المَهْدِيُّون نَشْأةً وتَارِيخَاً
أحمد علوان
فجماعة المهديين هم أتباع أحمد الحسن اليماني وينتسبون للشيعة الإمامية الاثني عشرية ، حيث أعلن ذلك الشيخ: ناظم العقيلي وهو من رجالات اليماني والداعين له، إذ يقول بعد أن تكلم عن أهمية الخلافة والإمامة: "وهذه هي عقيدة الشِّيَعة الإمامية من الرسول محمد إلى يوم القيامة لا يقول بخلافها إلا من خرج من ولاية الله ودخل في ولاية الشيطان أعاذنا الله من ذلك"
- التصنيفات: مقارنة الأديان -
المَهْدِيُّون نَشْأةً وتَارِيخَاً:
يمكن التعرف على نشأة جماعة المهديين وتاريخها، من خلال بدأ أحمد الحسن اليماني - زعيم ومؤسس جماعة المهديين - بالادعاءات التي ادعاها، بدءاً من لقاءه بالإمام المهدي - كما يزعم -، وخروجه على المرجعية الشيعية وكشف انحرافها، وزعمه بأنه الحجة والمهدي الأول من المهديين الاثني عشر بعد الأئمة الاثني عشر، وهذا بيان نشأة جماعة المهديين، من معاصري الشِّيَعة لدعوة أحمد الحسن اليماني، قال أحدهم: "خرج رجل في العراق اسمه أحمد بن إسماعيل من أهل البصرة وادعى أنه التقى الإمام المهدي في شعبان 1420هـ، فأمره بالتبيلغ عنه، وكشف انحراف المرجعية، وعلماء آخر الزمان، وتبيان العقائد الحقة، ثم ادعى أنه ابن الإمام المهدي، وأنه المهدي المذكور في الروايات، ثم زعم أنه اليماني إلى أن وصل به الأمر أن ادعى أنه
حجة الله في أرضه، وأنه الإمام الثالث عشر من أئمة أهل البيت، وأنه معصوم كبقية الأئمة" .
وبعد لقاءه بالإمام المهدي، ويبدو أنه لم يكن لقاءاً واحداً، وإنما تعددت اللقاءات لتعدد الأوامر، والتي منها أن يبدأ اليماني بمواجهة الناس وإخبارهم بإعلان ثورة على الظالمين، "وفي آخر يومين من رمضان لعام 1424هـ، أمره الإمام المهدي أن يبدأ بمخاطبة أهل الأرض بأجمعهم وكل بحسبه وبحسب الأوامر التي تصدر من الإمام، وفي اليوم الثالث من شوال أمره بإعلان الثورة على الظالمين وبحثِّ الخطى والعمل بسرعة" .
ثم جاء اللقاء الحاسم والفاصل بأن يعلن أحمد الحسن عن نفسه أمام الناس، وبأنه مرسل من قبل الإمام المهدي، "وأعلن السيد أحمد الحسن عن نفسه بأنه مرسل من الإمام المهدي لقيادة الأمة لنصرته والتمكين له ولمّ شمل الأمة تحت راية واحدة، وأعلن دعوته في النجف الأشرف وفي وسط الحوزة العلمية، وعرض الكثير من الأدلة على صدق قضيته، وانه التقى بالإمام الحجة ابن الحسن في عالم الشهادة، وبعثه رسولاً عنه إلى الناس كافة" ، على أنه المذكور في وصية رسول الله ليلة وفاته ، وبدأ السيد أحمد الحسن يدعو الناس.
لا شك أن هذا مسلسل خُرافي، أخرجه أحمد الحسن واليماني، ونفذ أدوارَه أتباعُه الذين انقادوا خلفه، ولم يسلم مسلسل اليماني من النقد الذي وجه له من علماء الشِّيَعة ومراجعها، وإن كان اليماني قد سار على ما سارت عليه عقائد الشِّيَعة، من رؤى ومنامات ولقاءات بالإمام، وخرافات وأساطير وقد امتلأت بها كتب الشِّيَعة، وتناقضات قام عليها دين الشِّيَعة كما قامت عليها دعوة اليماني.
إن من أهم وأبرز الأمور المختلف عليها بين الشِّيَعة وأهل السنة قضية المهدي المنتظر، فمعتقدنا نحن أهل السنة في المهدي المنتظر أنه رجل من آل البيت اسمه محمد بن عبدالله من ولد السيدة فاطمة ليبايع في آخر الزمان بين الركن والمقام، يخرج عندما يكثر الظلم وتمتلأ الأرض جوراً، أما معتقد الشِّيَعة الاثني عشرية في المهدي المنتظر وهو الإمام الثاني عشر - محمد بن الحسن العسكري - هو كما قال بعضهم: "يعتقد الشِّيَعة الاثني عشرية أن العالم لا يمكن أن يكون بدون هداية، وأن من الثابت أن الإمام الثاني عشر يجب عليه أن يختفي، وقد اختار الله أربعة سفراء لينوبوا عن الإمام، ولم يجد السفير الأخير من ينوب عنه، فمن سنة 260هـ، وهي سنة اختفاء الإمام إلى سنة 329هـ، يبدأ ما يسمى بالغيبة الصغرى، وبسنة 329هـ يبدأ زمن الغيبة الكبرى للإمام، وتدوم إلى إن يرجع في عظمته وجلاله بسيفه وقوته ليقيم العدل من جديد" .
وقد احتلت هذه القضية مساحة كبيرة عند الشِّيَعة وذلك لارتباطها بفكرة الإمامة فهي من القضايا المقدسة لديهم، ولذلك فقد صارت قضية المهدي المنتظر تشكل عند الشِّيَعة أصلاً من أصولهم وتحولاً كبيراً في عقائدهم، فالمهدي عند الشِّيَعة الاثنى عشرية هو الإمام الثاني عشر والأخير.
وقد انشقت عما تعتقده الشِّيَعة جماعة ظهرت بين الأوساط الشيعية اعتقدت خلاف ما اعتقده الشِّيَعة وخالفوا مراجعهم وهم جماعة أنصار المهدي - أتباع أحمد الحسن اليماني - أو المهديون كما يسمون أنفسهم.
فجماعة المهديين هم أتباع أحمد الحسن اليماني وينتسبون للشيعة الإمامية الاثني عشرية ، حيث أعلن ذلك الشيخ: ناظم العقيلي وهو من رجالات اليماني والداعين له، إذ يقول بعد أن تكلم عن أهمية الخلافة والإمامة: "وهذه هي عقيدة الشِّيَعة الإمامية من الرسول محمد إلى يوم القيامة لا يقول بخلافها إلا من خرج من ولاية الله ودخل في ولاية الشيطان أعاذنا الله من ذلك" ، ويدَّعون المهدوية لأحمد الحسن اليماني، وأنه رسول الإمام المهدي ووصيه، فهو المهدي الأول الاثني عشر إماماً أي بعد محمد بن الحسن العسكري، فعلى حد زعمهم كما سيأتي في الوصية - المبحث الأول من الفصل الأول - والتي بنوا عليها معتقدهم أنه سيكون اثنا عشر مهدياً هو أولهم بعد اثني عشر إماماً كان آخرهم الإمام الثاني عشر –محمد بن الحسن العسكري -، وتلك جملة ما ادعاه اليماني :
1 - أنه الإمام المهدي الأول وهو أول المهديين الاثني عشر.
2 - أنه ابن الإمام القائم الحجة.
3 - أن الإمام الحجة القائم قد أرسله للناس وصياً.
4 - أنه اليماني الموعود.
5 - أنه إمام معصوم مؤيد موفق مسدد.
6 - أنه أعلم أهل هذه الدنيا في هذا الزمان.
7 - أنه أول الثلاثمائة والثلاثة عشر الذين هم من أنصار الإمام الحجة.
8 - أن الملتوي عليه يذهب إلى النار.
9 - أنه هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن تملأ ظلماً وجوراً. انتهى.