في المشهد: هود وعاد

أبو الهيثم محمد درويش

مشهد آخر وفصل جديد من فصول دعوة الأنبياء وسنة من سنن الله التي لا تتبدل.

  • التصنيفات: القرآن وعلومه - التفسير -

مشهد آخر وفصل جديد من فصول دعوة الأنبياء وسنة من سنن الله التي لا تتبدل.

هود يدعو قومه ويبلغهم رسالة ربه فآمن منهم من آمن وأما الغالبية فاغتروا بقوتهم {وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً}[فصلت:15].

فكان الرد أنكم إن استغفرتم ربكم وعدتم إليه وأنبتم سيزدكم قوة إلى قوتكم فالإيمان زيادة في القوة وبركة في الرزق ونعيم في الآخرة وذكر حسن مبارك في الدنيا وبعد الوفاة. فلماذا الإصرار على صفة العناد والإجرام؟!

فكان الجواب الفوري: لن ترك أوثاننا المعبودة وفي الغالب أصابتك آلهتنا بسوء بسبب كفرك بهم ....

جواب لا يخرج إلا من قلب أغلق على الكفر وكساه الران.

فما كان منه إلا إعلان البراءة من شركهم والاستعلاء بإيمانه حين أعلن  توكله على الله وحده وتحداهم أن يمسوه بأي أذى.

فلما استكمل هود كل أسباب هدايتهم ولما استقر حالهم على استمرار الكبر والعناد كان رد السماء حاسماً بهلاكهم ونجاة هود وأتباعه... سنة من سنن الله.. فهل من معتبر؟

{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ؛ يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ؛ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ؛ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ؛ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ؛ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ؛ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ؛ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ؛ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ؛ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ؛ وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ} [هود:50-60]

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام