الأرض والسماء. قال تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} [ طه:112].
قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره وتقدّست أسماؤه: ومن يعمل من صالحات الأعمال، وذلك فيما قيل: أداء فرائض الله التي فرضها على عباده {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} يقول: وهو مصدّق بالله، وأنه مجاز أهل طاعته وأهل معاصيه على معاصيهم، {فَلا يَخَافُ ظُلْمًا} يقول: فلا يخاف من الله أن يظلمه، فيحمل عليه سيئات غيره، فيعاقبه عليها {وَلا هَضْمًا} يقول: لا يخاف أن يهضمه حسناته، فينقصه ثوابها.
عن قتادة، في قوله: {فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا} قال: ظلمًا أن يُزاد في سيئاته، ولا يهضم من حسناته.
وعن قتادة، قوله: {فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا} قال: لا يخاف أن يُظلم فلا يُجزى بعمله، ولا يخاف أن يُنتقص من حقه فلا يُوفى عمله.
حدثنا الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا سلام بن مسكين، عن ميمون بن سياه، عن الحسن، في قول الله تعالى: {فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا} قال: لا ينتقص الله من حسناته شيئًا، ولا يحمل عليه ذنب مسيء، وأصل الهضم: النقص، يقال: هضمني فلان حقي، ومنه امرأة هضيم: أي ضامرة البطن، ومنه قولهم: قد هضم الطعام: إذا ذهب، وهضمت لك من حقك: أي حططتك. ا.هـ من تفسير الطبري باختصار .