(33) الولادة الثانية
جمال الباشا
ولادة الإنسان الأولى هي حين يخرج من ظلمة بطن أمه إلى هذه الدنيا، فيمشي في مناكبها، ويأكل من أرزاقها، ويتنفس من هوائها. وهذه محققة لجميع الخلق.
- التصنيفات: تزكية النفس -
ولادة الإنسان الأولى هي حين يخرج من ظلمة بطن أمه إلى هذه الدنيا، فيمشي في مناكبها، ويأكل من أرزاقها، ويتنفس من هوائها. وهذه محققة لجميع الخلق.
أما الشأن كل الشأن ففي الولادة الثانية، وهي خروج النفس من ظلمة الجهل والهوى إلى نور الإيمان والهدى، فيعرف بها ربه، وغاية وجوده، ويسير في طريق رضوانه، وتستنشق الروح عبير معرفته وتستلذ حلاوة قربه. وهذه الولادة غير متحققة إلا لمن اصطفاه من عباده. قال سبحانه: {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ} [الأنعام: 122].
قد تتعجل تلك الولادة وقد تتأجل، وقد تتصعب وقد تتسهل، وأحيانا تتم بعملية قيصرية، ولكن البلية الكبرى والرزية العظمى أن يرحل عن الدنيا ولم يولد بعد.
فيا الله.. كم من مولود لم يولد !