"وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ"
أبو الهيثم محمد درويش
هل أنت منهم على الحقيقة أم تزعم أنك حيادي في مُعترك الإيمان الدائر منذ خلق الله آدم وإلى أن يرث الأرض ومن عليها أم أنك من أهل الإيمان الذين أنار الله بصائرهم وثبت قلوبهم بالصبر على الحق والصبر على أذى الصنف الأول؟
- التصنيفات: ترجمة معاني القرآن الكريم -
قطعوا عهودهم مع الله التي أخذها عليهم وهم في صلب آدم، عهود التوحيد والطاعة للرسل والرسالات المنزلة، واتخاذ أمر الله منهجاً يسيرون به حتى يلقوه.
لم يحترموا أمر الله بل حاربوه وحاربوا أهله وشوهوا الرسالة والرسل وحاربوا أتباع الرسل وقطعوا الصلة الحقيقية بالله وإن ادّعى بعضهم ممن أُشرب قلبه بالنفاق أن له بالله صلة.
قطعوا صلتهم بأهل الإيمان وأنصار الرسالات وساموهم سوء العذاب أو على أقل تقدير احتقروهم ونبذوهم وهمشوهم، ومعظمهم شغلتهم دُنياهم حتى عن الصلات الغريزية وعن الأرحام.
فاستحقوا ما وصف الله: {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}.
والسؤال الآن: هل أنت منهم على الحقيقة أم تزعم أنك حيادي في مُعترك الإيمان الدائر منذ خلق الله آدم وإلى أن يرث الأرض ومن عليها أم أنك من أهل الإيمان الذين أنار الله بصائرهم وثبت قلوبهم بالصبر على الحق والصبر على أذى الصنف الأول؟
{وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد: 25].
قال السعدي في تفسيره: لما ذكر حال أهل الجنة ذكر أن أهل النار بعكس ما وصفهم به، فقال عنهم: {والَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ} أي: من بعد ما أكده عليهم على أيدي رسله، وغلظ عليهم، فلم يقابلوه بالانقياد والتسليم، بل قابلوه بالإعراض والنقص، {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} فلم يصلوا ما بينهم وبين ربهم بالإيمان والعمل الصالح، ولا وصلوا الأرحام ولا أدوا الحقوق، بل أفسدوا في الأرض بالكفر والمعاصي، والصد عن سبيل الله وابتغائها عوجًا، {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ} أي: البعد والذم من الله وملائكته وعباده المؤمنين، {وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} وهي: الجحيم بما فيها من العذاب الأليم.
#مع_القرآن