أصحاب الكهف 2
محمد علي يوسف
اتل..اصبر..قُل..لا تطع..ثلاث أوامر ونهيٌ واحد
- التصنيفات: قصص الأمم السابقة -
{فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} [الكهف: 11]، أعوامًا طويلة مرت، عشرات بل مئات السنوات مضت منذ أوى الفتية إلى الكهف، ما يزيد عن ثلاثة قرون قضاها أصحاب الكهف في سباتٍ عميق: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا}[الكهف: 25]
أجيالٌ رحلت وأجيالٌ أتت وممالك سقطت وأخرى قامت وهم في كهفهم لا يعملون شيئًا عن كل ما تموج به الدنيا من أحداث، ثم كانت العودة، فجأة عادت الحركة إلى أطرافهم والحيوية دبت من جديد في عروقهم، لقد بعثوا:
{ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} [الكهف: 12]، إنها الآية والكرامة تحدث وإن لم ينتبهوا لها بعد، لكن سرعان ما سيفعلوا، مجرد التعرف إلى ذلك الحال الجديد والهيئة التي صاروا إليها بعد مرور كل تلك السنوات على سباتهم سيجعلهم ينتبهون إلى حقيقة أن غفوتهم ربما لم تكن مجرد يومٍ أو بعض يوم، الأفضل إذن أن يرجعوا لعادتهم المنبثقة من عقيدتهم، عقيدة العبودية الكاملة والتسليم المطلق لله رب العالمين، سيتركوا الأمر هذه المرة أيضًا له...لربهم...وهو الأعلم بهم: {قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ} [الكهف جزء من الآية: 19].
ولعل أول ما شعر به أصحاب الكهف من مشاعر إنسانية بعد تلك النومة الطويلة كان الحاجة إلى الطعام، إنهم بشر، وإن المعجزة قد تمت وعادت خصائصهم البشرية للعمل من جديد، لكن هذه الغرائز الطبيعية لم تكن أبدا بمعزل عما لأجله ضحوا بكل شيء...دينهم: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} [الكهف جزء من الآية: 19]، إنهم يصرون رغم حاجتهم إلى الطعام على أن يكون هذا الطعام هو الأزكى...الأطهر...الأحلَّ!!!!!.
رغم أنهم كما رُوي كانوا من أبناء الأمراء والوزراء وعلية القوم إلا إنهم حين ابتغوا طعامًا لم يقولوا ائتنا بالأفخم أو الألذ طعمًا أو الأغلى ثمنًا، بل طلبوا الأزكى.
قال ابن عباس: أزكى أي أحل ذبيحة؛ لأن أهل بلدهم كانوا يذبحون على اسم الصنم، وكان فيهم قوم يخفون إيمانهم.
وقيل: {أَزْكَى طَعَامًا} [الكهف جزء من الآية: 19]، أي أكثر بركة، لم تحملهم غرائزهم أو يدفعهم جوعهم أو تضطرهم شهوتهم إلى نسيان حقيقتهم، إنهم فتية آمنوا بربهم، إنهم قوم أصحاب عقيدةٍ ودين، قوم يتحرون الحلال في كل شيء ويقصدون إلى الأطهر من كل شيء ويعمدون إلى الأزكى بين كل شيء، قوم يحركهم الدين ويضبط حركتهم الشرع، وحتى في أحلك المواقف وأصعب الأحوال يظل المقام محفوظًا، مقام لا يتقدم عليه شيء ولا يعلو فوقه شيء، مقام الدين والشرع والعقيدة، ولقد تكرر لفظ "أعلم" مرات أربع في سورة الكهف كلها وردت في شأن أصحاب الكهف، في شأن المدة التي قضوها في الكهف وفي شأن عدتهم وفي شأن خبرهم بشكلٍ عام:
{قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ}[الكهف جزء من الآية: 19] ، {رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ} [الكهف جزء من الآية: 21]، {قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ} [الكهف جزء من الآية: 22]، {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} [الكهف جزء من الآية: 26].
هذا التكرار لذكر علم الله المطلق بعد كل جدل في شأن أصحاب الكهف يرسخ لأصل مهم في شأن التعامل مع تلك الأمور الغيبية الخارقة للنواميس والمعجزة للعقل البشري، إنه التسليم والاعتراف بأن للعلم البشري حدوده التي لا يستطيع تخطيها وأن علم الله هو الأوسع والأعظم وهو الذي ينبغي أن يرجع إليه الأمر حين تحار العقول وتقصر الأفهام ويصير الأمر إلى مراء لا طائل من ورائه: {فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف جزء من الآية: 22]، إن سياق الآيات يوجه الأذهان إلى الاعتناء بما ينفع وما ينبني عليه عمل وهذا ما فعله أصحاب الكهف بعد أن عجزوا عن تحديد مدة مكثهم، لقد أوقفوا الجدل فيما لم تبلغه عقولهم ولم تدركه علومهم وأعلنوا هذا الأصل الذي نتحدث عنه فقالوا: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ} [الكهف جزء من الآية: 19]، ثم توجهوا لما ينفعهم ويصلح واقعهم: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} [الكهف جزء من الآية: 19]، إنها الواقعية والعملية في واحدةٍ من أوضح صورها
واقعية منبثقة من عقيدة هادئة مطمئنة تغني العقول عن الانصراف إلى الترف الفكري القائم على المراء فيما لا ينفع ولا ينبني عليه عمل.
وإن سورة الكهف قد احتشدت بنماذج لمن ثبتوا في مواجهة أعتى فتن الدنيا، ففيها فتنة المال في قصة صاحب الجنتين وصاحبه المؤمن الذي لم يتأثر بتلك الفتنة، وفيها فتنة العلم في قصة موسى والخضر والتحذير المتضمن من الاغترار بهاتين الفتنتين والاستعلاء بسببهما، ثم فتنة القوة والسلطان والتمكين في الأرض في قصة ذي القرنين، لكن ثمة فتنة أخرى كانت هي الأهم والأخطر وهي التي سميت السورة باسم من تعرضوا لها إنها فتنة المرء في نفسه وأمنه، فتنة التهديد والقمع ليذر الإنسان مبادئه ويتنازل عن الحق الذي يحمله فتنة {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف: 20].
إما أن يرجعوا عن الحق ويعودوا إلى الباطل وإما الرجم
ألا يوجد خيار آخر؟!، الإجابة لدى أهل الباطل دومًا واحدة: لا..
لا يوجد إلا هذين الخيارين: العودة إلى الباطل أو القمع، تلك هي فقط بضاعتهم وذلك هو ما يملكون.. وحسب
قالها الملأ لشعيب عليه السلام:
{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} [ اﻷعراف: 88]
وقالها فرعون لموسى عليه السلام:
{قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [الشعراء: 29]
وقالها قوم لوط عليه السلام حين أصر ذلك الأخير على الطهر والبعد عن دنس القوم وفحشهم:
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [سورة النمل: 56]
وكذا قيل لإبراهيم عليه السلام:
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ} [العنكبوت: 24]
وقالها الكافرون لجميع الرسل تقريبًا
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم: 13]
دوما خياران لا ثالث لهما: العودة لمثل حال المبطلين أو القمع بصوره المختلفة.
وإنها لفتنة ليست كأي فتنة، والثبات فيها لمن ثبته الله وربط على قلبه، تمامًا كما ربط على قلوبهم...قلوب أصحاب الكهف.
ولأن أبطال قصص سورة الكهف خصوصًا أصحاب الكهف قد ثبتوا أمام كل تلك الفتن وضربوا أروع الأمثلة في تفضيل مرضاة الله على فتن الدنيا ومغرياتها، فإن ذلك الثبات العظيم يناسب الفضل الذي روي لهذه السورة من حفظ الله لقارئها وعصمته من أشد وأخطر فتنة تشهدها البشرية وهي فتنة الدجال، ذلك لأن طريقة هذا المجرم في إضلال الخلق وفتنتهم لن تخرج عن الإبهار بدنياه وما أوتي من قوة وتمكين وما يعد أولياءه من ثواب زائف أو ما يتوعدهم به من عذاب خادع، لذا فإن من يعي ويدرك جيدًا أبعاد تلك الفتن المذكورة في السورة ويدرب نفسه على اتقائها فحري به أن يوقى فتنة الدجال إن أدركها، ومن باب أولى حري به أن يوقى ما هو أدنى من الفتن...فاللهم اعصمنا وثبتنا.
إن ما حدث لأصحاب الكهف هو بلا شك أمرٌ خارقٌ للطبيعة والناظر إلى توقيت نزول تلك الآيات منذ ما يزيد عن ألف وأربعمائة عام حيث لم يعرف حينها ما يعرف الآن من خيال الأدباء الخصيب الذي أغرق المكتبات بروايات السفر عبر الزمن وأطروحات الخيال العلمي التي لاقت قبولا حولها بعد ذلك لأفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية تتحدث عن تلك النظرية والتصور وتشحذ المخيلات لتصور مسافرين عبر الزمن من الماضي السحيق إلى الحاضر أو المستقبل وكيف ستكون ردة فعلهم حين يعاينوا تلك التغيرات التي طرأت على العالم من حولهم
حين نزلت سورة الكهف وقرأ المسلمون خبرهم لم تكن تلك الأطروحات قد راجت بل ربما لم تكن بعد قد خطرت على بال بشر، وإن هذا وجه من وجوه عظمة أحسن القصص...قصص القرآن.
إنها قصصٌ لا تخلو من المبهرات والعجائب التي تأسر الأذهان وتدهش العقول والأفهام: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} [الكهف: 9].
نعم والله كانوا من آيات الله عجبًا، وكذلك سائر القصص القرآني دائمًا كان يحوي عجبًا:
عجبًا في إحكامه، عجبًا في بيانه، عجبًا في تفاصيله، عجبًا في مآلاته وفوائده ولطائفه وأحداثه، لكن للأسف أكثر الناس يستبدلون الذي هو أدنى بالله هو خير، ثم تأتي في النهاية خارطة طريق الثبات:
اتل..اصبر..قُل..لا تطع..ثلاث أوامر ونهي واحد
أتى ذكر تلك الأوامر والنهي تعقيبًا على قصة أصحاب الكهف وثباتهم المبهر، إن هذه التوجيهات الأربع تمثل خارطة طريق يبتغى من خلالها الوصول لمثل ثبات أصحاب الكهف:
- الارتباط بالوحي.
- الصبر على صحبة الخير.
- الحذر من الغافلين وضرورة مخالفة سبيلهم.
- قول الحق والصدع به بغض النظر عن الاستجابة من عدمها.
هذا هو ملخص هذه التوجيهات التي تمثل كما قلت خارطة طريق الثبات:
أولًا: الارتباط بالوحي
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} [الكهف: 27]
إن هذا الارتباط بتلاوة ما أوحى به الله إلى المصطفين من عباده يعد الحصانة الأولى من أي منهج باطل أو شبهة تؤثر في ثبات المرء وهذا ما ظهر واضحا في حجة أصحاب الكهف على شرك قومهم
{هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} [الكهف: 15].
إنهم دومًا كعادة المرتبطين بالوحي يطالبون به لإثبات أي دعوى ويدحضون به أي افتراءٍ كاذب، السلطان البين
وأين ذلك إلا في الوحي المنزل، إن قوما هذا شأنهم مع الوحي حري بهم ألا تذهب بهم شبهة وتأتي بهم أخرى
لا يذهب بهم ولا يأتي إلا البينة والدليل...الوحي.
ثانيًا: الصبر على صحبة الخير.
هذه الصحبة التي تعين المرء على الطريق وتهون عليه ما يعتري هذا الطريق من مصاعب ومشاق ونتوءات ومحن، إن صحبة الخير هي أحد أهم أسباب الثبات التي ينبغي أن تقدر بعظم قدرها وألا تهمل أهميتها، تلك الأهمية التي جعلت التوجيه لراعيتها يبدأ بلفظ عجيب....الصبر {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف جزء من الآية: 28]
وهل صحبة الأخيار تستلزم صبرًا؟ الجواب: نعم
إن اختلاف طبائع الخلق قد يورث شيئًا من النفور، وإن قومًا ليسوا معصومين قد يرتكبوا ما يزهد في صحبتهم
لكن إن كانوا حقا ممن يريدون وجه الله ويغلب عليهم الصلاح فينبغي ملازمتهم وهنا تبرز قيمة الصبر لتتخطى مصاعب الاختلاف وتذلل نوازع النفور، وليس الصبر وحسب بل لابد من الملازمة حتى بالنظر {وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف جزء من الآية: 28].
هكذا فعل أصحاب الكهف مع بعضهم البعض وهكذا ينبغي أن يكون التعامل مع صحبة الخير، بينما في المقابل لابد من الحذر من الفئة الأخرى...أهل الهوى والغفلة.
أولئك الذين صار أمرهم فرطًا فلا ينبغي التهاون معهم ولا التساهل في مجرد طاعتهم وهذا هو التوجيه الثالث
{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف جزء من الآية: 28].
أما التوجيه الرابع والأخير فهو القول: قول الحق والصدع به بغض النظر عن الاستجابة من عدمها
{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف جزء من الآية: 29].
قضية الداعي أو الصادع ليست في نجاحه أو فشله الذي يحدد لدى البعض بمعايير الاستجابة، الفكرة في القول نفسه، في الحق الذي هو قيمةٌ قائمة بذاتها بغض النظر عمن يعتنقها، وهذا أيضًا فعله أصحاب الكهف، قاموا وقالوا وصدعوا ونصحوا، ولم يستجب لهم.
فهل قلل ذلك من شأنهم أو أدنى درجاتهم؟ الجواب: لا
العبرة كانت بقولهم وفعلهم وليست في استجابة الناس لهم فهؤلاء الناس ليسوا أبدا مكرهين
{فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف جزء من الآية: 29].
لكن ماذا لو كانت الأخيرة: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف جزء من الآية: 29]؟.
الامر إذن ليس تخييرًا مفتوحًا بل ثمة مصير ومآل ينبغي أن يُتقى، وهذا أيضًا ما فعله أصحاب الكهف وحذروا منه قومهم ثم تحملوا النتيجة، وثبتوا، لأجل كل هذا ثبتوا.
وأنا وأنت أيضًا يمكننا ذلك، لكن بالاستجابة لما استجابوا إليه وطبقوه، الوحي والصحبة والصدع...خارطة طريق الثبات.
فاللهم ثبتنا وأعنا وقنا الفتن ما ظهر منها وما بطن