طالت الغيبة عنه!
أبو الهيثم محمد درويش
غاب الهدهد عن سليمان ساعة فتوعده! فيا من أطال الغيبة عن ربه، هل أمنت غضبه؟!
- التصنيفات: التوبة -
طالت الغيبة عنه فمتى تعود؟
قال ابن القيم في (بدائع الفوائد): "غاب الهدهد عن سليمان ساعة فتوعده! فيا من أطال الغيبة عن ربه، هل أمنت غضبه؟! تخلف الثلاثة عن الرسول في غزوة واحدة فجرى لهم ما سمعت. فكيف بمن عمره في التخلف عنه؟!".
قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ . اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد:16، 17].
قال ابن كثير في تفسيره: "يقول الله تعالى: أما آن للمؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر الله، أي: تلين عند الذكر، والموعظة، وسماع القرآن، فتفهمه، وتنقاد له، وتسمع له، وتطيعه".
قال صاحب (الظلال) رحمه الله: "ولكن لا يأس من قلب خمد وجمد، وقسا وتبلد؛ فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة، وأن يشرق فيه النور، وأن يخشع لذكر الله؛ فالله يحيي الأرض بعد موتها، فتنبض بالحياة، وتزخر بالنبت والزهر، وتمنح الأكل والثمار، كذلك القلوب حين يشاء الله: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الحديد:17]، وفي هذا القرآن ما يحيي القلوب كما تحيا الأرض، وما يمدها بالغذاء والريِّ والدفء؛ {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد:17]" (في ظلال القرآن).