حوار بين الله عز وجل وملائكته
حنفي محمود مدبولى
- التصنيفات: الإعجاز العلمي -
إن من أعظم الآيات والشواهد والدلالات على وجود الحق سبحانه وتعالى وعلى قيوميته على خلقه وعلى وحدانيته، هذا العالم من حولنا وما يحتويه من آفاق في الأرض وما عليها من جبال وأنهار وبحار ومحيطات، وبحيرات ووديان وسهول وعيون وبرك ومستنقعات، وما فى بطنها من معادن شتى وبترول، وما في السماء من أبراج ومجرات وشموس واقمار ونجوم نيرات، وما في البحار من شتى أنواع الكائنات البحرية دقيقها (كالبكتريا والطحالب) وجليلها كالحيتان وشتى أنواع الأسماك والقشريات والجوفمعيات وغيرها مما يحيطها الله وحده بعلمه وقدرته، ومما أخرجه منها لعباده للانتفاع به، وهذه المحيطات على عمقها واتساعها وما فى قعرها من براكين ملتهبة لشاهدة أيضا على وحدانية الله تعالى.
والنفس البشرية وما تحتويه من أسرار الخلق والقدرة المطلقة لله رب العالمين، كل هذه الدلالات شواهد حق على وجود الله القادر المقتدر، وعلى قيوميته على خلقه وعلى رحمته بهم لكى يعرفوه ويعبدوه ويفردوه وحده بالعبادة ولذلك قال الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 35].
هذه النفس البشرية بدءا من خلق الإنسان الأول وهو آدم عليه السلام من الطين (من دون ذكر أو أنثى ومن دون رحم) وتصويره بهذه الصورة التى عليها الآن ذريته من بعده، ثم تحويل هذا الطين إلى دم ولحم وعظم وعصب وأجهزة في غاية التعقيد في تركيبها ووظائفها (الجهاز الدورى، الجهاز الهضمى وملحقاته، الجهاز التنفسى، الجهاز البولى، الجهاز التناسلى، الجهاز العصبى، الجهاز الحركى، الغدد الصماء....) كل منها يدل على الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
بل إن خلق أمنا حواء عليها السلام من آدم عليه السلام لدلالة جديدة على قدرة الخالق المبدع سبحانه وتعالى، فهي مخلوقة من ضلع آدم عليه السلام، أي من ذكر دون أنثى أو رحم أو نطفة مع اختلافها عن آدم عليه السلام في بعض التركيب التشريحى والفسيولوجى (علم وظائف الأعضاء) إلا أنها تحتوى على أصل صفات الجنس البشري التى أخذتها من آدم عليه السلام .
وخلق عيسى ابن مريم عليه السلام من أنثى دون ذكر مع تقلبه جنينا في رحمها لدلالة قاطعة على القدرة المطلقة للخالق سبحانه وتعالى. وأخيرًا خلق الذرية من نطفة الذكر ونطفة الأنثى والتى لا ترى إلا تحت الميكروسكوب بعد تكبيرهما آلاف المرات وما فيهما من عجائب الخلق وطلاقة القدرة والتصوير في الأرحام ما يدل على القادر المقتدر المحى والمميت {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54].
إن علم الأجنة الذى ظهر منذ القرن العشرين كعلم معترف به لم يصل حتى الآن إلى مكنون النفس البشرية، بل جل بما توصل إليه العلماء المتخصصين وهو كيفية تكوين الأجنة في الأرحام من النطفة إلى اكتمال نموها وصيرورتها جنينا يتقلب في رحم أمه، وكيفية ثباتها أوسقوطها أو خروجها طفلا غضا طريا يحتاج إلى من يرعاه ويربيه.
لقد بين الله عز وجل تفاصيل هذه الرحلة في كلمات موجزة مختصرة تفيد المعاني الاصطلاحية العلمية لها (نطفة – علقة – مضغة – عظاما – لحما – خلقا آخر) فتبارك الله أحسن الخالقين. بل بين الله عز وجل في كتابه العظيم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه مكنون النفس البشرية (النفس السوية – والنفس الراضية المرضية - والنفس الأمارة بالسوء – والنفس اللوامة) كل هذا في أبسط العبارات وأوجزها ، وأكملها في الدلالة على معانيها وعلى قدرته عز وجل.
أنماط خلق الإنسان كما بينها القرآن:
من يقرأ القرآن الكريم يتبين له أن الله عز وجل ذو القدرة المطلقة في خلق الإنسان، وأن أنماط خلق الإنسان في القرآن الكريم جاءت جميعها في سورة النساء على النحو التالى:
1- خلق الإنسان الأول (آدم عليه السلام) بدون الحاجة إلى ذكر وأنثى بل خلقه من تراب
2- الخلق من الذكر بدون أنثى أو رحم كما هو الحال في خلق حواء من آدم عليهما السلام
3- الخلق من الأنثى بدون ذكر كما هو الحال في خلق عيسى ابن مريم عليه السلام
4- الخلق من الذكر والأنثى كما هو الحال من خلق ذرية آدم وحواء عليهما السلام.
هذا وقد ذكر الله عز وجل ثلاثة أنماط من هذه القدرة المطلقة على الخلق في قوله عز وجل في صدر سورة النساء {يَأَيّهَا النّاسُ اتّقُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ مّن نّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتّقُواْ اللّهَ الّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1] ، وذكر النمط الرابع من الخلق وهو خلق عيسى بن مريم عليه السلام من أنثى دون الحاجة إلى ذكر ف نهاية سورة النساء ونسبه إلى أمه مريم بنت عمران البكر البتول المطهرة رضى الله عنها وأرضاها.
وبين سبحانه وتعالى أن عيسى بن مريم وأمه والملائكة ما استنكفوا عن عبادة الله وليس كما زعم أهل الشرك من النصارى أنه ابن الله أو أنه ثالث ثلاثة فرد عليهم افتراءهم هذا في آيات نيرات لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا . لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا . فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: 171:173].
حوار بين الله عز وجل وبين ملائكته في خلق آدم عليه السلام:
بين الله عز وجل لملائكته الكرام عظيم خلقه وطلاقة قدرته في الخلق والايجاد من العدم فاعلمهم بخلق جديد ليس من قبل الخلق الأول منهم أو من الجن بل هو مخلوق متميز عنهم وبين لهم الهدف من خلق هذا المخلوق الجديد فقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ . وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ . قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ . وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ . وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ . فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ . فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 30:39].
آيات وعبر وعظات من هذه الآيات:
1- أن الله عز وجل أعلم الملائكة بهذا الخلق الجديد وبين لهم مباشرة أن الهدف من خلق آدم عليه السلام هو جعله خليفة في الأرض، وكلمة خليفة لها معنيين عند علماء التفسير، والمعنى الأول منهما أنه يخلف بعضه بعضا في الأرض، ذرية بعضها من بعض وجيلا من بعد جيل فلا تندثر الصفات الوراثية من آدم الأول إلى آخر إنسان قدر الله له الوجود في الأرض حتى تقوم الساعة وهذه وحدها تحتاج إلى نظرة للتأمل، أما المعنى الثاني لكلمة خليفة هو أنه يحكم بما أنزل الله فلا خلافة بدون الحكم بما أنزل الله عز وجل.
2- أن رد الملائكة يشير إلى فهمهم أن هذا الخليفة يكون من غيرهم وذهبوا بفكرهم هذا إلى الجن الذين من صفاتهم وطبائعهم على الأغلب سفك الدماء والفساد في الأرض وهذا من خلال علمهم المشاهد عن الجن ولذلك كان ردهم: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30].
3- الأمر الثاني من رد الملائكة أنهم قالوا على وجه التلميح دون التصريح بأن هذا الخليفة يكون منهم ويفهم ذلك من قولهم: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}
4- رد الله على الملائكة أن هذا الخليفة غير ما تظنون بل هو مخلوق جديد متميز عن غيره من الجن أو حتى أنتم أيتها الملائكة الكرام وذلك من قوله عز وجل: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
5- بيان ميزة هذا المخلوق الجديد وهو آدم عليه السلام عن الجن والملائكة وهي قدرته على العلم والتعلم والتفكير والتحليل والاستنباط وبين سبحانه وتعالى هذا بالدليل العملى بتميز آدم عليه السلام عن الجن وعنهم لبناء اليقين فى نفوس الملائكة ومن كان معهم من الجن وهو إبليس عليه لعنة الله. وهذا الدليل هو علم مسميات الأشياء وهذه مسألة في غاية الصعوبة على من كان من الجن أو الملائكة إذ كيف يتم استنباط اسما لشىء له صفات أو خصائص يتم التعارف عليها بين الخلق؟.
جاء هذا الدليل العملى ليبين لهم القدرة التى أودعها الله فى آدم عليه السلام وميزه بها عن الجن والملائكة وهي علم الأسماء فقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ . قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقر: 31:33].
6- أن العلم الذى علم الله به آدم عليه السلام ميزه به عن الملائكة وتيقنت الملائكة من ذلك عندما علم الله آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال سبحانه وهو العليم الحكيم: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقر:31]
7- أن الملائكة عجزوا أن يأتوا بمسميات هذه الأشياء كما بين ربنا عز وجل: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 32].
8- فلما أمر الله عز وجل آدم عليه السلام أن ينبأهم بأسمائهم فأنبأهم بها، بين الله عز وجل فضيلة هذا الإنسان وبين لهم أنه سبحانه وتعالى يعلم غيب السموات والأرض ويعلم ما أبدوه من بيان فساد الجن في الأرض وقياس هذا الإنسان على فعل الجن، كما بين لهم أنه يعلم مايكتمون قال الله تعالى: {قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} قال الله عز وجل لملائكته: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}.
ويبرز هنا سؤال مهم جدا ألا وهو: لماذا هذا الحوار بين الله وملائكته في مسألة خلق آدم عليه السلام؟ والجواب: أن الملائكة سوف يقومون بخدمة هذا الإنسان فمنهم من هو موكل بنزول الماء من السماء لإخراج الزروع والثمار التى يتغذى عليها هذا الإنسان وتتغذى عليها بهيمة الأنعام والطير والتي يستفيد الإنسان منها بعد ذلك، فيأكل من لحمها ويشرب من لبنها ويستخدم أصوافها وأوبارها وجلودها أثاثا ومتاعا إلى حين في حال سفره وإقامته {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [لقمان: 10].
وفى سورة طه: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ . كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ (54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ} [طه:54:55]، ومنهم من هو موكل بالتصوير في الأرحام وبنفخ الروح في الجنين وهو في بطن أمه {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأرحام كَيْفَ يَشَاءُ} [آل عمران: 6].
وفي الحديث الصحيح (إذا مرَّبالنطفةِ اثنتانِ وأربعون ليلةً ، بعث اللهُ إليها ملكًا فصوَّرها ، وخلق سمعَها وبصرَها ، وجلدَها ولحمَها وعظامَها ، ثم قال : يا ربِّ أَذكرٌ أم أُنثى ؟ فيقضي ربُّك ما شاء ، ويكتبُ الملَكُ ، ثم يقولُ : يا ربِّ أجلُه ، فيقول ربُّك ما شاء ، ويكتبُ الملَكُ ، ثم يقول : يا ربِّ رِزقُه ، فيقضي ربُّك ما شاء ، ويكتبُ الملَكُ ، ثم يخرجُ الملَكُ بالصحيفةِ في يدِه ، فلا يزيدُ على أمرٍ ، ولا يُنقِصُ. ومنهم من هو موكل بكتابة الحسنات والسيئات التى تصدر من هذا الانسان وهم الكتبة الحفظة كما فى سورة الرعد: { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد:11].
ومنهم من هو موكل بنزول الوحى من السماء كجبريل عليه السلام كما بين ربنا عز وجل فى سورة الشعراء {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ . وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ} [الشعراء: 192:195]، والذى به "أى بالوحى" تكون الخلافة في الأرض لكي يتعايش الناس في أمن وأمان وسلام وإسلام ماداموا على تطبيق شرع الله، أما إذا خالفوا شرع الله فسدوا وأفسدوا وقتلوا وقُتِلوا ونهبوا وانتهبوا إلى غير ذلك من المفاسد المهلكة، ومنهم من هو موكل بقبض الأرواح كملك الموت وأعوانه على ذلك كما في قوله تعالى في سورة الأنبياء: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35]، ومنهم من هو خازن للجنة ومن معه من الملائكة الكرام الذين يستقبلون المؤمنين الصالحين عند دخولهم الجنة : قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر:73]، ومنهم من هو خازن للنار كمالك وأعوانه الذين يقومون بتعذيب العصاة المذنبين {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77].
من هنا يتضح أهمية إعلام الملائكة بهذا الإنسان معمر هذا الكون وكان ولابد من بيان فضله وميزته حتى تقوم الملائكة بواجباتها طواعية لله عز وجل، ورضا واعترافا منها بعلمه وفضله الذي امتن به على آدم عليه السلام، وهذا يتضح من فعلها عندما أمرهم الله أن يسجدوا لآدم عليه السلام فسجدوا إلا ابليس المعاند المكابر أبى واستكبر.
9- من هنا يتضح الهدف من قصة خلق آدم عليه السلام أما تفاصيل وكيفية الخلق فقد وردت فيها آيات كثيرة مذكورة في أكثر من سورة ونبينها للرد على الذين يشكِكُون في القرآن وأنه فيه آيات تتعارض مع بعضها البعض مثل الآيات التى وردت في خلق الإنسان، وحتى لا يقول مدع أن آدم عليه السلام مخلوق من تراب أم من طين أم من طين لازب أم من حمأ مسنون أم من صلصال كالفخار ؟ وهو لا يدرى أن التراب إذا مزج بالماء يكون طينا فإذا ما ترك فترة من الأيام يكون طينا لازبا أى ذو لزوجة، فإذا ترك فترة أخرى يكون حمأ مسنونا أي له رائحة بعد تخمره ثم إذا ترك فترة أخرى يجف منه بعض الماء فيكون صلصالا كالفخار بعد تشكله اشكالا كالأوانى الفخارية.
10- أن الملائكة استجابوا لأمر الله بالسجود لآدم عليه السلام بعد تسويته ونفخ الروح فيه.
11- أما ابليس اللعين عليه لعنة الله في كل زمان ومكان، ناصب آدم عليه السلام العداوة والبغضاء ورفض السجود له وهذا ما بينه الله عز وجل فى قوله: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:34]، وبين الله عز وجل عداوة إبليس لآدم وزوجه حواء عليهما السلام لقوله تعالى {فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}[طه:117].
12- ومع هذا البيان الساطع لآدم وزوجه إلا أنهما عصيا الله عز وجل بأكلهما من الشجرة التى نهاهما ربهما عن الأكل منها وهذا بعد وسوسة الشيطان لهما وقسمه لهما أنه لهما لمن الناصحين قال الله تعالى: {وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ . فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ . وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ . فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ . قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ . قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ . قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} [الأعراف: 19:25]
13- وبين الله عز وجل أنه عهد إلى آدم عليه السلام أن لا يجوع في الجنة ولا يعرى، وأن لا يظمأ فيها ولا يضحى، وأن الشيطان له ولزوجه عدو فلا يخرجنهما من الجنة فيشقى وهذا هوالخلود الحقيقى قال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا . وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى . فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى . إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى . وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى . فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى . فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى . ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه:115:121]
14- أن الله تعالى بين لآدم وحواء أن إبليس عدوهما حتى في الأرض وأن السبب في هبوطهما من الجنة إلى الأرض هو معصية الله عز وجل بطاعة إبليس ووساوسه وأنهما يعودان إلى الجنة مرة أخرى بطاعتهما لله وعصيانهما لإبليس عليه لعنة الله فى كل مكان وزمان قال الله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى . وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه:123:126]
15- لابد وأن نعلم أن المعصية تخفض صاحبها كما حدث مع آدم وحواء عليهما السلام فبسبب المعصية أهبطا من الجنة إلى الأرض، والتوبة والطاعة ترفع صاحبها لأعلى عليين وهذا ما وعد الله عز وجل به عباده.
16- وبعد أن بين الله عز وجل عداوة إبليس لآدم وحواء عليهما السلام كان من رحمتة سبحانه وتعالى التبيين أيضا لذرية آدم وحواء أن الشيطان عدوا لهم لكى يحذروه إلى أن تقوم الساعة قال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ . وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ . وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} [يس:60:61]
17- بين ربنا عز وجل أن المهتدى هو الذى يتبع طريق الرسل وهو طريق الهدى وأن الخاسر هو الذى يتبع الشيطان وهو طريق الضلال قال تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى . وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه: 123: 127].
18- من هذا السرد البيانى يتضح أن الله عز وجل نصح أبو البشر آدم عليه السلام وزوجه أمنا حواء عليها السلام، كما أنه سبحانه وتعالى بالغ فى النصح لذريتهما من بعدهما من عداوة هذا الشيطان اللعين، وحذرهم من وساوسه. بل إن من رحمته عز وجل أرسل الرسل وأنزل معهم الكتاب والحكمة ليكونوا هداية للبشر إلى رب العالمين وحتى لا يتركهم فريسة للشيطان الرجيم قال تعالى فى سورة آل عمران: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ . فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 81:82].
19- يتبين من هذا كله ميزة آدم وحواء وذريتهما من بعدهما على الجن والملائكة بفضيلة العلم الذى استودعه الله فيهم جميعا، وبيان رحمة الله عز وجل بآدم وحواء وذريتهما من بعدهما بالتحذير من الشيطان الرجيم ورحمته أيضا بإرسال الرسال وإنزال الكتاب والحكمة عليهم ليدلوا الناس إلى طريق رب العالمين.