(13) مقام الموافقة
جمال الباشا
على خشَبَةِ مَسرَحِ الحياةِ يجتَمِعُ ثلاثَةٌ مِن ساداتِ التابعينَ وكِبارِ العارفينَ، لِتَنقُلَ لنا فيما بعدُ كتُبُ الرَّقائِقِ ذلكَ الحِوارَ الرَّائِق.
- التصنيفات: تزكية النفس -
على خشَبَةِ مَسرَحِ الحياةِ يجتَمِعُ ثلاثَةٌ مِن ساداتِ التابعينَ وكِبارِ العارفينَ، لِتَنقُلَ لنا فيما بعدُ كتُبُ الرَّقائِقِ ذلكَ الحِوارَ الرَّائِق.
الأوَّلُ: كنتُ أكرَهُ مَوْتَ الفُجاءَةِ قَبلَ اليَوم، وأمَّا اليومَ فوَدِدْتُ أنّي ميِّتٌ، لِما أتخَوَّفُ من الفِتنَة.
الثاني: لكنّي لا أكرَهُ طولَ البَقاءِ فلعَلّي أُصادِفُ يَومًا أتوبُ فيه وأعمَلُ صالِحًا.
فقيلَ للثالث: أيُّ شيءٍ تقولُ أنتَ؟
فقال: أَحَبُّ ذلك إليَّ أَحَبُّهُ إلى الله.
للّهِ دَرُّكَ أيُّها الثالثُ فأنتَ واللهِ الأوَّلُ، لأنَّ كلًّا من صاحبَيكَ نَظَرَ إلى مُرادِ نفسِهِ واقتَرَحَ على سَيِّدِهِ واختارَ بَينَ يَدَيهِ، وأنتَ جَعَلتَ مُرادَكَ عينََ مُرادِ سيّدِك، واختيارَكَ عَينَ اختِيارِه.
وأنتَ أيُّها المُحِبُّ الآخَر..
هل أدرَكتَ أرقى مَنازِلِ العارفين؟
هيَ أن تَشعُرَ ببَرْدِ اليقيِن يُلامِسُ شِغافَ قلبكَ فيَستَهِلَّ بصِدقِ التَّفويضِ صائِحًا:
أريدُ ما يُريـــد..
أريدُ ما يُريـــد.