أي الطريقين تختار
- التصنيفات: الطريق إلى الله -
بيَّن سبحانه وتعالى للناس طريقَ الهداية وطريق الضلال والغَواية، وقد ظهر ذلك في آيات كثيرة؛ منها قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:10]، وقوله: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} [الإنسان:3]، وقوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الليل:8]، وهذه هي الهداية العامة التي بمعنى الدلالة والبيان.
ومن رحمة الله بعباده أنه لم يقفِ الأمر على هذا البيان، بل حفّز الخلق ببيان ما في طريق الهداية من فضل وراحة بال في الدُّنيا ونعيم مقيم في الآخرة؛ {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:38]، وقال سبحانه: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} [طه:123]، إلى غير ذلك من الآيات.
وبيَّن سبحانه ما في طريق الغواية من خزي في الدنيا والآخرة؛ {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه:124-126].
هذان هما الطريقان اللذان لا ثالث لهما: طريق الهداية أو طريق الضلال والغَواية، وعلى الإنسان بعد ذلك أن يختار دون إجبار، وهذا الاختيار يحتاج إلى إرادة، ولا سيما إذا وقع اختيارُه على طريق الهداية، هذا الطريق الذي قد يعرفه كثير من الناس، ولكن لا يسْعَون في الوصول إليه؛ لأن أنفسَهم ركنت إلى رغباتها وشهواتها، فانعدمت إرادتُهم، ومن ثم شَلَّت حركتهم فما استطاعوا مضيًّا في هذا الطريق.