خوف الفقر

أبو الهيثم محمد درويش

{ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا } [الإسراء 31] .

  • التصنيفات: التفسير -


قد يضيق الإنسان بنفسه وولده بسبب ضيق ذات يده ظاناً أن تعدد الأيدي في الصحفة ينقصها و هو لا يدري أن الصحفة و ما فيها أتته من أجل هذه الأيدي .
فالله تكفل برزق عباده و هذا قسمه لك فاصبر و اعلم أن ولدك أتى و معه رزقه مكتوب مقسوم , فقط عليك الصبر و الابتهال و الأخذ بأسباب الرزق .
{ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا } [الإسراء 31] .
قال السعدي في تفسيره :
وهذا من رحمته بعباده حيث كان أرحم بهم من والديهم، فنهى الوالدين أن يقتلوا أولادهم خوفا من الفقر والإملاق وتكفل برزق الجميع.
وأخبر أن قتلهم كان خطأ كبيرا أي: من أعظم كبائر الذنوب لزوال الرحمة من القلب والعقوق العظيم والتجرؤ على قتل الأطفال الذين لم يجر منهم ذنب ولا معصية.
قال ابن كثير في تفسيره :
هذه الآية الكريمة دالة على أن الله تعالى أرحم بعباده من الوالد بولده لأنه ينهى  عن قتل الأولاد كما أوصى بالأولاد في الميراث وكان أهل الجاهلية لا يورثون البنات بل كان أحدهم ربما قتل ابنته لئلا تكثر عيلته فنهى الله [ تعالى عن ذلك فقال : { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق }  أي خوف أن تفتقروا في ثاني الحال ولهذا قدم الاهتمام برزقهم فقال { نحن نرزقهم وإياكم }  وفي الأنعام " { ولا تقتلوا أولادكم من إملاق }   أي من فقر { نحن نرزقكم وإياهم }   [الأنعام 151]  

وقوله : { إن قتلهم كان خطئا كبيرا }  أي ذنبا عظيما 

وقرأ بعضهم كان خطأ كبيرا وهو بمعناه 

وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك " قلت ثم أي ؟ قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ثم أي ؟ قال أن تزاني بحليلة جارك " 

#أبو_الهيثم
#مع_القرآن