حقوق الإنسان والفرز الطائفي

ملفات متنوعة

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

يوم الجمعة الماضي نشرت الـ "بي بي سي" خبرا بعنوان "طفلة في العاشرة من عمرها تنجب في إسبانيا"!
الخبر في أصله اعلنته وزيرة الشؤون الاجتماعية في إقليم الأندلس "ميكائيلا نافارو" والتي كشفت عن أن الطفلة "رومانية" وانجبت "انثى" الأسبوع الماضي في مدينة "خيريو ديلا فرونتيرا".
الـ "بي بي سي" نقلت عما وصفته "وسائل الإعلإم الإسبانية" أن الأب يعتقد أنه أيضاً طفل، يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً ويعيش في رومانيا.
ونشرت وسائل الإعلام المحلية صوراً لجدة المولودة وهي من غجر رومانيا وهي واقفة تبتسم أمام بناية متواضعة تقطنها الأسرة في بلدة "لبريخا"
الجدة ـ وبحسب بي بي سي ـ قالت لصحف محلية:" إن ابنتها وحفيدتها في حالة جيدة وإن المولودة "في غاية الجمال".
وذكرت صحيفة "دياريو دي خيريز" اليومية التي كانت أول من نشر الخبر إن الجدة لا تفهم سبب الاهتمام الشديد بقصة ابنتها وقالت إن هذا هو سن الزواج الطبيعي في رومانيا.
وتختتم "بي بي سي" تقريرها بالقول إن الإحصائيات تشير إلى أن 177 طفلة دون الخامسة عشرة من العمر قد أنجبن في إسبانيا عام 2008.
تُرك هذا الخبر على موقع "بي بي سي"، إلى ما يزيد عن ثلاثة أيام ولا يزال حتى كتابة هذا المقال، كخبر رئيسي في صدر صفحتها الأولى! ومع ذلك ظل حبيس موقعها الالكتروني ولم يخلف صخبا إعلاميا كما يفترض في مثل هذه الحوادث.
اللافت في الخبر، أن الجدة قالت إن هذا هو سن الزواج الطبيعي في رومانيا.. وهنا ربما تتمحور المفارقة الجديرة بالتأمل.
ففي إسبانيا ـ المسيحية ـ ما يقرب من مائتي طفلة انجبن اطفالا عام 2008 فقط من علاقات جنسية لاندري ما إذا كانت مشروعة أو خارج إطار الزواج الموثق.. غير أن كلام "الجدة" بالنسبة للطفلة الرومانية فأنه من المرجح أن الانجاب كان من خلال علاقة مشروعة "زواج" رسمي بين طفلة وطفل عمره لا يتجاوز الثلاثة عشر عاما بل تكشف الجدة بأن الزواج في مثل هذا العمر هو التقليد الشائع في رومانيا "المسيحية" أيضا.
مثل هذه الحوادث لم تثر أية احتجاجات من قبل الجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان أو ما يسمى بالاستغلال الجنسي للأطفال بل تقبلتها تلك المنظمات باعتبارها ممارسة اعتيادية ومألوفة!.. رغم أنها وقعت في المجتمعات الغربية المسيحية والتي تبدي تألمها واحتجاجتها حال وقعت حوادث مشابهة في العالم الإسلامي.. حيث يجري توظيفها على نحو يسيئ للإسلام بزعم أنه يجيز "زواج" القصر فيما يمكن وصفه بالاستغلال الجنسي للأطفال!.
المسألة ـ إذن ـ ليست مسألة "حقوق إنسان" محايدة وإنما هي شعارات تقوم على الفرز الطائفي حيث يُسكت عنها حال وقعت في الغرب المسيحي .. فيما تقوم الدنيا ولا تقعد إذا حدثت في الشرق المسلم

جمال سلطان

المصريون!.

المصدر: المصريون