خطر الانغلاق الفكري ...أنه يُضعف التعلم ويمنع الإدراك
عبد المنعم منيب
من المستحيلات أن أي أحدٍ يتعلم شيئاً إذا تعامل بـ"عقدٍ نفسية/فكرية" مسبقة.
- التصنيفات: تربية النفس - الواقع المعاصر -
من المستحيلات أن أي أحدٍ يتعلم شيئاً إذا تعامل بـ"عقدٍ نفسية/فكرية" مسبقة لأن هذه "العقد" تُدخله في حالةٍ من الانغلاق العقلي بتكبيلها العقل عن إدراك الكثير من الحقائق والمعلومات المهمة وهذا ما يطلق عليه أحيانًا الانغلاق الفكري..
فمثلًا التيار الإسلامي المميع والمنبطح استغل قواعد (تقدير المصالح والمفاسد وموازنتها - تقدير المآل- مقاصد التشريع-...إلخ) فهذا يدفعنا لأن نُلغي هذه القواعد الفقهية والأصولية المتفق عليها عند علماء السلف عشان المميعة والمنبطحين استخدموها..
ثم الغلاة استخدموا أحكام (الولاء والبراء- تجريد التوحيد- حرمة البدع في الدين - توحيد الألوهية-...إلخ) لتبرير غُلُوِهم فنحن نُلغي هذه الأحكام الأساسية أو نحذر منها أو لا نتعلمها لأنهم استخدموها.
ثم هناك متهورون وأغرار استخدموا أحكامًا مثل: (باب الجهاد كله في الفقه- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - الحسبة-... إلخ) فنلغيها أيضًا لأنها مستخدمة منهم، فبعد هذا كله ماذا يبقى لنا من الإسلام والحكمة؟؟
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل مجموعةً من صحابته للتعلم من غير المسلمين صناعة المنجنيق بجنوب الشام، وكَلف أحد صحابته بتعلم السريانية وطبعًا تعلمها من اليهود، كما قال صلى الله عليه واله وسلم: «لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم» (رواه مسلم: 1442) (وأحمد ومالك وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم)، فاستشهد بفعلهم في أمرٍ يتعلق بالصحة ولم يقل "لا .. هؤلاء كفارٌ كيف نتعلم منهم أو نستفيد من تجربتهم" كما يفعل جُل الإسلاميين الآن تقول له تعلم من التجربة السياسية أو الاستراتيجية أو الاقتصادية أو الصناعية من فُلان أو الجهة الفلانية فيقول لك: لا هؤلاء كفار أو شيعة أو اشتراكيون أو ليبراليون.. إلخ .. أتتساهل في العقيدة .. أتتناسى العقيدة؟؟؟
سبحان الله هل أنا قلت لك تعلم منهم عقيدتهم أنا أطالبك بتعلم ما تميزوا به من تجاربٍ دنيوية وليس تعلم عقيدتهم، وكأن هؤلاء الرافضين أعرف وأحرص على العقيدة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الشواهد التى ذكرناها آنفًا والتي يوجد مثلها عشرات المواقف الواردة بأحاديث صحيحة كثيرة، ومنها أن دليله بالهجرة كان مشركًا وأنه باع واشترى واستعار من وثنيين ويهود ونصارى بما في ذلك السلاح.