الخلاص في تحقيق الإخلاص ( 101-120 ) (6)
أيمن الشعبان
قضيةٍ عظيمة وموضوعٍ نحتاج إليه بعدد أنفاسنا، هو "تحقيق الإخلاص" لله سبحانه وتعالى، في جميع أقوالنا وأعمالنا واعتقاداتنا
- التصنيفات: موضوعات متنوعة - ترجمة معاني القرآن الكريم -
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
آياتٌ قرآنيةٌ وأحاديث صحيحة.. أقوالٌ ومواقف فريدة.. لطائف ونفائس نافعة.. عِبرٌ ومواعظ مهمة؛ جمعتها في قضيةٍ عظيمة وموضوعٍ نحتاج إليه بعدد أنفاسنا، هو "تحقيق الإخلاص" لله سبحانه وتعالى، في جميع أقوالنا وأعمالنا واعتقاداتنا، لأن العبد مهما بذل واجتهد وتعب وأدى الفرائض والطاعات وجميع العبادات، فإنه لا يحصل على الأجر إلا إذا حقق الإخلاص لله سبحانه وتعالى في عمله، وأن يكون وفق ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام.
فالقضية جِدُّ مهمة فلا نجاة إلا بتحقيق الإخلاص، وما هَلك مَن هَلك إلا بالشرك أو الرياء وحب الثناء والمحمدة، وعليه أحببت التذكير بهذه الوقفات لتكون عونًا لنا ودليلًا وواعظًا ومذكرًا لتحقيق الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وأن نتعاهد النية دائمًا ونُحَسِّن الطوية، علَّنا ننال مرضاة الله عز وجل ونحظى بقبول الطاعات، فلا خلاص إلا بتحقيق الإخلاص.
101- قَالَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: مَنْ لَمْ يَكُنْ صَادِقًا فَلَا يَتَعَنَّ.[1]
102- الإخلاص: هو مراد الله من عمل الخلائق، وهو الدين الذي لا يقبل الله دينا سواه.
103- قال عمر بن عبد العزيز: إِنِّي لِأَدَعُ كَثِيرًا مِنَ الْكَلَامِ مَخَافَةَ الْمُبَاهَاةِ.[2]
104- قال الفضيل في قوله سبحانه: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود جزء من الآية: 7]، قَالَ: أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ خَالِصًا ولَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا وَالْخَالِصُ إِذَا كَانَ لِلَّهِ وَالصَّوَابُ إِذَا كَانَ عَلَى السُّنَّةِ.[3]
105- قَالَ يعقوب المكفوف: الْمُخْلِصُ مَنْ يَكْتُمُ حَسَنَاتِهِ كما يكتم سيئاته.[4]
106- قال مصطفى السباعي: لا تحتقر عملاً قدمته بنية خالصة؛ فالقليل مع الإخلاص كثير، والكثير مع الرياء قليل، والمحاسب الخبير لا تعجبه كثرة الدنانير، وإنما تعجبه جودتها.[5]
107- قال ابن الجوزي: الإخلاصُ مِسكٌ مصونٌ في القلب، ينبِّه ريحُه على حامله.[6]
108- قال سبحانه: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } [البقرة جزء من الآية:196]، فيه الأمر بإخلاصهما لله تعالى.[7]
109- قال يحيى بن معاذ: مَنْ أَشْخَصَ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ انْفَتَحَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ وَجَرَتْ عَلَى لِسَانِهِ.[8]
110- قال سبحانه: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا} [النساء جزء من الآية:35]، فإذا خَلَصَت نية الحَكَمين، وقصدا - بصدق - إلى التوفيق بين الزوجين، وفقهما الله سبحانه، إِلى إزالة أسباب الخلاف والشقاق، وأعانهما على إِعادة الحياة الزوجية، نقية من مكدراتها صافية من منغصاتها، لأنه - مع إِخلاص النية وصدق الطوية - يكون توفيق الله.[9]
111- قَالَ أَبُو حَازِمٍ: اكْتُمْ حَسَنَاتِكَ أَشَدَّ مِمَّا تَكْتُمُ سَيِّئَاتِكَ.[10]
112- قال سبحانه {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء جزء من الآية:35]، ومن ذلك الذي يعلمه ولا يخفى عليه - نيةُ الحَكَمين، وما تنطوي عليه سرائرهما من رغبة في التوفيق أو الإفساد والتفريق. وفي ذلك ترغيب من الله تعالى، لمن حسنت نيته، وصفت سريرته، وترهيب لمن ساءت نيته، وانطوت على غشِّ سريرته.[11]
113- قال سبحانه: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء جزء من الآية:114] ، وَالْمَعْنَى أَنَّ هَذِهِ الْأَقْسَامَ الثَّلَاثَةَ مِنَ الطَّاعَاتِ وَإِنْ كَانَتْ فِي غَايَةِ الشَّرَفِ وَالْجَلَالَةِ إِلَّا أَنَّ الْإِنْسَانَ إِنَّمَا يَنْتَفِعُ بِهَا إِذَا أَتَى بِهَا لِوَجْهِ اللَّه وَلِطَلَبِ مَرْضَاتِهِ، فَأَمَّا إِذَا أَتَى بِهَا لِلرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ انْقَلَبَتِ الْقَضِيَّةُ فَصَارَتْ مَنْ أَعْظَمِ الْمَفَاسِدِ.[12]
114- قال تعالى: {لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران جزء من الآية:174] ، لم يصبهم قتلٌ ولا جراح. وصفهم بأنه حصل لهم الملائم ولم يحصل لهم المنافي وهذه غاية المطلب ونهاية الأماني، وإن ذلك ثمرة الإخلاص والتوكل على الله سبحانه وتعالى.[13]
115- قال عيسى بن مسكين: الحسن النية يصحبه التوفيق.[14]
116- قال إبراهيم النخعي: مَنِ ابْتَغَى شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ آتَاهُ اللهُ مِنْهُ مَا يَكْفِيهِ.[15]
117- قيل: الإخلاص دوام المراقبة ونسيان الحظوظ كلها.[16]
118- قال تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [ النساء جزء من الآية:114]، وهذه الآية من أعظم الدلائل على أن المطلوب من أعمال الظاهر رعاية أحوال القلب في إخلاص النية، وتصفية الداعية عن الالتفات إلى غرض دنيوي، فإن كان رياء انقلبت فصارت من أعظم المفاسد.[17]
119- قال أبو داود الطيالسي: ينبغي للعالِم إذا حرَّر كتابه أن يكون قصدُه بذلك نُصرةَ الدين، لا مدحه بين الأقران لحسن التأليف![18]
120- قال أبو سليمان الداراني: طوبى لمن صحت له خطوة واحدة لا يريد بها إلا الله تعالى.[19]
20/1/2017م
[1] حلية الأولياء (2/360).
[2] الزهد لأحمد بن حنبل ص244.
[3] حلية الأولياء (8/95).
[4] إحياء علوم الدين (4/378).
[5] هكذا علمتني الحياة ص245.
[6] اليواقيت الجوزية.
[7] تفسير السعدي ص90.
[8] حلية الأولياء (10/52).
[9] التفسير الوسيط (2/809).
[10] حلية الأولياء (3/239).
[11] التفسير الوسيط (2/809).
[12] مفاتيح الغيب للفخر الرازي (11/218).
[13] تفسير النيسابوري (2/311).
[14] ترتيب المدارك (4/349).
[15] حلية الأولياء (4/228).
[16] إحياء علوم الدين(4/382).
[17] نظم الدرر (5/401).
[18] تنبيه المغترين للشعراني.
[19] إحياء علوم الدين (4/378).