هو أعلم بما في نفسك

أبو الهيثم محمد درويش

{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُورًا } [الإسراء 25] .

  • التصنيفات: التفسير -

مع كل فعل 
مع كل قول 
مع كل خطرة من الخطرات 
تذكر أن الله يعلم ما في نفسك 
فإن كنت صالحاً و نواياك صالحة و قلبك وجل خائف فسيدلك هذا القلب على طريق الرجوع و التوبة إن تعثرت 
و ساعتها ستجد رباً رحيماً غفوراً كريماً يقيل عثرتك و يأخذ بيدك إليه بل يفرح بتوبتك .
و المطلوب : تعهد قلبك دائماً و ابحث عن اتجاهه و إلى أين يشير ؟
{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُورًا } [الإسراء 25] .
قال السعدي في تفسيره :
أي: ربكم تعالى مطلع على ما أكنته سرائركم من خير وشر وهو لا ينظر إلى أعمالكم وأبدانكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وما فيها من الخير والشر.
{ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ }  بأن تكون إرادتكم ومقاصدكم دائرة على مرضاة الله ورغبتكم فيما يقربكم إليه وليس في قلوبكم إرادات مستقرة لغير الله.
{ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ }  أي: الرجاعين إليه في جميع الأوقات { غَفُورًا }  فمن اطلع الله على قلبه وعلم أنه ليس فيه إلا الإنابة إليه ومحبته ومحبة ما يقرب إليه فإنه وإن جرى منه في بعض الأوقات ما هو مقتضى الطبائع البشرية فإن الله يعفو عنه ويغفر له الأمور العارضة غير المستقرة.
قال ابن كثير في تفسيره :
قال شعبة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب في قوله { فإنه كان للأوابين غفورا }  قال الذي يصيب الذنب ثم يتوب ويصيب الذنب ثم يتوب 

وكذا رواه عبد الرزاق عن الثوري ومعمر عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب نحوه وكذا رواه الليث وابن جريج عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيببه وكذا قال عطاء بن يسار 

وقال مجاهد وسعيد بن جبير هم الراجعون إلى الخير 

وقال مجاهد عن عبيد بن عمير في قوله { فإنه كان للأوابين غفورا }  قال : هو الذي إذا ذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله منها ووافقه على ذلك مجاهد. 

وقال عبد الرزاق أخبرنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير في قوله { فإنه كان للأوابين غفورا } قال كنا نعد الأواب الحفيظ أن يقول اللهم اغفر لي ما أصبت في مجلسي هذا . 

وقال ابن جرير والأولى في ذلك قول من قال هو التائب من الذنب الراجع عن المعصية إلى الطاعة مما يكره الله إلى ما يحبه ويرضاه . 

وهذا الذي قاله هو الصواب لأن الأواب مشتق من الأوب وهو الرجوع يقال آب فلان إذا رجع قال الله تعالى : { إن إلينا إيابهم }   [ الغاشية 25] ، وفي الحديث الصحيح ، أن رسول الله صلىوسلمد           كان إذا رجع من سفر قال : آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون . 
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن