زُخرف القول

محمد علي يوسف

عادة أهل الباطل زَخرفة باطلهم فلا يظنن أحد أن مجرمًا سيأتي غليظ الحاجبين كما يحلو للدراما الرخيصة تصويره فيتكلم بصوتٍ أجش معلنًا باطله مجاهرًا بعداوته للحق وأهله

  • التصنيفات: تربية النفس -

عادة أهل الباطل زَخرفة باطلهم فلا يظنن أحد أن مجرمًا سيأتي غليظ الحاجبين كما يحلو للدراما الرخيصة تصويره فيتكلم بصوتٍ أجش معلنًا باطله مجاهرًا بعداوته للحق وأهله
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 112]. 
تأمل...
{يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} يزين بعضهم لبعض الأمر الذي يدعون إليه من الباطل، فيزخرفون العبارات ويجملون الكلمات ويزينون الدعوات حتى يجعلوها في أحسن صورة، فيغتر بها البسطاء، وينقاد لها الجهلة والأغبياء ممن تعجبهم الألفاظ المزخرفة، ويغترون بالعبارات المبهرجة، متغافلين عن حقيقتها متناسين قبح باطنها ومصرين على تصديق هؤلاء الشياطين المفترين، والحقيقة أن المستمع المصدق الراضي ليس بمنأى عن المذمة لمجرد انخداعه فهو من سَلَم أذنيه وعقله وأعطى فؤاده لأولئك الشياطين وهذا ما بينه الله في الآية التي تليها:
{وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ} [الأنعام: 113].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام