حالات الانحطاط البشري.. نموذجٌ متكرر
مدحت القصراوي
كلما نظرت في حال حشود اليوم فتذكر تلك الحشود في تلك الصورة في اليمامة حول (الرويجل الأخينس)، خسروا دنياهم قتلى ومن عاش فذليل، ومن مات مات مرتدًا يتبع كذابًا نصابًا محادٍّ لله تعالى أخرجهم من دينهم وعرّاهم من الخير فاستجابوا!
- التصنيفات: التاريخ الإسلامي - الواقع المعاصر -
حالات الانحطاط البشري.. نموذجٌ متكرر:
حينما ينحط الناس ولا يميزون من يتبعون حتى يهلكوا بالآلاف من أجل باطلٍ لا حقيقة له..
جاء في تاريخ الطبري عن ابن إسحاق قال: (لما فرغ المسلمون من مسيلمة أُتى خالد فأُخبر، فخرج بمجّاعة (خائن ارتد واتبع مسيلمة) يرسف معه في الحديد ليدله على مسيلمة، فجعل يكشف له القتلى حتى مر بمحكم بن الطفيل ـ وكان رجلًا جسيمًا وسيمًا ـ فلما رآه خالد، قال: هذا صاحبكم؟
قال: لا، هذا والله خيرٌ منه وأكرم..! هذا محكّم اليمامة.
قال: ثم مضى خالد يكشف له القتلى حتى دخل الحديقة، فقلب له القتلى، فإذا (رويجل أصيفر أخينس) فقال مجّاعة: هذا صاحبكم، قد فرغتم منه؛ فقال خالد لمجاعة: هذا صاحبكم الذي فعل بكم ما فعل؟
قال: قد كان ذلك يا خالد..). تاريخ الطبري (3/ 295)
(قصير، شديد الصفرة، أخنس الانف، مع التشبيه بحشرة القراد).
وجاء في البداية والنهاية: (قال سيف بن عمر: ثم مروا برويجل أصيفر أخينس، فقال: هذا صاحبكم. فقال خالد: قبحكم الله على اتباعكم هذا). (9/ 470)
كلما نظرت في حال حشود اليوم فتذكر تلك الحشود في تلك الصورة في اليمامة حول (الرويجل الأخينس)، خسروا دنياهم قتلى ومن عاش فذليل، ومن مات مات مرتدًا يتبع كذابًا نصابًا محادٍّ لله تعالى أخرجهم من دينهم وعرّاهم من الخير فاستجابوا!، فلما قُتل اكتشف من عاش أنه ذلك الأصيفر الأخينس..