عشر فوائد من تبني الإسلاميين شعار الشريعة

عبد العزيز مصطفى كامل

الالتقاء حول تعظيم الشريعة سياسيًا؛ والتفاعل الشعبي على أساسها اجتماعيًا واقتصاديًا وإعلاميًا وتعليميًا؛ سيمثل فرصةً تاريخية لتحويل الخط الإسلامي النظري، إلى خُطط من التحرك العملي بما يفعله هذا الحراك على الأرض

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -

تحت هذا العنوان؛ سبق أن نشرت مقالاً على حسابي بتاريخ (3 أغسطس 2013) - قبل أن تغلق إدارة الفيس حسابي – وكان بعد انقلاب الأوضاع في مصر بعدة أسابيع. وكان يتضمن ما جددتُ الكلام عنه في منشوري الأخير؛ عن ضرورة جعل إقامة الشريعة غاية نتحرك من أجلها، وحصنا نناضل من ورائه، ومساراً تتحقق به كل الأهداف المشروعة، ومن ضمنها عودة (الشرعية) التي أقرها علماء الشريعة في مصر وخارجها..
وليس المقصود من إعادة نشره إلا التذكير بما أراه اليوم واجباً، كما كان بالأمس ضرورياً...
وكان هذا نص المقال:
( رؤيتي لما ستؤول إليه الأمور في مصر وغيرها - والعلم عند الله - أن العلمانيين سيزدادون ضراوةً وشراسة، بعد أن أوشكوا على الإفلاس والانتكاس، وسيدافعون عن العلمانية وأفكارها ورموزها، ومشروعها – اللا مشروع - دفاع المستميت. ولا سلاح لنا ولا حصن في تلك المعركة أمضى من الالتقاء حول مطلب تعظيم الشريعة؛ بالقيام بواجبنا تجاهها؛ من احترامها وتحكيمها وتطبيق المستطاع منها، نحن مطالبون بالالتفاف حولها، لا الالتفاف عليها بمختلف الرايات والأطروحات والشعارات، وأرى أن من شأن ذلك في المرحلة المقبلة أن يحقق لنا المكاسب التالية:
1- أن رفع الإسلاميين للشريعة شعاراً عملياً، مع اشتراطها في أي شرعيةٍ سياسية؛ سيضمن لهم النصرة الإلهية، لأن الله عز وجل - وعد بنصر من ينصره، ونصرنا له – سبحانه - لن يكون إلا بنصر الشريعة من خلال العمل بإقامة المستطاع منها على قدر الوسع والطاقة.
2 - أن الشريعة قضيةٌ كبرى لا اختلاف عليها بين جميع الإسلاميين، وهي مطلب العامة والخاصة منهم، بخلاف غيرها من القضايا المختلف عليها بينهم، كالدخول مرة أخرى في العملية الديمقراطية التي ما دخل الإسلاميون في عتمتها إلا ذبحوا على عتبتها، أو الحريات الليبرالية التي يستباحون باسمها، أوالاصطفاف مع غيرهم ممن يأبون إلا أن يصطفوا ضدهم..
3- أن رفع لواء الشريعة لا يتنافى مع أي مطالب أخرى عادلة، بل إن كل مطلبٍ عادل يدخل فيها ويأتي من خلالها، وغيرها لا يغني عنها ولا يحتويها.
4- أن إبراز هذا الشعار في فعاليات الإسلاميين وتحركاتهم؛ فيه إشعار دائم بحقيقة الصراع مع العلمانيين ، وهويفضح أفكارهم، ويسقط أقنعة الخداع عنهم . حيث يضطرون لاتخاذ مواقف (مع) الشريعة وأهلها أو (ضد) الشريعة.
5- أن مطلب "إقامة الشريعة" هو الأكثر قبولًا، والأقرب قابلية لتوحيد الصف الإسلامي وتقريب مرجعياته وتجمعاته وبرامجه بعد أن مزقته الحزبيات المنهجية والسياسية.
6- أن رفع ذلك الشعار بقوة، والارتقاء إلى مستواه بصدق؛ سيتيح الفرص لنشوء أجيال راشدة، تعظم شعائر الله وشرائعه، ويفتح سبيلاً لتكتلات جديدة على أسسٍ سليمة معفاة ومعافاة من إرث التجارب المعهودة، المفتقرة إلى إعادة تأهيل أو زيادة تأصيل.
7- أن تصدير إقامة الشريعة في واجهة الأولويات والمطالب؛ سيضع أهل العلم والدعوة أمام مسؤولياتهم ودورهم الواجب في توجيه الدفة وتصويب البوصلة، باعتبار أنهم يمثلون الولاية العلمية، ذات الأسبقية والمشروعية على الولاية السياسية.. ولو كانت إسلامية.
8- أن رفع ذلك الشعار وصياغة البرامج والمطالب على أساسه من طرف الإسلاميين؛ سينقل غلاة العلمانيين الموصوفين بـ (التيار المدني) من موقع الهجوم والاستعلاء، إلى موقع الدفاع والاستخذاء وبهذا يسهل إدارة معركة الدفاع عن ثوابت الشريعة معهم.
9- أن ذلك الشعار سيُوجِد دوراً لكل مسلم من خاصة وعامة - أيا كان اتجاهه - وسيوحد المشاعر بين أهل الدعوة في الداخل والخارج، لأن مواجهة مشروع الشريعة في مكان يعني مواجهتها في كل مكان، ومن المهم اشتراك الجميع في حمل هذا الهم، لأن قضية الشريعة يجب أن تكون واجب الوقت وكل وقت ، لأنها تعني دين الحق كله، الذي يدور الصراع ضده في العالم كله.
10- أن الالتقاء حول تعظيم الشريعة سياسيًا؛ والتفاعل الشعبي على أساسها اجتماعيًا واقتصاديًا وإعلاميًا وتعليميًا؛ سيمثل فرصةً تاريخية لتحويل الخط الإسلامي النظري، إلى خُطط من التحرك العملي بما يفعله هذا الحراك على الأرض.) انتهى..
والسؤال الآن - بعد ثلاث سنوات - كم حققنا من هذه العشر مكتسبات؟ برفع ما دون الشريعة من شعارات.؟!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام