في معاملة الله
لا تظن أن الحياة على وتيرة واحدة، لا تتعود ما أنت فيه. لا تحسب أن البلاء بالصحة أو النعمة سيدوم، فربما ينزع الله عز وجل النعم نزعًا مهما تعلقت بها.
- التصنيفات: تزكية النفس -
لا تظن أن الحياة على وتيرة واحدة، لا تتعود ما أنت فيه. لا تحسب أن البلاء بالصحة أو النعمة سيدوم، فربما ينزع الله عز وجل النعم نزعًا مهما تعلقت بها.
لا تحسب أن البلاء بالضر من فقر أو خوف أو بأس سيستمر، فربما تذوق النعمة قريبًا، فالله سبحانه وتعالى يمتحن الجميع ليظهر ما في السرائر.
لا تتعود ما أنت فيه، لا تحسب أن الطريق سيستمر على ما هو عليه، الصبر فقط علي الطاعة في ظل الظروف المختلف هو الحل الوحيد، أي فرح وغرور بالنعمة دون فهم الحكمة منها خطأ، أي يأس بالبأس دون فهم الحكمة منها خطأ.
الامتحانات تأتي أثناء الطريق وتتحول الدنيا من حال إلى حال، و يتغير حال الناس في لحظات، ليس لأن الله عزوجل يحب فلانًا أو يبغض فلانًا، ولكن ليستخرج الله عز وجل منا الصبر على طاعته في الظروف المختلفة والعمل الصالح الذي يرضاه، فهذه سنة لله في معاملة الإنسان، {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب من الآية:62].
حتي الصالحين، يمتحنهم الله عزوجل ويبتليهم، إبراهيم عليه السلام، قال الله عزوجل في قصته {إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ} [الصافات:105]، داوود عليه السلام {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} [ص من الآية:24]، موسى عليه السلام {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه من الآية:40].
قال تعالي: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ. وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ . إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [هود:9-11]، يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان، أنه جاهل ظالم بأن الله إذا أذاقه منه رحمة؛ كالصحة والرزق، والأولاد، ونحو ذلك، ثم نزعها منه، فإنه يستسلم لليأس، وينقاد للقنوط، فلا يرجو ثواب الله، ولا يخطر بباله أن الله سيردها أو مثلها، أو خيرًا منها عليه.
وأنه إذا أذاقه رحمة من بعد ضراء مسته، أنه يفرح ويبطر، ويظن أنه سيدوم له ذلك الخير، ويقول: {ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود من الآية:10]، أي: فرح بما أوتي مما يوافق هوى نفسه، فخور بنعم الله على عباد الله، وذلك يحمله على الأشر والبطر والإعجاب بالنفس، والتكبر على الخلق، واحتقارهم وازدرائهم.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية، اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء، اللهم إنا نعوذ بك من سوء الفهم عنك.
د. أحمد سيف الإسلام