من رسائل حماس، والزوّاري
مدحت القصراوي
الأزكى والأجدى مَن يعمل صامتًا فيصنع فجرًا، ويصوغ صُبحًا، وينسج النور نسجًا، ويغزله على يديه ويهديه لأمته ولو دفع عمره مهرًا لعرس عِزها.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
1) يمكن لما هو أقل من حجم الدولة من المنظمات المقاومة والمجاهدة في سبيل التحرير أو الخروج من حالة الإستبداد أن تمتلك من القوة وأن تقطع أشواطًا في ردم الفجوة مع الغرب، وتقطع قدرًا من امتلاك العلم والتكنولوجيا، فحماس تمتلك طائراتٍ بدون طيار وكانت على وشك أن تنفذ برنامجًا لتصنيع وامتلاك غواصاتٍ يُتحكم فيها عن بعد على غِرار الطائرات، أيًّا كان مستوى إخراجها.
2) أن غزة ترسل رسائل مُفحِمة ومُخجِلة للمُتخاذلين وسائقي التبريرات للخضوع للعدو الصهينوني أو الأمريكي سواءً في الملف السياسي ومواجهة التقلبات الهائلة للإقليم، أو امتلاك القوة والمرونة ومنازلة العدو، ومرونة تلقي الصدمات، وقطع أشواطٍ في كل مرحلة، وعدم الوقوف فضلًا عن التأخر.
3) أن غزة بجغرافيتها المكشوفة ومورادها القاحلة وعدد سُكانها المتواضع جِدًا تبعث رسائل إهانةٍ للأنظمة الثقيلة الحجم والشعوب المُكدسة والجغرافيا الكبيرة، وتوضح أن قرار الانبطاح فيه غرض!
4) رسالة الزوّاري أن العابد في المحراب يقابله المجاهد في الميدان، وقد يكون أزكى، بل هو كذلك.
5) وأن المحراب تؤدى فيه الفريضة ولا يركن فيه المؤمن بل يخرج ليصحح الأوضاع وينازل الباطل.
6) وأن ترتيل القرآن والدموع في المحاريب ليس أزكى ما يُقَدم بل قد تكون حماية الدين ورفض استباحته وحماية الأعراض وقهر الباطل ليزرع بعده آلاف وآلاف المحاريب هو أزكى وأسعد، وأن السبيل إلى ذلك قد يكون أي علمٍ تكنولوجيٍ في أي مجال.
7) وأن القابع في المحراب يحتاج للمجاهد ليحميه ويحمي عِرضه ويؤمن له محرابه.
8) وأن العلم الجاد والصامت والدؤوب أزكى من الفضائيات والشُهرة، الأزكى والأجدى مَن يعمل صامتًا فيصنع فجرًا، ويصوغ صُبحًا، وينسج النور نسجًا، ويغزله على يديه ويهديه لأمته ولو دفع عمره مهرًا لعرس عِزها.
9) أن وقع الخطوات على الأرض وتغيير الواقع أفضل وأزكى من الطنطنة والصراعات الجانبية والخلاف العقيم في المحل.
10) مضى الزوّاري إلى ربه، ولن تنساه أُمَته، وتمضي حماس تسير بين ألغامٍ وأشواك، وأنذالٍ وجحود، وتآمرٍ وتبجح، وعيب القريب ولمز الصديق وفُجر العدو، فاللهم احمهم واحفظهم وسددهم وأرشدهم، واحفظهم من ضلالات الطريق وشِباك الثعالب.