(41) حوار مع كتابي
جمال الباشا
أن الناس أمام أي دعوة جديدة أحد رجلين: إما أن يسمع وإما أن يعرض.
فإذا سمع.. إما أن يقتنع وإما أن لا يقتنع.
وإذا اقتنع إما أن يتبع ما علم من الحق، وإما أن يتولى عنه، فيكون لا محالة متبعا لهواه.
- التصنيفات: تزكية النفس -
عرضت عليه الإسلام ذات يوم، فقال: ولماذا أغير ديني؟
قلت: لاحتمال أن يكون باطلا؟
قال: السؤال ذاته أرده عليك؟
قلت: حسنا، لدي حل منصف، ألست تؤمن بوجود الله العظيم خالق هذا الكون؟
قال: بلى.
قلت: نحن وإياكم على طرفي نقيض، فأحدنا محق والآخر مبطل ولا بد، فهلم بنا ندعوه أنا وأنت بصدق أن يهدينا الى دينه الحق الذي ارتضاه لعباده.
قال: أنصفت، سأفعل، ولكن افعل أنت أولا.
قلت: أنا أفعل ذلك في كل يوم أكثر من ثلاثين مرة، أدعو فيها ربي قائلا:
اهدنا الصراط المستقيم.
فهل فعلت ذلك يوما ما؟
قال: لا.
قلت: يا رجل، أغمض عينيك، وتوجه إلى ربك بصدق وتجرد ولو لمرة واحدة بطلب الهداية، وظني بالله أنه لا يرد عبدا استهداه.
إنك لن تخسر شيئا إن كنت على الحق بل تزداد يقينا.
نظر إلي ثم قال: سأفعل.
ولم أره بعدها ولا أعلم ما حل به، وهذا صنف منهم، والصنف الآخر يأبى أن يسأل الله الهداية للحق أصلا !! ولهذا دلالات كثيرة.
أخي الداعية..
هذا الحوار فيما أعتقد هو أقصر وأسرع طريق لهداية من يؤمن بالله وهو على غير دين الإسلام، فإن لم يفعل فلست بحاجة لأن تضيع كثيرا من الوقت والجهد مع من يعبد هواه ولا يصدق الله في طلب الهداية، وينقلب الحوار إلى جدل عقيم.
خلاصة الفكرة ..
أن الناس أمام أي دعوة جديدة أحد رجلين: إما أن يسمع وإما أن يعرض.
فإذا سمع.. إما أن يقتنع وإما أن لا يقتنع.
وإذا اقتنع إما أن يتبع ما علم من الحق، وإما أن يتولى عنه، فيكون لا محالة متبعا لهواه.
وهذا الدين الحق قد أقام الله تعالى على صدقه من الدلائل والبراهين ما لا يدع شكا لمتشكك، فلم يبق إلا صدق التوجه.
وإذا كان للعبد عذر ما من إدراك الحقيقة، فلا عذر له في أن لا يدعو الله أن يوفقه لإدراكها.
لقد أتى الله بسلمان من بلاد فارس لما علم صدق توجهه إليه، وختم على قلب أبي طالب لما رأى إعراضه عنه.
والله أعلم بالمهتدين.