مهدي الضلالة المُنتظَر.. لماذا يُنتظَر؟!
عبد العزيز مصطفى كامل
صار معلوماً أن مئات ملايين الشيعة في أنحاء العالم يعدُّون أنفسهم اليوم جيل (عصرالظهور) لمهديهم المنتظر، ويرون دولتهم إيران - كما مر في المقال السابق - طلائع (المُمَهدين) له حتى يظهر، وأنهم جنوده وأنصاره حين يظهر، فماذا ينتظرون من خروجه؟، ولأي شيءٍ يمهدون حتى يتم خروجه؟!.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
صار معلوماً أن مئات ملايين الشيعة في أنحاء العالم يعدُّون أنفسهم اليوم جيل (عصرالظهور) لمهديهم المنتظر، ويرون دولتهم إيران - كما مر في المقال السابق - طلائع (المُمَهدين) له حتى يظهر، وأنهم جنوده وأنصاره حين يظهر، فماذا ينتظرون من خروجه؟، ولأي شيءٍ يمهدون حتى يتم خروجه؟!.
نترك مصادرهم الأصلية"المكذوبة"، ومروياتهم الحديثية "المفتراة"، ومراجعياتهم المذهبية "الضّالة" تجيب عن السؤال الضروري المشروع: ماذا ينتظرون؟ ولأي شيءٍ يُمهدون؟!
الجواب من أقولهم التي اخترعها أسلافهم، والتي يسعى لتنفيذها أحفادهم أنهم:
1- (ينتظرون) أن يجمعهم مهديهم مِن أنحاء العالم في دولةٍ ببقعة من الأرض لا مكان فيها لغيرهم؛ حيث يروي إمامهم المجلسي - المتوفى سنة 1110هـ - في كتابه (بحار الأنوار2/291.) وبإسناده عن أحد موالي الحسن بن علي أنه قال في قوله تعالى: {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا} [البقرة جزء من الآية: 148] " ذلك والله أنْ لو قدم قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان"...
2- (يؤمنون) بأن مهديهم سيحكم هذه الدولة بشريعة اليهود! فقد روى إمامهم (الكُليني) - المتوفى سنة 329 هـ - في كتابه (الكافي 1/355) - وهو يوازي البخاري عند أهل السنة - أن أبا عبد لله (جعفر بن محمد الصادق) قال:(إذا قام قائم آل محمد عليه السلام حكم بحكم داوود وسليمان ولا يسأل بينة)...
3- (يتربصون) لأن يُعْمِل مهديهم سيف القتل في العرب عامة، ومن تبقى من قريش خاصة، فقد روى إمامهم المجلسي في (بحار الأنوار 22/ 355)عن أبي عبد الله قال: (إذا خرج القائم لا يكون بينه وبين العرب وقريش إلا السيف) " ...
4- (يترقبون) أن يُحيي مهديهم الأموات بالمئات من قبيلة قريش التي يعتقدون أنها اعتدت على حق الإمامة وسدانة الكعبة؛ فيعيد المهدي قتلهم مرة أخرى! فقد روى إمامهم (المفيد) – المتوفى سنة 413 هـ في كتابه الإرشاد ص 383 وكذلك المجلسي في (بحار الأنوار52/349) عن أبي عبد الله: (إذا قام القائم من أمة محمد عليه السلام؛ أقام خمسمائة من قريش فيضرب أعناقهم، ثم خمسمائةٍ أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات)..وفي الغيبة للطوسي ص282 أن المهدي (يقتل سَدَنَة الكعبة من بني شيبة بعد أن يُقطِّع أياديهم)..
5- و(يتشوفون): أن يحول مهديهم بيت الله الحرام إلى أنقاض! وينقل الحَجَرالأسود إلى مسجد الكوفة؛ الذين يعدونه أقدس من الكعبة، كما جاء في كتاب الرجعة للأحسائي: ص 162 (إن المهدي ينقض البيت فلا يدع إلا القواعد) وفي بحار الأنوار (13/165) عن أبي عبد الله قال : (يا أهل الكوفة..لا تذهب الأيام حتى يُنصب الحجر الأسود في مصلاكم ) ..
6- (يتحرَّقون) إلى تكسير بنيان مسجد المدينة، لإخراج الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ليحرقهما! ففي بحار الأنوار للمجلسي (13/ 386) عن أبي عبد الله أنه قال لأحد تلامذته: (تدري أول ما يبدأ به القائم عليه السلام؟ قال لا؛ قال: (يُخرج صنمين عظيمين فيحرقهما ويذريهما في الريح ويكسر المسجد)...
7- و(يتشوقون) إلى يوم ينتقم فيه مهديهم المزعوم من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقد جاء في كتاب (الإيقاظ من الهجعة ص 244) للحر العاملي المتوفى 1104سنة هـ، وكتاب ( الرجعة) ص 161 أن أبا جعفر قال: (أمَا لو قام قائمنا؛ لقد رُدَّت إليه الحُميراء – يعني عائشة - حتى يجلدها، وحتى ينتقم لأمه فاطمة)...
8- و(يتوقعون) أن يَحيا من الموت لمهديهم أقوام من الأخيار لينصروه، فالأحياء من الشيعة لن يكفوا لنصرته..! فقد روى إمامهم (المفيد) بإسناده في كتاب الإرشاد (2/386) عن عبد الله أنه قال: (يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً من قوم موسى، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون، وأبو دجانة الأنصاري والمقداد، ومالك الأشتر، فيكونون بين يديه أنصارا)...
9- و(يؤمنون) ويعتقدون- وربما يُعدون - على طريقة اليهود والنصارى الإنجيليين - لحرب عالمية.. أو(هَرمَجِدُّون شيعية) لابد تنشب قبل مجيئء مهديهم؛ يهلك فيها ثُلثا العالم، ولايبقى بعد انتصاره إلا أنصارُه! فقد روى إمامهم (الطوسي) المتوفي 460سنة هـ في كتاب (الغيبة - ص 206) عن أبي عبد الله قال (لا يكون هذا الأمر حتى يهلك ثُلثا الناس، فقيل له: " فإذا ذهب ثُلثا الناس فمن يبقى؟ قال: أما ترضون أن تكونوا الثُلُث الباقي "؟!!
سيقول من يُطالع هذه التُرَّهات والخُزعبلات: هذه أساطيرٌ وهميةٌ، وخرافاتٌ تاريخية ...
ونقول: نعم، ولكنها أساطير تسندها الأساطيل، وخرافاتٌ مدججةٌ بالطائرات والدبابات وسائر التسليحات، ولاتزال أجيالٌ منهم في واقع الحال - لا الخيال - منذ أكثر من ألف عام تهتف لأجل هذه الخرافات بكل همجية وسُعار: (يالَثَارات الحُسين)! وللملائكة ينسبون هذا الشعار..فمن لهؤلاء التتار.. ؟!