غلظة الكفار معنا
أبو الهيثم محمد درويش
الواقع يتحدث عن غلظة الكفار مع المسلمين في كل مكان بل وهمجيتهم في التنكيل بالمسلمين والانتقام والتشفي المرضي
- التصنيفات: التفسير -
أهل الإسلام كثير منهم في عصرنا تملكتهم الهزيمة النفسية حتى إذا ما خاطبهم بعض الكفار أو المنافقين بشبهة بدأوا في البحث عن مخرج ودب الحرج في قلوبهم من نصوص الشريعة التي نزلت لضمان العدل وشرعت آليات ذاك الضمان للعدالة ومنها قتال الكفار بغلظة وشكيمة ليرتدع الكافر عن الخوض في دماء وأعراض المسلمين ولتوفر الشريعة تلك الدماء والأعراض ليتفرغ الناس لإقامة دين الله.
والواقع يتحدث عن غلظة الكفار مع المسلمين في كل مكان بل وهمجيتهم في التنكيل بالمسلمين والانتقام والتشفي المرضي ويظهر ذلك بجلاء في أفعال اليهود بأرض بيت المقدس وأكنافها كما ظهر بجلاء في حرب البوسنة والهرسك الشرسة التي تعامل فيها الصليبيون مع المسلمين ببشاعة يتحدث عنها التاريخ وسيظل يتحدث عنها ومثلها أفعال البوذيين في بورما وقبلها الشيشان والعراق وسوريا والقائمة طويلة.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة:123].
قال السعدي في تفسيره: وهذا أيضا إرشاد آخر، بعدما أرشدهم إلى التدبير فيمن يباشر القتال، أرشدهم إلى أنهم يبدؤون بالأقرب فالأقرب من الكفار، والغلظة عليهم، والشدة في القتال، والشجاعة والثبات.
{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} أي: وليكن لديكم علم أن المعونة من اللّه تنزل بحسب التقوى، فلازموا على تقوى اللّه، يعنكم وينصركم على عدوكم.
وهذا العموم في قوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} مخصوص بما إذا كانت المصلحة في قتال غير الذين يلوننا، وأنواع المصالح كثيرة جدًا.