عجز القوة لدى إسرائيل

تمكنت إسرائيل بحبل من الله وحبل من داعميها لاسيما الولايات المتحدة والدول الغربية وصهاينة العالم من أن تصبح قوة عسكرية وتكنولوجية كبيرة ومتفوقة، وقد ساعد التقدم التكنولوجي إسرائيل لتصبح واحدة من أهم مراكز صناعة البرمجيات في العالم، كما ساعدها ذلك أيضًا على التفوق الكبير في مجال التصنيع العسكري والصناعي والطبي وغيره من مجالات التصنيع الأخرى.

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -

تمكنت إسرائيل بحبل من الله وحبل من داعميها لاسيما الولايات المتحدة والدول الغربية وصهاينة العالم من أن تصبح قوة عسكرية وتكنولوجية كبيرة ومتفوقة، وقد ساعد التقدم التكنولوجي إسرائيل لتصبح واحدة من أهم مراكز صناعة البرمجيات في العالم، كما ساعدها ذلك أيضًا على التفوق الكبير في مجال التصنيع العسكري والصناعي والطبي وغيره من مجالات التصنيع الأخرى.

إلا أن هذه القوة التي تبهر حتى الدول التي ساهمت في صناعة إسرائيل ودعمها تقف عاجزة أمام قوة أخرى ضعيفة جدًا وصغيرة جدًا تعيش ظروفًا إنسانية وجغرافية بالغة التعقيد هي أهل قطاع غزة، فالقطاع الذي يعيش أهله تحت الحصار منذ أكثر من عشر سنوات تحول أهله إلى أكثر شعوب الأرض قوة وبأسًا بدلاً من أن يكونوا الأكثر ضعفاً ويأسًا، وذلك بفضل قربهم من الله الذي ساعدهم في أن يتحول سجنهم الكبير إلى واحد من أهم مصانع السلاح والمقاومة في العالم، كما ألهمهم الله صناعة واستحداث أسلحة أخرى تفوقوا بها بشكل مبهر على هذه القوة الغاشمة التي يضرب بها المثل في التقدم العسكري والتكنولوجي وهي القوة الإسرائيلية.

وقد تجلت قوة الضعف لدى أهل غزة حينما صمدوا أمام إسرائيل في ثلاث حروب كبيرة شنتها عليهم خلال خمس سنوات ما كان لدول كبرى أن تصمد فيها، ورأينا أبطال كتائب القسام والفصائل الفلسطينية المجاهدة وهم يقتحمون عمق إسرائيل بأسلحتهم البسيطة أو يضربون المدن الإسرائيلية بصواريخ طوروا مداها من حرب إلى حرب بشكل مذهل، وكانت حرب الأنفاق من أكثر المفاجآت التي شلت حركة الإسرائيليين وفاجأتهم، فوقفت إسرائيل عاجزة أمام هذا السلاح الجديد الذي لم تعمل له حسابًا ولم تستطع أن تكتشفه إلا حينما كشف مقاتلو القسام عنه بعد استخدامهم له، حيث تمكنت كتائب القسام من تحويل قطاع غزة الصغير الذي يعتبر أكبر مناطق العالم كثافة بالسكان إلى مدينتين مدينة غزة التي يعيش فيها الناس فوق الأرض والتي ترصدها طائرات الإسرائيليين ليل نهار، ومدينة الأنفاق التي تحت الأرض والتي لا يعلم تفاصيلها إلا مقاتلو القسام.

ومنذ نهاية الحرب وإسرائيل تنفق المليارات حتى تجد حلاً لهذه المعضلة التي لا تعني سوى أنها لن تتمكن من الدخول في حرب أخرى طالما أن الأنفاق باقية فقررت أن تبني بينها وبين غزة حائطًا أسمنتيًا بطول 37 ميلاً يغوص عشرات الأمتار في الأرض سوف يستغرق بناؤه سنوات وسوف يكلفها مبدئيًا 600 مليون دولار كما أنها طورت كثيرًا من الصواريخ وجربت بعضها في قصفها الأخير على غزة وهي تضرب الأرض بعمق خمسة عشر مترًا وهي تجارب الأعمى الذي يحتاط لأنهم مع كل هذه النفقات لا يعرفون كيف تخطط كتائب القسام لإحباط ما تقوم به إسرائيل لأننا باختصار أمام معركة طويلة ومعقدة تعتمد على عجز القوة لإسرائيل وعلى قوة الضعف لحماس وقد حسم الله المعركة في قوله تعالى {فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال:36]، فقط إنها مسألة وقت. 

 

أحمد منصور

المصدر: موقع الوطن