موقف العرب من قضية الأحواز

لا زالت معظم الدول العربية تقدم قدم وتؤخر أخرى في دعم قضية الأحواز المحتلة من قبل إيران.

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -

لا زالت معظم الدول العربية تقدم قدم وتؤخر أخرى في دعم قضية الأحواز المحتلة من قبل إيران، ولا زال الدعم المقدم لهذه القضية الهامة دون المستوى المطلوب رغم ما يعاني منه الشعب الأحوازي العربي من ظلم واضطهاد وقمع على أيدي الاحتلال الفارسي.

كل يوم تنقل لنا الأخبار القادمة من الأحواز معلومات عن مداهمات واعتقالات للعشرات من أبناء الأحواز تحت ذرائع وحجج واهية حيث يتم إلقاؤهم في المعتقلات لشهور أو لسنوات دون محاكمات وإذا قُدّموا للمحاكمة تكون صورية من أجل إنزال أشد العقوبة بهم والتي تصل في أحيان كثيرة للإعدام.

بعض الدول العربية تخشى من ردود الفعل الإيرانية تجاه أي دعم للقضية الأحوازية حيث تعتبر إيران هذا الأمر نوعًا من التدخل في شؤونها الداخلية وعندما استقبلت إحدى الدول العربية مؤتمرًا أخيرًا للأحواز شنت تجاهها طهران هجومًا عنيفًا فما كان من هذه الدولة إلا أن نفضت يدها من المؤتمر، رغم أن إيران تتدخل يوميًا في شؤون الدول العربية كما هو حاصل في اليمن ولبنان والعراق والبحرين، وتصدر تصريحات طائفية تؤجج النيران فيها وإذا ما اعترضت الدول العربية تتجاهل إيران الموضوع وتتحايل للإستمرار في التدخل مهما بلغ الأمر من تصعيد لمجلس الأمن أو للأمم المتحدة، على الرغم من أن هذ الدول التي تتدخل إيران في شؤونها ليست محتلة لأي دولة أخرى مثلما هو الحال في الأحواز التي تحتلها إيران.

الأحوازيون ناشدوا الدول العربية كثيرًا للوقوف بجانبهم تجاه الظلم الواقع عليهم من المحتل الفارسي الذي يريد إزالة لغتهم وهويتهم ويصادر أراضيهم لمصلحة بناء مستوطنات فارسية على شاكلة الإحتلال الصهيوني في فلسطين بل إن الأمر وصل لمحاولة نقل الأنهار الأحوازية لإيران للقضاء على الزراعة في الأحواز وتعطيش أهلها ومع ذلك لم نجد حتى الآن الصدى المتوقع لهذه المناشدات على المستوى الرسمي.

صحيح أن بعض المنظمات الغير حكومية في الدول العربية وبعض وسائل الإعلام فيها التفتت مؤخرًا لأهمية قضية الأحواز ولكن على المستوى الرسمي لا زال التجاوب بعيدًا عن المأمول... قضية الأحواز بقدر أهميتها لأهلها هي قضية هامة للدول العربية لأن أهلها يعتزون بعروبتهم ويخرجون باللباس العربي للتعبير عن هويتهم رغم المحاولات الفارسية لإزالة هذه الهوية وهم ينتظرون اليوم الذي ينضمون فيه كدولة مستقلة للجامعة العربية والتخلص من الإحتلال الفارسي.

وكانت الأحواز قد شهدت العديد من الفعاليات والثورات على الإحتلال والتي كانت دومًا تقابل بالقمع والشدة من قبل الأمن الإيراني دون أن يجد الأحوازيون ظهيرًا قويًا يدافع عن قضيتهم رغم وضوح معالمها وخطورة المخططات الإيرانية على المنطقة واستغلالها لثروات الأحواز في تنفيذ هذه المخططات. وفي هذا يقول حبيب جبر، رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز: "الإيرانيون تجاوزوا في أطماعهم للسيطرة على الوطن العربي مرحلة التخطيط، وهم الآن في مرحلة قطف ثمار عملهم طوال العقود الثلاثة الماضية، وهو ما تعكسه تصريحات مسؤوليهم السياسيين والعسكريين في السنوات الأخيرة".

ورأى جبر أن معظم المراقبين والمتابعين للشأن الإيراني أخطأوا في تقديرهم وتحليلهم للإستراتيجية الإيرانية في إنشاء المليشيات والأذرع، عبر استغلال الأقليات الشيعية في العالم العربي. إذ إن التصور العام لديهم اعتقد بعمل الإيرانيين على درء المخاطر التي ربما قد تواجههم مستقبلًا، وهو ما دفعهم لتدشين تلك المليشيات؛ غير أن الوقائع على الأرض بعد احتلال العراق في 2003 كشفت زيف هذا التصور، وأظهر حقيقة المشروع الإيراني الذي يعتمد على العقيدة الشيعية كركن أساسي في خطته لإعادة المجد الفارسي المندثر، وهو ما لا يتحقق إلى بتمزيق الأمة العربية على أسس طائفية وإسقاط الحكومات الوطنية.

وأوضح أنه "على هذا الصعيد ساهمت عدة عوامل في إنجاح المخطط الفارسي، من أهمها الانقسام العربي في التعامل مع الخطر الإيراني نتيجة غياب مفهوم الأمن القومي العربي، فكل دولة تتصرف وفق مصالحها القطرية دون الأخذ بعين الإعتبار أن أي تهديد لأي دولة عربية سينعكس سلبًا في النهاية على الأمن القومي العربي برمته.

أيضًا هناك عامل غياب الإستراتيجية الفعالة والمؤثرة لدى الدول العربية التي تعد في الخط الأمامي لمواجهة المشروع الفارسي، إذ ما زالت تعمل من منطلق ردة الفعل، مما جعل تصديها للمخططات الإيرانية مرتبكًا وغير مجدٍ حتى الآن. كذلك ظهور المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة والتي من المعروف أنها مخترقة من الإيرانيين، مما منح التمدد الإيراني صبغة شرعية باعتباره معركة ضد الإرهاب بالنيابة عن العالم".

 

خالد مصطفى

23 ذو القعدة 1437