معركة الموصل إلى أي حقائق توصل ؟

عبد العزيز مصطفى كامل

العملية العسكرية برمتها في تراجع، وما يتم تسريبه رغم التعمية الإعلامية؛ يدل على أن هناك معركةً تاريخيةً تدور، لو دارت الدائرة فيها على جيوش المردة والردة، فإن ذلك سيقلب الأوضاع، لا في العراق وحدها، ولكن في المنطقة بأسرها!

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -

(معركة الموصل...إلى أي حقائق توصل)...؟ (1)
● "حربٌ عالميةٌ صغرى" تلك التي تدور رحاها على أرض (نينوى) مدينة نبي الله يونس عليه السلام ومركزها في الموصل، إنها المدينة المجاهدة طوال تاريخها، والتي استعان صلاح الدين الأيوبي بأهلها لتحرير القدس من جحافل الصليبيين. الحرب العالمية المصغرة في الموصل يديرها تحالف أممي، فيما يشبه جيشًا عالميًا يمده تحالفٌ دوليٌ من 60 دولة.
● ذلك الجيش المدعوم عالميًا يضم نحو (94.000 مقاتل من الجيش العراقي الرسمي الشيعي)، و(60،000 من الشرطة العراقية)، و(40،000 من قوات الحشد الشعبي الشيعي)، و(16،000من قوات مكافحة الإرهاب الشيعية)، و(40،000 من قوات البشمركة الكردية العلمانية)، وكلها مدعومةٌ بصورٍ مباشرة أو غير مباشرة من حكومة (ثورة "المستضعفين" في إيران)، ويضاف إلى المستعدين للقتال هناك نحو 1500 جندي تركي! وعدة آلاف من النصارى والآشوريين والكلدان.
.
● هذا الجيش الجرار المسنود بغطاءٍ جويٍ ضارب، تقوده القوة العالمية الأولى (أمريكا)، بمساندةٍ من المجتمع الدولي كله، يواجه ثلة من المقاتلين، لاتزال توصف بأنها (تنظيم)، قدرت مصادر التحالف الدولي أعداده في الموصل بنحو أربعة إلى خمسة آلاف مقاتل!!
ومع هذا فقد أسفرت المعارك بين الطرفين في أقل من شهرين عن سقوط مالا يقل عن ثلاثة آلاف قتيل من رافضة الحق وشيعة الشيطان، غير المصابين، وأصيب نحو عشرة آلاف من البشمركة، ولاتزال ثلاثة أرباع المدينة البالغ تعدادها مليون ونصف نسمة مستعصية على حصار الفجار، بالرغم من الأزمات القاتلة، تحت أقسى أنواع الحصار، وأقصى درجات المعاناة، حيث لا ماء، ولاكهرباء، ولاغذاء، ولادواء.
● المدينة الصامدة لاتزال تصد الكيد وترد العدوان، فخسائر المعتدين الشيعة على أرض أهل السنة في الموصل باهظةٌ في الأرواح والمعدات، ولو استمرت على تلك الوتيرة - كما قال المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي في آخر نوفمبر - سيحتاج الأمر إلى ستة أشهر أخرى حتى تتغير الأوضاع الحربية؛ هذا بالطبع إذا لم تستدرج القوات المعتدية إلى مناطق قتال أخرى..
● الجيش العراقي - كما تقول صحيفة القدس العربي( 2016/12/7 )- شرع في بناء قوات جديدة ، بعد إبادة القوات الخاصة!، وكالة فرانس 24 ذكرت أن 20% من القوات المخصصة لمكافحة "الإرهاب"  قُتلوا أو جُرحوا في بداية المعركة، واذا استمر هذا النزيف فسوف تخرج هذه القوات نهائيا عن الخدمة"!
● الجيش الشيعي (الرسمي والشعبي) بشعبه المقاتلة تحت عناوين مختلفة؛ لم يعد يملك خيارًا بين الاستمرار الذي يعني الانتحار، وبين التراجع الذي يعني تكرار العار، الذي حدث عندما لاذ بالفرار ثلاثون ألفًا منه، أمام ثلاثة آلاف، عند اقتحام الموصل في يونيو 2016.
● العملية العسكرية برمتها في تراجع، وما يتم تسريبه رغم التعمية الإعلامية؛ يدل على أن هناك معركةً تاريخيةً تدور، لو دارت الدائرة فيها على جيوش المردة والردة، فإن ذلك سيقلب الأوضاع، لا في العراق وحدها، ولكن في المنطقة بأسرها!