سلطان مصر: الناصر محمد بن قلاوون
ممدوح إسماعيل
الناصر قلاوون هو من قاد معركة شقحب ضد التتار وانهزم فيها المغول، وانحسر الصليبيون
- التصنيفات: التاريخ الإسلامي -
سُلطان مصر الناصر محمد بن قلاوون......عاد للحكم بالقوة
تولى الحكم وهو صغير فاستولى العسكر المماليك على الحكم وعلى إدارة البلاد وعلى رأسهم بيبرس الجاشنكير وسلار، وجعلوه على الكرسي فقط لكن لايحكم، فانعزل في الكرك واضطهده المملوك جاشنكير بشدة ولكنه صبر وعاد لمصر بقوةٍ عسكرية، فلما عَلم الجاشنكير بقدومه بقوةٍ عسكرية هرب فقبض عليه الناصر وقتله.
وبيبرس الجاشنكير هو الذي سجن الإمام ابن تيمية في مصر ولما عاد الناصر قلاوون لحكم مصر خرج الناس فرحين لقدومه في الشوارع، وقد افرج عن ابن تيمية وعن كل السجناء ظُلمًا، والناصر قلاوون هو من قاد معركة شقحب ضد التتار وانهزم فيها المغول، وانحسر الصليبيون، وأرسل إليه ملك للصليبيين يطلب بيت المقدس فغضب الناصر غضبًا شديدًا وطرد الرسل قائلًا لهم لولا أن الرسل لاتقتل لقتلتكم.
وكانت فترة حكمه من أفضل فترات حكم مصر حيث اتسع مُلكه ووصل إلى المغرب العربي والسودان والجزيرة العربية والعراق والشام وأرمينيا وخطب وده كل حكام العالم، وزادت النهضة فيها وقضى على فتنة النصارى الموالين للصليبين في مصر.
أشاد بحكمه وعدله ابن بطوطة وابن إياس، ويذكر المقريزي أن الناصر :" كان فيه تؤدة، فإذا غضب على أحد من أمرائه أو كتابة أسر ذلك في نفسه، وتروى فيه مدة طويلة، وهو ينتظر له ذنباً يأخذه ". ويضيف: " حتى لا ينسب إلى ظلمٍ ولا حيف، فإنه كان يعظم عليه أن يذكر عنه أنه ظالم أو جائر أو فيه حيف " وقد أمر الناصر بمنع ضرب المتهمين وكان يحضر مجلس العدل يستمع لشكاوي الناس.
وقد بلغ عهده حد من الثراء الفاحش ولكنه كان مقتصدا فى ملابسه رغم كرمه الكبير على مماليكه والناس
حتى بلغ أن الأهالي كانوا يتسابقون أن يكون ابنهم من مماليك الناصر!!
في عام 718 هـ خرج الناصر محمد بـمحمل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة للحج. ودخل مكة بتواضع وذلة ولما دخل الحرم كنس مكان الطواف ومسحه بيده، ورفض أن يطوف راكباً قائلاً: " ومن أنا حتى أتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم والله لا أطوف إلا كما يطوف الناسن وأمر الحُجاب بألا يمنعوا الناس من الطواف معه، فصارالحجاج يزاحمونه وهو يزاحمهم كواحدٍ منهم في مدة طوافه وفي تقبيله الحجر الأسود. وغسل الكعبة بيده،
(أين حكام اليوم المتجبرين الظالمين من الناصر محمد ؟؟؟، رغم ملكه وثرائه مسح وكنس الكعبة والطواف بيده وحج بين الناس)
وبالغ في إكرام الحجاج وأحسن إلى أهل الحرمين، وأبطل المكوس من الحرمين وأكثر من الصدقات، وبعد قضاء مناسك الحج توجه إلى المدينة المنورة ودخلها ماشياً وهو حافي القدمين، ووزع الأموال على الفقراء والمحتاجين، وفي طريق عودته إلى مصر توقف في خليص ليعاين توصيل المياه إلى بركتها حيث كان وهو في مكة قد أمر بملئ بركتها بالماء وعين مال لذلك خدمة للحجيج الذين كانوا يجدون شدة من قلة الماء بها أثناء سفرهم، رحم الله الناصر محمد توفي عام 741هجري عن عمر 56عامًا، لقبه أبو المعالي وأبو الفتح....وحكامنا اليوم يلقبون (بألقاب محرجة)