الغش في الامتحانات
أحمد قوشتي عبد الرحيم
وقد يغرس الوالدان في أبنائهم قيم الأمانة ، وحرمة الغش ، ثم يجدون حولهم واقعا بئيسا ، وغشا مفضوحا ، يشارك فيه المدرسون ، والإدارة ، ويغض عنه الطرف المشرفون ، ويتواطأ في تسهيله من ولاهم الله أمانة مسئولية هؤلاء النشء .
- التصنيفات: تربية الأبناء في الإسلام -
الغش في الامتحانات الدراسية بالمراحل المختلفة صار طاعونا فتاكا ، ووباءا مدمرا لكل الأخلاق والقيم الفاضلة في أنفس الأجيال الناشئة ، وقضاءا على مستقبل الأمة ، ووأدا لمعاني الشرف والنزاهة ، والخوف من الله ، والمنافسة الشريفة ، والاجتهاد والتفوق .
وقد يغرس الوالدان في أبنائهم قيم الأمانة ، وحرمة الغش ، ثم يجدون حولهم واقعا بئيسا ، وغشا مفضوحا ، يشارك فيه المدرسون ، والإدارة ، ويغض عنه الطرف المشرفون ، ويتواطأ في تسهيله من ولاهم الله أمانة مسئولية هؤلاء النشء .
والكارثة أن هذه الأجيال التي ربيت على الغش ، واستساغته ، وحصلت على شهادتها من خلاله هي التي ستتولى كافة مفاصل الحياة في المجتمع بعد سنوات قليلة ، ولست أدري كيف يمكن لمدرس أو طبيب أو مهندس أو قاض أو واعظ تحصل على شهادته بالغش ، ونالها بالسحت والكذب أن يعرف معنى الأمانة أو أن يربي عليها من هم تحت رعايته .
وإن تعليما ينتشر فيه الغش بهذه الصفاقة والوقاحة واللامبالة ، واعتقاد الجميع - إلا من رحم الله - أنه حق مكتسب ، وواقع لا مرد له هو تعليم فاشل ، لا مستقبل له ، ولا أمل فيه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
( شيء من مشاعر أب حانق ، يمتحن أولاده في اختبارات المصريين بالخارج هذه الأيام )