أتباع اليماني الضال و حذور فكر المهديين
أبو الهيثم محمد درويش
نستطيع أن نقف على جذور دعوة اليماني من خلال التعرف على فكرة ظهور اليماني عند الشِّيَعة عموماً، وهل لها وجود أصلاً أم أنها قضية مصطنعة ومختلقة، بالنظر إلى الروايات المزعومة لدى الشِّيَعة والمنسوبة لآل البيت زوراً وبهتاناً أن المهدي المنتظر - محمد بن الحسن العسكري - له علامات قبيل مجيئه تمهد له، وتدل على قرب ظهوره للناس .
- التصنيفات: التفسير -
أتباع أحمد الحسن اليماني مؤسس المهدية
أ - أبرز الشخصيات في جماعة المهديين:
يظهر لكل فكر أتباعه وأنصاره، والمؤيدون له والمدافعون عنه، وكل فكر أو معتقد يتمخض عنه رجال يجعلون ما يعتقدونه حقاً يجب الذود عنه والتضحية من أجله وقد يكون هذا من خلال كتابة أو مناظرة أو حوار أو أي وسيلة أخرى يستطيع بها أن ينشر بها عقيدته وفكره، فمن أبرز هذه الشخصيات التي اعتنقت فكر أحمد الحسن اليماني، منها:
1. الشيخ حسن الحمامي، وهو المعروف لدى جماعة أنصار المهدي بأنه الزعيم الروحي، وهو الرجل الثاني في دعوة اليماني، والشيخ الحمامي هو ابن الفقيه والمرجع الشيعي السيد محمد علي الحمامي[1].
2.
3. الشيخ ناظم العقيلي، من طلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وقد قال عن نفسه: "كنت أسكن النجف –حي النصر -، عند إعلان الدعوة اليمانية المباركة سنة 2002م، وكنت من أول المؤمنين بها ولله الحمد والمِنَّة، وأسأل الله أن يثبتني ويختم لي على ولاية ونصرة الإمام المهدي وابنه ووصيه ورسوله السيد أحمد الحسن، إنه سميع مجيب"، والعقيلي هو الذي ينيبه اليماني في المناظرات العلمية لمواجهة المراجع الشيعية، وللعقيلي ما يقارب الثلاثين مؤلفاً عن دعوة اليماني والانتصار له، منها: كتاب: ( الإفحام لمكذب رسول الإمام) وقد رد فيه على الشيخ محمود الحسني أحد المكذبين بدعوة اليماني، كتاب: ( دراسة في شخصية اليماني الموعود )، (الوصية والوصي أحمد الحسن)، (الرد الأحسن في الدفاع عن أحمد الحسن )، (الأربعون حديثاً في المهديين وذرية القائم)، (انتصاراً للوصية)، (من هم ورثة الأنبياء؟).
4.
5. أبومحمد الأنصاري، وقد وجه عدة رسائل للمعارضين لدعوة اليماني، وقد ألف العديد من الكتب ينتصر فيها لعقيدة المهديين، منها: (جامع الأدلة).
6.
7. ضياء الأنصاري الزيدي[2]، ومن مؤلفاته: (الرؤيا في مفهوم آل البيت)، (المهدي والمهديين في القرآن والسنة )، (النور المبين في أخبار الصادقين).
8.
9. ومنهم: عبدالرزاق الديراوي، وهو رئيس تحرير مجلة "الصراط المستقيم"، التي تصدرها الجماعة وتعبر عن آراهم ومعتقداتهم، وله مؤلفات يرد فيها على الشبهات التي تثار حول اليماني، ومنها: (جامع الأدلة).
10.
11. ومنهم: إسماعيل الموسوي، عبد العالي المنصوري، حبيب السعيدي، علاء السالم. وامتدح اليماني أتباعه ومن ناصره واعتنق دعوته حيث قال في حقهم: (أنصاري خير أنصار تفتخر الأرض بسيرهم عليها، وتحفهم الملائكة، وهم أول فوج يدخل الجنة يوم القيامة، ثم أقسم بيس وطه إنهم هم الفرقة الناجية وهم أمة محمد حقاً وصدقاً...)[3].
12.
"ولليماني أصحاب عددهم ثلاثمائة وثلاثة عشر هم يمانيون باعتبار انتسابهم لقائدهم اليماني، ومنهم يماني صنعاء ويماني العراق، وفُسِّر قوله تعالى من سورة المدثر: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} [المدثر: 39] بأنهم أصحاب اليماني وأنهم هم مستثنون من الحساب وهم المقربون"[4].
وفسروا السر في هذا العدد أن عدتهم كعدة أهل بدر - على زعمهم - حيث أخبر أحد الأنصار بذلك فقال: "الثابت في الروايات أن أنصار الإمام المهدي - مكن الله له في الأرض - 313 شخصاً ثم بعد أن يلتحق به مجموعة أخرى يصبح العدد 10 آلاف فرد أو أكثر، فلو نصر علماء القوم الإمام المهدي لكان مع الإمام أضعاف مضاعفة هذا العدد"[5]، واستدل برواية "عن أبي بصير قال سأل رجل من أهل الكوفة الإمام الصادق(ع) كم يخرج مع القائم (ع) فإنهم يقولون أنه يخرج معه مثل عدة أهل بدر 313 رجلاً، قال: ما يخرج إلا في أولي قوة وما يكون أولوا قوة أقل من عشرة آلاف"[6]، وإن كان المفهوم من الرواية والعدد أنه من صفات الإمام المهدي - العسكري - وبما أن اليماني هو ممهد للمهدي وأول مؤمن به فله ما للمهدي - في زعمهم -.
هكذا هو شأن اليماني وأنصاره أنهم يأتون بالأدلة من أمهات الكتب وأقوى المراجع الشيعية ويضعونها في غير موضعها، إن جاز القول بصحتها، وإلا فلا يصح منها شيء ألبته؛ لأنها عندنا - أهل السنة - لا تثبت عن رسول الله ولا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، فهم قد ضلوا فيما نقلوا بعد أن ضلوا فيما عقلوا، فما المنتظر بعد ضلال المعقول والمنقول.
الجُذُورُ الفِكْرِيَّةُ والعَقَائِدِيَّةُ لِلْمَهْدِيِيِّن:
نستطيع أن نقف على جذور دعوة اليماني من خلال التعرف على فكرة ظهور اليماني عند الشِّيَعة عموماً، وهل لها وجود أصلاً أم أنها قضية مصطنعة ومختلقة، بالنظر إلى الروايات المزعومة لدى الشِّيَعة والمنسوبة لآل البيت زوراً وبهتاناً أن المهدي المنتظر - محمد بن الحسن العسكري - له علامات قبيل مجيئه تمهد له، وتدل على قرب ظهوره للناس، ومن أهم هذه العلامات: خروج اليماني، لكن قبل خروج اليماني يسبقه وذلك أيضاً في مذهب الشِّيَعة أن يخرج السفياني والخراساني، وأن السفياني سيخرج من الشام، والخراساني سيخرج من خراسان، واليماني سيخرج من اليمن، وسيكون خروجهم كما زعموا في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، ودليل الشِّيَعة: حيث جاء في كتاب الغيبة للطوسي ومراجع أخرى تنص على هذا الرواية وقد نقلها صاحب كتاب: (الشهب الأحمدية على مدعي المهدوية )، والتي نصها: "عن أبي عبدالله عليه السلام قال: خروج السفياني، والخراساني، واليماني، في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، وليس فيها راية أهدى من راية اليماني؛ لأنه يدعو إلى الحق"[7]، ثم عقب بقوله: "فاليماني من اليمن، وليس من العراق أو البصرة كما يدعي هؤلاء القوم، ودوره - أي اليماني - هو محاربة السفياني"[8].
فيتضح مما سبق أن هناك ثمة تناقض واضح وجليّ، فأحمد إسماعيل يزعم أنه هو اليماني، وهو في الأصل من البصرة بالعراق فكيف يكون يمانياً، ويسبقه السفياني والخراساني وهما لم يظهرا بعد كما تقول الشِّيَعة، فلا يظهر إلا بظهورهما لأنه سيحارب السفياني، والمهديون يقولون بأن اسمه أحمد الحسن اليماني، واليماني المزعوم اسمه أحمد إسماعيل، وأي رواية جاء فيها ذكر اليماني يؤولونها حسب هواهم، وربما زادوا في المتن أو نقصوا لتحقيق الغرض المطلوب، ويثبت ذلك رواية نقلها أحد أنصار اليماني عن الشيخ الصدوق[9] من كتابه )كمال الدين وتمام النعمة( والتي جاء فيها: "عن محمد بن مسلم الثقفي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام يقول: «القائم منا منصور بالرعب، مؤيد بالنصر...، قال: قلت: يا ابن رسول الله، متى يخرج قائمكم؟ قال: إذا تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادات الزور، وردت شهادات العدول،... إلى أن قال: وخروج السفياني من الشام واليماني من اليمن،...»[10]، ويعلق عليها فيقول: "إن هذه الرواية ضعيفة سنداً، فهي ضعيفة على منهج القوم ولا يمكن الاعتماد عليها فهذا رد عليهم
من باب الالزام، وأنه توجد روايات أخرى لا تذكر (من اليمن)"[11].
ويُرَدُ عليه بأن هذه الرواية تكرر ذكرها في مصادر الشِّيَعة، ونقدها علماء الشِّيَعة بما رأوه من أن: "هذه الرواية نص صريح في أن اليماني يخرج من اليمن، ولا ينكر هذا إلا مكابر مجادل بالباطل"[12].
------------------------------------
[1] انظر: إظهار بطلان نكر حجية القرآن، الأستاذ ضياء الزيدي، ص16و17، ط2/1433هـ=2012م، إصدارات أنصار الإمام المهدي عليه السلام، العدد(30).
[2] وقد عرَّف نفسه في كتابه (إظهار بطلان نكر حجية القرآن) قائلاً: "ومن هذه الجماعة أساتذة جامعات، ومنهم كاتب هذه السطور أستاذ جامعي وحاصل على شهادة الماجستير"، ص17.
[3] دجال البصرة، ص 110 (مرجع سابق).
[4] الرد على تقولات المعاندين، أبومحمد الأنصاري، ج1/37.
[5] النور المبين في أخبار الصادقين، الأستاذ ضياء الزيدي، ص18، إصدارات أنصار الإمام المهدي عليه السلام، ط2/1433هـ=2012م، العدد(23).
[6] بحار الأنوار، (ج52/323 )(مرجع سابق).
[7] الغيبة، للطوسي، ذكر طرف من العلامات الكائنة قبل خروجه، ص272، نقلاً عن االشهب الأحمدية على مدعي المهدوية، ص112(مرجع سابق).
[8] الشهب الأحمدية على مدعي المهدوية، ص112 (مرجع سابق).
[9] هو: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، المعروف بالشيخ الصدوق، ولد بقم، ورحل في طلب الحديث إلى الري واستراباد وجرجان، ولد سنة 329هـ، وتوفي سنة 381هـ، وقبره مزار مشهور اليوم، ومن أشهر مصنفاته: الاعتقادات، التوحيد، الأمالي. انظر: فهرس التراث، محمد حسين الحسين الجلالي، تحقيق: محمد جواد الحسيني الجلالي، المجلد الأول، ص421 وما بعدها، ط1/1422هـ، نشر دليل ما، قم، (إيران).
[10] انظر: كمال الدين وتمام النعمة، تأليف: الشيخ الصدوق، تحقيق: علي أكبر الغفاري، ص330، رقم16، الطبعة سنة 1405هـ، بدون رقم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، وانظر: إعلام الورى بأعلام الهدى، تأليف: أبي الفضل بن الحسن الطبرسي، صححه وعلق عليه: علي أكبر الغفاري، ص447، ط1/ 1424هـ=2004م، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان.
[11] دراسة في شخصية اليماني الموعود، اليماني وبلاد اليمن، الشيخ ناظم العقيلي، ص8، الطبعة الأولى سنة 1432هـ، 2011م، إصدارات أنصار الإمام المهدي عليه السلام، العدد(121).
[12] الشهب الأحمدية على مدعي المهدوية، ص110 (مرجع سابق).