أميركا وفن استعداء الإسلاميين من أوزبكستان إلى بنغلاديش وما بينهما
قلما نجحت دولة عظمى في استعداء الإسلاميين كما فعلت الولايات المتحدة الأميركية، وقلما خدعت واستغلت دول صغيرة دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة كما حصل بين أنظمة استبدادية شمولية ديكتاتورية وبين أميركا.
- التصنيفات: الواقع المعاصر - قضايا إسلامية -
قلما نجحت دولة عظمى في استعداء الإسلاميين كما فعلت الولايات المتحدة الأميركية، وقلما خدعت واستغلت دول صغيرة دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة كما حصل بين أنظمة استبدادية شمولية ديكتاتورية وبين أميركا.
أقلب التاريخ القريب بمناسبة رحيل طاغية أوزبكستان إسلام كريموف الذي استطاع أن يُشرعن بقاءه في الحكم على رؤوس الشعب الأوزبكي بحجة وذريعة مقاومة الإرهاب السلعة الأوفر تصديراً إلى الولايات المتحدة خلال العقود الماضية ولا تزال، فتمكن كريموف أولاً من تقديم الحركة الإسلامية الأوزبكية بزعامة طاهر يلدشيف الذي التقيته في باكستان يوم لم تكن هناك قاعدة ولا أسامة بن لادن، وظهر اعتداله يومها، ولكن كريموف أصر على دفعه ودفع واشنطن على دمغه بالقاعدة والإرهاب حتى لم يجد مناصاً من العمل العسكري بعد أن سدّ كريموف طرق العمل السياسي أمامه وهو الذي سعى إلى تشكيل حزب سياسي فحظر على الفور، وهو ما فعله تماماً بشار أسد حين سدّ طرق التغيير السلمي أمام الشعب السوري وكذلك ما فعله السيسي وغيره..
نجح كريموف في تأجير أو بيع قواعده العسكرية لأميركا من أجل ضرب حركة طالبان في أفغانستان المجاورة عام 2001 م مقابل دعمه واستقباله في البيت الأبيض وإضفاء الشرعية الدولية على حكمه، مع إطلاق يده في قمع الشعب الأوزبكي وقمع المعارضين إسلاميين وغير إسلاميين، وهو ما مكنه من البقاء في السلطة إلى حين هلاكه ورحيله قبل أيام، حيث كان يقوم بوضع المعارضين إسلاميين وغير إسلاميين بالقدور لغليهم حتى الموت، وتفنن في ممارسة الموت عليهم وهو الخبير منذ أن كان زعيماً لحزب شيوعي فاشي في أوزبكستان أيام الحكم الشيوعي بصنوف التعذيب والإجرام الشيء الوحيد الذي علمته إياه المخابرات الروسية السيئة الصيت الكي جي بي..
ننتقل إلى بنغلاديش حيث تصمت أميركا صمت القبور ومعها الغرب كله على ما يجري هناك من إبادة لقادة الجماعة الإسلامية البنغالية بحجة دعم هؤلاء القادة الجيش الباكستاني أيام الانفصال عام 1971 م، ولم ترحم حكومة العمالة البنغالية شيوخاً تقودهم إلى أعواد المشانق وقد تجاوزوا الثمانين عاماً، وبصمت أميركا والغرب على ما يجري في بنغلاديش من إعدامات فعلى العالم أن يتهيأ لانفجار خطير في بلد معروف بشدة بأس شبابه التاريخي، لا سيما وأن الشباب لم يعد لهم إطار معتدل يجمعهم كما هو الحال في وجود الجماعة الإسلامية، وصمت الغرب وأميركا تحديداً على هذه الجرائم التي ترتكبها حكومة حسينة واجد سيضعها شريكاً مباشراً فيما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلاً هناك..
الاستبداد صنو التطرف والتشدد، وقد رأيناً تسييس الإرهاب في كل شيء، وقد رأيناه ولمسناه لمس اليد في كل أنظمة الاستبداد التي تبيع استقرارها ووحدتها وسلامة أراضيها في أوزبكستان وبنغلاديش وسوريا والعراق مقابل بقاء المستبد على السلطة ولو كلف ذلك تشريد الملايين وقتل مئات الألوف وتدمير الأوطان، ومعه الحجر والبشر.
د. أحمد موفق زيدان