الجيوش الشيعية تحاصر الجيوش العربية
وأخيراً صدر الإعلان الرسمي عن موت تلك الأمة المسماة عربية ويجري دفن نصفيها في الموصل وحلب، حيث تولد من آلام القهر الأمة المسلمة السنية التي يقع على كاهلها إنتاج قيادات توحد الأمة وتقود ثورتها.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
إيران الشيعية صارت تحاصر السعودية من اليمن ومن العراق أيضاً مع أنه في الجغرافيا لا حدود برية لإيران مع السعودية.
وإيران الشيعية تحاصر الكويت براً من العراق، مع أنها كانت لا تحد الكويت إلا بحراً.
ولإيران أيضًا حدود برية جديدة مع المملكة الأردنية الهاشمية من جهة العراق، علماً بأن العاهل الأردني كان أول من حذر من "الهلال الشيعي" وهو المالك الفكري لهذه التسمية.
الجغرافيا لم تتغير. الحدود "المعترف بها دولياً" ما زالت مرسومة على الخرائط. الذي تغير هو قدرة نظام الملالي الإيراني على التمدد على الأراضي العربية بموازاة عجز عربي فاضح عن مواجهة هذا التمدد.
وإذا سقطت حلب سيتحرك جيش الـ 40 ألف شيعي إلى جنوب سوريا ليحاصر الهواشم من سوريا أيضاً.
وإذا ارتبط جيش الـ 40 ألف شيعي المنتشر في سوريا مع الحشد الشيعي العراقي المقدر عديدة ب 100 ألف عنصر تتقطع أوصال المساحة العروبية التي أسسها لورانس البريطاني قبل 100 عام، وتصبح الأنظمة العربية كلها عرضة للسقوط أمام الاحتلال الشيعي الفارسي إلا إذا....
إلا إذا أقر العرب بسقوط العقيدة الوظيفية البريطانية المسمّاة "عروبة" والتي استخدمتهم لمدة 100 عام لتحقيق هدف واحد وهو دفن هويتهم المسلمة السنيّة. وقد نفذ العروبيون المهمة بنجاح.
وخلال 5 سنوات دفع فيها الشعب السوري المسلم السني سيلاً من الدماء لم يستطع عربان العروبة أن ينقذوه لأنهم ترددوا، بل رفضوا، تعريف الصراع على أنه صراع سني-شيعي. ضحوا بالسنة فقط كي لا يعترفوا بالهوية السنية.
هل يكره العرب السنّة؟
ليس من السهل على العرب أن يعترفوا بأن ما علّموه لأولادهم في المدارس على مدى 100 سنة على أنه "الفتوحات العربية" هو كذبة كبيرة لأنه كان فتوحات المسلمين السنة، لا فتوحات العروبيين الذين لم يفتحوا إلا معتقلات ومقابر لشعوبهم.
ليس سهلاً على العرب أن يعترفوا بأن المسماة "عروبة" ليست هي التي هزمت كسرى وفتحت بلاد فارس.
ليس سهلاً على العرب أن يعترفوا بأن عروبتهم المزعومة ليست هي التي فتحت الأندلس، بل أن طارق بن زياد المسلم السني البربري هو الذي فتح الأندلس.
وليس سهلاً على العرب أن يعترفوا بأن عروبتهم خسرت فلسطين والقدس والأقصى والجولان وجبل الشيخ مع أن المسلم السني الكردي صلاح الدين الأيوبي هو الذي حرر القدس بعدما أنهى الدولة الفاطمية الشيعية في مصر.
ولكن عندما تصل سكين إيران الشيعية إلى الحدود العربية الورقية يصير الاعتراف بالهوية السنية أقل تكلفة من التشدق بثقافة عروبة لورانس البريطاني التي علّمت أولادنا في المدارس تاريخ وقيم الثورة الفرنسية العلمانية، وما كتبه ماركس ولينين عن فضائل العقيدة الشيوعية، وما فعله كاسترو وغيفارا و ... هوشي منه وثوار فيتنام وحروب التحرير الشعبية التي لم تنتج إلا هزائم مدوية.
وأخيراً صدر الإعلان الرسمي عن موت تلك الأمة المسماة عربية ويجري دفن نصفيها في الموصل وحلب، حيث تولد من آلام القهر الأمة المسلمة السنية التي يقع على كاهلها إنتاج قيادات توحد الأمة وتقود ثورتها.
الأمة هي التي تنتج قياداتها، وقيادات العروبة ستموت مع أمتها. هذه حقيقة، حقيقة فجة. نعم، ولكنها حقيقة واقعية. وستسقط معها شعارت الأمة العربية الواحدة، ورسالتها الخالدة، وإشتراكيتها الزائفة وستندثر الأغاني التي كانت تقول "الأرض بتتكلم عربي" لأن الأرض ستتكلم سني، وتنشد سني، لأنها ارتوت بالدم السني.
آخر حصون تلك العروبة جيوشها. هذه الجيوش لن تموت مع تلك العروبة ولن تموت دفاعاً عنها لأن الدماء التي تجري في عروق جنودها هي ... سنية. ستبقى، لا لتدافع عن عروبة بائدة، بل لتحمي براعم سنية نامية.
هي حرب طويلة، طويلة، وقد بدأت في حلب والموصل وسقطت من كل القواميس مفردة ... "تسوية" مع قرار مجلس النواب العراقي ضم الحشد الشيعي إلى الجيش النظامي ومع العرض العسكري الذي أجراه جيش حسن في القصير السورية لإرهاب السنّة في لبنان.
السؤال اليوم لم يعد أي نظام عربي سينقذ الثورة السورية.
السؤال صار: أي أرض عربية ستنقذها الثورة السنيّة؟
إذا لم ينتسب العرب إلى الهوية السنية فلا بقاء لهم لأن عروبتهم قد ... ماتت.
محمد سلام