المسعود ... و المحروم
ملفات متنوعة
- التصنيفات: أخبار السلف الصالح -
عاد عتبة بن ربيعة المسعودِ من إحد المعارك التى نشبت دفاعاً عن دين الله . .
وقد خاض غمارها وجاهد فيها حق الجهاد .. حتى أسر .. وفك أسره ..
وبمجرد عودته طاف بالكعبة الشريفة وهو يدعو الله ويقول (( يارب أغفر للمحروم )) .
ولما تكرر منه هذا الدعاء .. إذ لا يطوف بالبيت الحرام إلا ويدعو به ..
قال له أحدهم :
ياعتبة بن ربيعة .. من هو المحروم الذى تطلب له المغفرة ؟
فرد عتبة : انا ... هو المحروم
فقال له الرجل : ألست المسعود ؟ , فكيف اصبحت المحروم ؟
فقال عتبة :
(( كنا عشر فوارس .. توجهنا لاستطلاع حال العدو .. وبعد معركة خضناها دفاعاً عن دين الله وأبلينا فيها أحسن البلاء .. إلا أن العدو أعد لنا كميناً وحاصرنا بعدة مئات من جنوده .. فوقعنا فى الأسر ..
وفى الأسر .. لم نستطع أن نقدم لمعركتنا شيئًا .. سوى العبادة .. والدعاء بأن ينصر الله جنوده على أعدائه ..
وبعد أيام .. تواتر إلى مسامعنا انتصار المسلمين .. وقتلهم ابن عم مللك الروم الذى أساءه ذلك إساءة بالغة وأحزنه حزنًا شديدًا .
فلما كان صباح اليوم التالى .. أصدر ملك الروم قراره بإعدامنا جميعًا .. وخرجنا إلى ساحة الإعدام .. فصلينا أحسن ما تكون الصلاة .. وذكرنا الله .. بأقوى ما يكون الذكر .. وبعد أن أتموا عصب أعيننا جاء الملك ليرى بنفسه إعدامنا .. فقال له وزيره .. أيها الملك هلا فككنا عن أعينهم حتى يروا العذاب بقتل بعضهم بعضا ..
ففكوا العصابات عن أعيننا .. فوالله الذى لا إله إلا هو ما أن فكوا العصابة عن عينى .. حتى كنت أرى فى كل ضربة سيف على عنق أسير مسلم .. تفتح السماء .. وتهبط الملائكة فى نشوة وسرور .. وتحمل روح الأسير فى موكب وفرح .. و استمر إعدام الأسرى حتى بلغوا تسعة .. ولم يبق سواى ....
فقال الوزير : من يبلغ المسلمون ما فعلنا .. فيصبهم الأسى والحزن ؟ ألا نفك أسر هذا الأسير الأخير ونطلقه ليبلغ قواده وجنوده المسلمين ما رأى .. فوافق الملك .. وفك أسرى .. وعدت .. عدت أنا الوحيد من العشرة .. وقد حرمت الجنة.. وحرمت الشهادة.. وحرمت موكب الملأئكة وهم يصحبون روح الشهيد إلى السماء .. ألست بحق محروم ؟؟ بعد أن كنت المسعود .. )) ؟؟ .
يغفر الله له .. فلقد مات سعيدًا .. إذ شارك فى المعركة التالية .. ونال ما تمنى .. و استشهد .. ودخل الجنة تصحبه الملائكة .. فى موكب النور ..