أقوال المراجع الشيعية في اليماني مؤسس المهدية:

عندما ظهر أحمد الحسن اليماني بدعوته التى خالف فيها جموع الشِّيَعة، كان هذا دافعاً للعلماء والمراجع أن يقولوا رأيهم فيه وفي دعوته وصدى هذا الفكر الجديد الذي ورد على المجتمع الشيعي، فمن العلماء والمراجع من وضع أكثر من كتاب للرد علي دعوة اليماني، أو ألف كتاباً يبين فيه كل ما يتعلق بالدعوة اليمانية، ومنهم من طلب إقامة مناظرة بينه وبين اليماني، والبعض اكتفى بنشر مقال أو رد على أحد مواقع الشِّيَعة أو في مركز متخصص في الدراسات الشيعية أو إلقاء محاضرات في محافل وندوات وغير ذلك من أساليب ووسائل تصدى بها علماء الشِّيَعة الدعوة اليمانية، وقد نشر "مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي" على موقعه على شبكة الانترنت[1]بياناً أعلن فيه موقفه من دعوة اليماني - وهي الفتوى الأولى -، ونصه: "ﮋﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢﮊ [الإسراء: 81]، بعد استماع الناس إلى حديث المتحدث باسم حركة (أحمد الحسن اليماني) عبر الفضائيات، وحيث واجه مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي ضغطاً جماهيرياً باتجاه الرد على مدعيات وأكاذيب من يسمي نفسه بـ(أحمد الحسن)، وبعد أن دعت المرجعية الدينية في النجف الأشرف إلى ضرورة تكذيب هذه الدعوات الضالة والمضلة والمنحرفة، فإن مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي، سيوافي جمهورنا المؤمن بنقد أفكار هذه الحركة الضالة عبر سلسلة مقالات تبث على موقع المركز..."

وقد اهتم نفس المركز اهتماماً شديداً بالتصدي لهذه الدعوة فبعد نشر البيان، نشر كذلك عدداً من المحاضرات الصوتية والمرئية، وعدداً من المقالات المكتوبة، وفتاوى متنوعة ومتعددة في شأن دعوة اليماني، ومن الفتاوى التي نشرها الموقع للمرجعيات، بعنوان: "المرجعية الدينية ترد على دعوى اليماني المزعوم وغيره"[2]، ولنذكر بعضها - وهي الفتوى الثانية - وفيها أجاب سماحة آية الله العظمى الشيخ إسحاق الفياض[3] بالآتي: "لا يخفى على المؤمنين - أيدهم الله تعالى - أن السفارة والنيابة الخاصة عن الإمام الحجة عليه السلام قد انقطعت بموت السفير الرابع علي بن محمد السمري رضي الله عنه وبدأت الغيبة الكبرى فمن ادّعى السفارة والنيابة الخاصة فيها فهو مفتر كذاب وعلى الناس أن يكذبوه، وكذا ينبغي عليهم تكذيب من يدعي انّه اليماني أو الخراساني أو صاحب النفس الزكية، فإنّ تلك الشخصيات المباركة لا تظهر إلاّ بعد الصيحة. ومنه يظهر بطلان دعوى مقام الإمامة وأنّه الإمام عليه السلام ضرورة أنّ الإمام عليه السلام لا يظهر إلاّ بعد الصيحة والخسف في البيداء وخروج اليماني والسفياني والخراساني وقتل النفس الزكية بين الركن والمقام. وبدورنا ننصح المؤمنين وفقهم الله تعالى بأخذ العقائد الصحيحة من المراجع العظام الأمناء على حلال الله وحرامه وعدم الإعتناء بتلك الدعاوى الباطلة، فإنّ عدم الاعتناء بها وإهمالها سبب لإجهاضها إن شاء الله تعالى، الثاني من صفر، عام ١٤٢٨هـ" انتهت الفتوى.

وفتوى ثالثة لمرجعهم - آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم[4] -، وفيها يقول: "كل دعوى لا تستند الى دليل فلا تقبل من مدعيها حتى لو كان الادعاء أمراً لا أهمية له فكيف بمثل هذه الدعاوى الخطيرة التي تكون سبباً للضلال والفرقة.

ولتوضيح الصورة نذكر الأمور التالية: الأول: إنّ مدعي رؤية الامام الحجة وأخذ المعلومات عنه لإيصالها الى الناس مجترئ على الله وعلى رسوله وأوليائه ورادٌ لما أعلنه عليه السلام في توقيعه الذي رواه أصحابنا في كتبهم واعتمدوا عليه وأذعنوا له وهو ما كتبه الامام المنتظر الى النائب الرابع علي بن محمد السمري[5] رضي الله عنه وهو: (بسم الله الرحمن الرحيم. يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنّك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص الى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)[6].

وإن من شواهد صدق هذا التوقيع ما حدث من ادعاءات كاذبة منذ الغيبة وإلى يومنا هذا حيث إن ذلك من إخبارات الغيب التي صدقتها الأيام، وبعد كل هذا فكل مدع للسفارة أو الوصاية كذاب ومفتر على الله وأوليائه..." وفيما ذُكر يكفي، وألف بعض علماء ودعاة الشِّيَعة كتباً في هذا الشأن، ومنهم على سبيل المثال:

1-الشيخ علي الكوراني العاملي[7]:

2- 

ألف الكوراني كتاباً بين فيه من خلال اسم الكتاب رأيه في اليماني حيث أسمى كتابه (دجال البصرة)، جعله في ثمانية فصول، تارة يطلق عليه الضال المضل، وتارة يقول إنه دجال كذاب، وأحياناً يصف ما يصدر عنه بأنها هرطقة مضحكة، بل أعتبره مجنوناً في استدلالته ببعض الأدلة، ويرى أنه دجال يكابر ويزوِّر لإثبات أنه من نسل الإمام المهدي ومن ذريته، وقد طلب منه الكوراني إظهار معجزة حتى يؤمن بكونه - اليماني - وصي ورسول الإمام المهدي، وكانت المعجزة أن يحول اليماني لحيته البيضاء سوداء، وطلب غير الكوراني من اليماني معجزة، فكان رد اليماني لمن يطلب معجزة وفق شرطين: "الأول: أن تكون المعجزة قد ذكرها القرآن، حتى إذا أتى بها وكذبوها يستلزم تكذيب القرآن الذي أثبتها بكونها معجزة، الثاني: أن يُعلن عنها وتكون أمام الناس لكي لا تخفى الحقيقة على أحد، وليس معنى ذلك جميع الناس أن تحضر وتشاهد، بل معناه مشاهدة عدد كبير لا يُكذب في نقله لغيره"[8].

2 - عبدالله العلوي:

حيث كتابه (الشهب العلوية على مدعي الإمامة والمهدوية)، والذي اشتمل على عشرين فصلاً، ويكفي ما قاله العلوي في خاتمة الكتاب: "فقد تم بفضل الله فضح الدجال البصراوي أحمد الحسن وإظهاره للناس على حقيقته وإبطال دعوته وعصمته وإمامته ومهديته"[9].

3 - الشيخ أحمد سلمان:

حيث طلب منه تلامذته أن يكتب عن اليماني ويرد عليه، فوضع كتابه( الشهب الأحمدية على مدعي المهدوية) وفيه يقول: "ودعوة أحمد إسماعيل فيها من الغموض ما فيها، فإن أحمد إسماعيل لا يُعرف أصله، وهو معروف بأنه لا ينتسب لأهل البيت، وإنما ادَّعي ذلك ادعاءاً، وهو غائب لا يعرف أين هو، ولا يدرى هل هو حي أو ميت، ولا يعرف من يروج له أو

يعمل معه أو يموله..." [10].

وقد أُلِّفَ غيرُها من الكتب للرد على دعوة اليماني ولكن هذا ما يسره الله لي ليكون تحت يدي واستعين به، ومن المؤلفات التي وضعت في ذلك:

 - كتاب: (شبهات وردود) للسيد سامي البدري.

 - كتاب: (الصواعق الحقانية في الرد على مدعي اليمانية)، وكتاب (البرهان الساطع في الرد على أحمد الكاطع)، والكتابان من تأليف: الحاج حسين.

 - كتاب: (الرد القاصم لدعوة المفتري على الإمام القائم)، وكتاب: (أخطاء ابن كاطع في القرآن والتفسير والنحو)، للشيخ علي آل محسن.

 - كتاب: (الأوهام والأحلام دليل الأدعياء)، للشيخ علي الدهنين.

 - كتاب (حجية الأحلام في الميزان)، للشيخ أحمد سلمان.

وقد نشرت عناوين هذه الكتب وغيرها على مواقع الشِّيَعة التي تناولت الرد على دعوة اليماني، وما حصلت عليه أفادني كثيراً في نقد دعوة اليماني من خلال فكر شيعي.

--------------------------------------

[1]الموقع  المسمى (المهدي ) على الإنترنت 

[2] وكانت تلك الفتاوى قد نشرت على الموقع بتاريخ: 2/7/2013م.

[3] هو: محمد إسحاق الفياض، ولد سنة 1930م في قرية صوبة، إحدى قرى محافظة غزني في وسط أفغانستان، ولما بلغ الثامنة عشرة من عمره انتقل إلى مدينة مشهد بإيران، ثم انتقل إلى الحوزة العلمية بالعراق، له مؤلفات كثيرة، منها: محاضرات في أصول الفقه، منهاج الصالحين. انظر: السيرة الذاتية على موقعه الرسمي

[4] هو: السيد محمد سعيد نجل آية الله السيد محمد علي بن السيد أحمد بن السيد محسن، يرقى نسبه إلى إبرهيم طباطبا، والده محمد علي الحكيم، ولد في النجف الأشرف سنة 1354هـ، 1934م، له مؤلفات عدة، منها: المحكم في أصول الفقه، الكافي في أصول الفقه. انظر: السيرة الذاتية على موقعه الرسمي.

[5] آخر النواب الأربعة، وبموته ابتدأت الغيبة الكبرى في النصف من شعبان سنة 329هـ، والسَّمُر بالتحريك من أعمال البصرة بين البصرة وواسط. انظر: طبقات أعلام الشيعة، للشيخ آغا بُزرك الطهراني، ج1/200، ط1/1430هـ=2009م، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان.

[6] الغيبة للطوسي، ص245و246 (مرجع سابق).

[7] سبق التعريف به، ص26.

[8] حوار قصصي مبسط في الدعوة اليمانية المباركة، الشيخ عبدالعالي المنصوري، ص466، الطبعة الثانية سنة 1433هـ، 2012م، إصدارات أنصار الإمام المهدي عليه السلام، مطبعة أيبكس، بيروت - لبنان.

[9] ص69(باختصار).

[10] الشهب الأحمدية على مدعي المهدوية، ص249 (مرجع سابق).