أين الحشد الشعبي السُني
عبد العزيز مصطفى كامل
هذا الحشد هو الشعبي الشيعي... فأين الحشد الشعبي السُني؟!
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
هذا الحشد هو الشعبي الشيعي... فأين الحشد الشعبي السُني؟!
لم تكُف إيران منذ اشتعلت ثورتها الشيعية؛ عن تثوير الشيعة في كل مكان بدوافع العقيدة الرافضية الثأرية الانتقامية؛ ضد أهل السُنة أينما وجدوا وكيفما كانوا، ولم تكتف بجيشها النظامي الموجه عقائديًا، بل عملت على تشكيل جيوش موازية (مدنية) في صور ميلشياتٍ عسكريةٍ شعبية، بدعوى الذود عن طائفتهم و"مقدساتهم" . وقد تكرر ذلك في كل من لبنان وأفغانستان وسوريا والبحرين واليمن، وظهر النموذج الفج لذلك مبكرًا في بداية الحرب الإيرانية العراقية - وتحديدًا في – شهر نوفمبر1979 – حين دعا " آية الله" (!!) (الخوميني) إلى إطلاق جيش من المدنيين المتطوعين الشيعة - ذكوراً وإناثاً - ليتكون منهم ما عُرف بـ (الحشد الشعبي الإيراني)، أو ما اشتُهر بقوات (الباسيج) التي وُصفت حينها بـ "جيش المستضعفين" ووصل تعداد طلائع تلك القوات إلى نحو تسعين ألف متطوع، ووراءهم نحو مليوني شخص جاهزين عند الطلب للتطوع!
على غرار ذلك أطلق "خُميني" العراق " آية الله" (!!) (السيستاني) - في شهر يونيو 2015- نداء بتكوين جيش شعبي مدني شيعي عراقي موازٍ للجيش العسكري النظامي في حربه ضد سُنة العراق، وفي مناطقهم الخاصة بهم، بدعوى محاربة "الإرهاب" واستجابت جموع غفيرة من المدنيين الشيعة لهذا النداء الطائفي، بلغ تعدادهم نحو مليون شخص، واختير منهم 90 ألفاً، من نحو سبعين جماعة شيعية، لها ارتباطات وصلات مباشرة مع الحكومة الإيرانية، وكونت منهم الحكومة الشيعية العراقية قوات شبه عسكرية أُطلُق عليها: (الحشد الشعبي) ليصبح في غضن شهور أضخم وأجرم تجمع شيعي إرهابي مسلح، مشبع بروح "التشبيح" و"البلطجة" والثارات الطائفية التكفيرية العنصرية..!
تم تدريب هذه القوات وتسليحها بأحدث الأسلحة الأمريكية والروسية، وجرت محاولاتٌ محمومةٌ وعلى مستوى عالٍ لمعاملتهم معاملة تشكيلات الجيش العراقي النظامي، من حيث الامتيازات والرتب العسكرية. ولأن أكثر فصائل ذلك الحشد ممن يدين بالولاء لإيران، فقد تسبب هذا في تحويل الجيش العراقي إلى جيش شبه إيراني؛ ولهذا ألقت إيران بثقلها وراء هذا الحشد الذي تُعده لما هو أبعد من الموصل وأخطر من الرقة، حيث هدد قائد ذلك الحشد (هادي العامري) دول الخليج مرات عديدة، ووجه تحذيرا مباشرا باحتلال السعودية وقطر وتدمير قوات درع الجزيرة !!، ويتطلع ذلك الحشد الهمجي للدخول إلى سوريا عبر الحدود التي يرى أنها أصبحت بلا قيمة، وقال قائده الناطق باسم المصالح الإيرانية: "إن الحشد تلقى طلبا من الحكومة السورية للقدوم لأجل القضاء على المسلحين في سوريا"..!
خصصت الحكومة العراقية لهذه القوات "المدنية" 60 مليون دولار أمريكي في ميزانية 2015 وتريليون دينار عراقي لعام 2016كي تتُخصص هذه القوات في القتال في المناطق السُنية التي يُراد إجلاء السكان السُنة منها، ليحل محلهم مستوطنون شيعة، على الطريقة اليهودية في الأراضي الفلسطينية، ودعمت إيران الحشد بأسلحة أخرجتها خصيصا من مخازن الأسلحة الإيرانية بكميات هائلة، لإنجاح ما أسماه الإعلام الغبي" تحريرالموصل".!! حيث يُراد تفريغها من أهلها، لتسكين أعداء السُنة بل أعداء الإسلام فيها! ووجد هذا الحشد مساندة قوية من التحالف - الغربي العربي- الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يسانده بغطائه الجوي وطائراته الحربية ، وكذلك منحت الأمم المتحدة (علينا) تلك القوات الشيعية مشروعية ضمنية؛ على لسان رئيس بعثتها (يونامي بان كويش) الذي طالب الحشد " المسالم جدًا" ببذل المزيد من الجهد لـ "تحرير" المناطق السُنية من "المسلحين" السُنة!
دعم دولي وإقليمي ومحلي – إذن - يتوافق عليه الجميع لدعم (الإرهاب الشيعي) المفتوح ضد الُسُنة وأهلها في العراق وسوريا واليمن! حتى يحين وقت استهداف جزيرة العرب بمقدراتها ومقدساتها، ومع هذا يُراد لهذا الدعم (الرسمي) أن يُساند بدعم وتأييد (شعبي) من قطاعات من المغفلين المغيبين المنسوبين للسُنة، عن طريق إعلام الدجل ومنابرالرويبضات؛
حتى وصلنا إلى حال من "المسخرة الشعبية" المصرية شبه الرسمية، يزف أصحابها "البشرى" بانتهاء المغني السوقي المشهور بـ (شعبولا) من تلحين أغنية "حماسية" بالترتيب مع عناصر شيعية، يشجع فيها حشد القتلة المسمى (جيش الحشد الشعبي الشيعي) )المرموز له بـ (جحش)على استكمال حربهم "المقدسة"!! من خلال أغنية (أنا عندي كلام كتير)!!، من كلمات الكاتب الشيعي (فاضل عباس العراق)!
تُرى؟ كم جيشاً مدنياً، أو حشداً شعبياً سُنياً، أعده، أو أمده، أو أيده أو حتى تركه أو أطلق يده؛ أصحاب العروش المُهدَدَة من الشيعة الرافضة لمواجهة جيوشها الرابضة على الحدود وداخل الحدود، بلا موانع أو كوابح أو حدود؟