الإسلاميون وجلد الذات
عبد العزيز مصطفى كامل
رفقًا ببعض يا أهل الحق والسنة! يا خير فرقة في خير أمة!
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
بالرغم من أن أهل الملة الإسلامية أقلية بين (الأمم المتحدة) عليهم من ملل الكفر والشرك والوثنية، وبرغم أن المتمسكين بالتوحيد من المنسوبين لهذه الملة لا يزالون ضعفاء أقلة، وبالرغم من أن قليلًا من هؤلاء الموحدين عاملون للدين، وبرغم أن قلة من أولئك العاملين مخلصون، وبالرغم من أن قلة منهم صامدون ثابتون؛ بالرغم من كل ذلك، فهذه القلة القليلة -وبكل أسف- لم تزل غالبيتها -إلا من رحم الله- مشغولة بالجرح قبل التعديل، وبالبراء قبل الولاء، والتخالف بدل التآلف من خلال سوءِ ظنٍ متبادر، وطعنٍ متبادل، وسبق اللكمات للكلمات، وتخوين الأخ لأخيه، وقلة صدق الصديق مع صديقه، وفي ظل تهوين غير هين من شأن التعاون على البر والتقوى، وتيئيس بئيس من فريضة إصلاح ذات البين!
أين الاعتصام بحبل الله؟! أين الاعتداد والاعتضاد بالأخوة في الله؟
أين اتحاد القلوب والتحام الصفوف؟!
أين رقة قلوب الرفاق وفقه الوفاق؟!
رفقًا ببعض يا أهل الحق والسنة! يا خير فرقة في خير أمة!
ما أجمل كلمة الشيخ رشيد رضا: "فليُعن بعضنا بعضًا على ما اتفقنا فيه، وليعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه". ومن لم تعجبه هذه العبارة بدعوى أنها إخوانية، فليُدخل عليها تعديلًا فيقول: "ليُعن بعضنا بعضًا على ما اتفق عليه أهل السنة، وليعذر بعضنا بعضًا فيما اختلف فيه أهل السنة".