البلايا ضيوف - طاعةٌ عمياء

ممدوح إسماعيل

الجماعة المُسلمة فيها تربية الرجال وحُرية الرأي والنقاش، بدون خروجٍ على الثوابت القطعية الدلالة القرآن والسُنة واجماع الصحابة فكانت شخصيات الصحابة كلهم رجالٌ متنوعي الفكر والرأي والاجتهاد في حدود القرآن والسُنة، ولكنهم في الجهاد كانوا على قلب رجلٍ واحد سمعًا وطاعة.

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -

1
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله :
البلايا ضيوف فأحسن قراها، حتى تَرحل إلى بلادِ الجزاء مادِحةً لا قادِحة، فلولا البَلايا ..لوردنا القيامة مفاليس
(اللهم عافيتك هي أوسع لنا، ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفنا مسلمين)

2

السّمع والطّاعة وضَعف الشخصية الإسلامية، خَلطت كثيرًا من الجماعات بين الجماعة المُسلمة وبين التنظيم العسكري ففرضت على اتباعها السمع والطاعة!!.....مستخدمةً أدلةً في غير موضعها!!!.
فالجماعة المُسلمة فيها تربية الرجال وحُرية الرأي والنقاش، بدون خروجٍ على الثوابت القطعية الدلالة القرآن والسُنة واجماع الصحابة فكانت شخصيات الصحابة كلهم رجالٌ متنوعي الفكر والرأي والاجتهاد في حدود القرآن والسُنة، ولكنهم في الجهاد كانوا على قلب رجلٍ واحد سمعًا وطاعة.
لا تنوع ولاخلاف إلا شورى القادة في أسباب الحرب، ورغم ذلك سمعًا وطاعةً لقرار القائد وحده في المعركة
ولكن الجماعات فرضت التنظيم العسكري على الجماعة، وأصبح رأي القائد والأمير والمُرشد، أو بصورةٍ مغلفةٍ قرار الجماعة....هو الواجب.

السمع والطاعة.....بدون مناقشة!!!!!!!
فَضَعُف الرأي وأصبح كثيرٌ من أعضاء الجماعة عالةً على جماعتهم، لاظهور لمفكرين ولا مُنظربن ولاعلماء مجتهدين، ولا وضع للكفاءات في موضعها، وتسلق أصحاب نفاق السمع والطاعة سُلم الجماعة، ليحصلوا على مكانٍ ليسوا أهلًا له.
فَضَعُفت الجماعة دون أن تدري، وضَعُفَت وتشوهت الشخصية الإسلامية، ومن المصيبة أن النظم الجمهورية الحديثة، تعمل بالقاعدة الإسلامية في حرية الشعب (الجماعة) في الفكر والرأي والاختلاف في حدود الدستور
وتضع للمؤسسة العسكرية نِظامًا خاصًا ليس فيه ما للشعب لخصوصية وضعهم، كتبت ذلك بعد ما رأيت شخصياتٍ إسلامية كبيرة، لاتستطيع أن تقول رأيًا وتتكلم بحرية...وتُعلن فًكرًا حُرًا بل تقول رأيين نعم ولا.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام