إياك وترك راية الإسلام (5)

مدحت القصراوي

لما كان إفراد الله بالولاية، يستلزم التولي بولاية الإسلام، كان هذا مستلزمًا أن تقوم أمة على هذه الرابطة، رابطة الإسلام.

  • التصنيفات: تربية النفس -

التآخي بين حاملي الراية:
لما كان إفراد الله بالولاية، يستلزم التولي بولاية الإسلام، كان هذا مستلزمًا أن تقوم أمة على هذه الرابطة، رابطة الإسلام.
ولذا كان هناك طرف السلامة، وطرف السلامة هو الاعتصام والاجتماع {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]. فأمرنا تعالى أن نعتصم بشريعته ودينه وأن نجتمع عليهما.. فالاعتصام بالدين والشريعة، والاجتماع على راية الإسلام.
لهذا كان تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة من الاختلاف وفساد ذات البين وقال أنها الحالقة لا تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، وكثرت الأحاديث في الترغيب في إصلاح ذات البين وأنها أفضل من درجة الصائم القائم، وحبب الإيثار وسلامة الصدر وأن يبيت ليس في قلبه غش لمسلم، وحرم ما يفسد ذات البين كالبيع على بيع أخيه والخطبة على خطبته والنجش والغرر، وقرر حقوق الجيرة والطريق ونهى عن خذلان المسلم أو ظلمه أو إسلامه لعدوه، أو الغفلة عن حاجته، أو الاطلاع على عورته، وحبب ستره ونهى عن البحث عن عورته، وطلب حسن الظن به، وحرم غيبته وحرم النميمة لما تفسد بين المسلمين، وطلب صلاحهم والتواضع لهم وعدم الاستعلاء عليهم أو احتقارهم أو القول أنهم هلكوا... وغير ذلك كثير من الأحكام والترغيب والترهيب.
فأمر تعالى بالاجتماع وبكل ما يفضي إليه من قول وعمل وظنٍ، وفتح إليه الذرائع، وحرّم تعالى الفرقة، وحرم كل ما يفضي إليها من قول وعمل وظن، وسد الذرائع إلى غير ذلك... كل هذا لما تفضي إليه الفرقة من خطورة المآل على راية الإسلام ذاتها، وهو طرف الهلكة المقابل لحال السلامة.
ومن لم يفقه هذا لم يعلم موقع هذه الأحكام في دين الله، ومآلاتها، ومقاصدها، والرابط بينها، وانتظام كثرتها؛
ولهذا مزيد بيان تالٍ إن شاء الله.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام