قواعد بناء الدولة وتأسيس المِلة
أبو الهيثم محمد درويش
ضمان الأمن والأمان في تأسيس الدولة والبناء على التوحيد الخالص واجتناب الأوثان.
- التصنيفات: ترجمة معاني القرآن الكريم -
على تلك القواعد تم بناء المِلة من لدن إبراهيم عيه السلام وإلى قيام الساعة:
أولاً: ضمان الأمن والأمان في تأسيس الدولة، لأن الظلم والقهر وأي خلل في أمان الناس يؤثر على فرص الاستماع للحق والتفكر والتأمل فيه ومن ثم اعتناقه وقد يفسر هذا سهولة دخول الغربيين حالياً في الإسلام فور معرفتهم للحق والتفكر فيه .
ثانياً: البناء على التوحيد الخالص واجتناب الأوثان (سواء أوثان حسية أو مناهج أرضية يتبناها من يتبناها مجانباً منهج الله).
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ* رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 35-36].
قال السعدي في تفسيره: أي: {وَ} اذكر إبراهيم عليه الصلاة والسلام في هذه الحالة الجميلة، إذ قَال: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ} أي: الحرم {آمِنًا} فاستجاب الله دعاءه شرعا وقدرا، فحرمه الله في الشرع ويسر من أسباب حرمته قدرا ما هو معلوم، حتى إنه لم يرده ظالم بسوء إلا قصمه الله كما فعل بأصحاب الفيل وغيرهم.
ولما دعا له بالأمن دعا له ولبنيه بالأمن فقال: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأصْنَامَ} أي: اجعلني وإياهم جانبا بعيدا عن عبادتها والإلمام بها، ثم ذكر الموجب لخوفه عليه وعلى بنيه بكثرة من افتتن وابتلي بعبادتها،
فقال: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ}، أي: ضلوا بسببها، {فَمَنْ تَبِعَنِي} على ما جئت به من التوحيد والإخلاص لله رب العالمين {فَإِنَّهُ مِنِّي} لتمام الموافقة ومن أحب قوما وتبعهم التحق بهم.
{وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وهذا من شفقة الخليل عليه الصلاة والسلام حيث دعا للعاصين بالمغفرة والرحمة من الله والله تبارك وتعالى أرحم منه بعباده لا يعذب إلا من تمرد عليه.
#مع_القرآن